آخر الأخبارأخبار محلية

سميّة بعلبكي تنتظركم… “رجعت ليالي بعلبك”

كتب بشير صفير في” الاخبار”: برنامج «مهرجانات بعلبك» لهذا الصيف سهل المقاربة، إذ يتألف من أربعة مواعيد فقط ويمتدّ على عشرة أيام فقط: طرب شعبي وتراث لبناني، روك محلّي، فلامنكو، والختام هجين بين البيانو الكلاسيكي والتأليف والرقص الصوفي.

الافتتاح الليلة مع سميّة بعلبكي، الفنانة الأنيقة والثابتة على وعدها لتقديم الغناء اللبناني والعربي بمستوى لائق يحترم الجمهور وهذا الفن وصانعيه. سميّة اليوم هي سميّة مطلع التسعينيات وبداياتها في غناء الكلاسيكيات الطربية، مروراً بأغانيها الخاصة وتجربتها في المزج بين التانغو والألحان العربية. صوتها مَرِن، يصلح للطرب الأصيل كما للأغنية الريفية اللبنانية، وإطلالتها في «بعلبك» لا تُعدّ بديلاً عن ممكنٍ أفضل في ظروفٍ طبيعية، ولو أنها لا تضاهي الأساطير الذين تكرّمهم في استعادتها لهم، وكلّهم مرّوا على «أدراج بعلبك». تحت عنوان «رجعت ليالي بعلبك»، تحيي سمية بعلبكي هذا الافتتاح، ترافقها أوركسترا وجوقة «جامعة سيدة اللويزة» بقيادة شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي.
يلي الافتتاح الغنائي الأصيل، موعدٌ مع الروك بإحدى نسخه المحلية مع فرقة «أدونيس» في 10 الجاري، تليها مباشرةً في اليوم التالي أمسية فلامنكو مطعّم بقليل من الجاز مع عازف الغيتار الإسباني خوسيه كويفيدو وفرقته Bolita، التي هي بالأصل فرقة كبيرة تمّ اختصارها بثلاثي يضم كويفيدو وموسيقيَّين آخرَين (عازف إيقاع ومغني). الأمسية الرابعة والختامية (17/7) تحمل طابعاً استثنائياً من حيث الشكل والمضمون، إذ يقدّمها عازف البيانو الكلاسيكي سيمون غرَيشي (سبق أن زار لبنان لتقديم ريسيتال بيانو) الذي لديه أصول لبنانية ومكسيكية ويعيش في فرنسا حالياً ويحمل جنسيّتها. غرَيشي لم يكن معروفاً على نطاق واسع حتى سجّل ديسكاً أول (الثاني في مسيرته) عند الناشر الألماني «دويتشيه غراموفون» عام 2017 بعنوان Héritages تلاه آخر بعد عامَين بعنوان «33». قبل هذين الإصدارَين، كان غرَيشي يميل إلى النمط الكلاسيكي في البيانو الكلاسيكي، قبل أن يدرك ربّما أن المنافسة قاسية جداً أمام وحوش راحلين تركوا تسجيلات مرجعية ووحوش حاليّين ما زالوا يعملون على رفع المستوى. هكذا، وعلى الرغم من مستواه المحترم (تقنياً أقلّه)، سلك في إصدارَيه الأخيرين، كما في إطلالاته الحية، طريقاً أقلّ قيوداً وأكثر شعبية (والناشر الألماني تبنّاه تحت هذه المظلّة، وليس تحت كاتالوغه الأساسي الرصين)، وهذا سبّب نفوراً منه لدى بعض الجمهور وولّد له شعبيةً لدى البعض الآخر. في أمسيته البعلبكية، سترافقه الراقصة الصوفية الفرنسية رنا قرقاني، الألمانية المولد والإيرانية/ الكردية الأصل، وكذلك المؤلف المعاصر جاكوبو بابوني-شيلينغي الذي يتمتع بأساليب غير مألوفة في صناعة الموسيقى واستخدام التكنولوجيا كعنصر فاعل في عملية التأليف، نكتشفها أكثر خلال الحفلة… إذا بقينا طيّبين!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى