آخر الأخبارأخبار محلية

الطاقة الشمسية تفقد القرى تراثها؟

لطالما إشتهر الكثير من المناطق والقرى اللبنانية، بالمنازل التراثية التي يزيّنها القرميد، ما جعلها وجهة مهمة للسياح ولمحبي العودة للزمن المعماري الجميل. ومن اشهر المناطق التي إشتهرت بالقرميد، نذكر بيت شباب، المناطق الشوفية، وزحلة وراشيا وغيرها.

 

لكن بعد أزمة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي، اتجه الكثير من السكان لوضع الواح الطاقة الشمسية على سقوف منازلهم، ولجأ بعضهم الى تثبيت هذه الالواح على القرميد ما غيّر من شكل وتصميم وهوية المنزل وحتى المنطقة.

 

وهذا بدا واضحا في احدى المناطق الجبلية التي تتميز بمنازلها القرميدية، حيث لجأ سكان الكثير من المنازل وحتى المقرات الرسمية، الى تثبيت الطاقة الشمسية على القرميد ما بدأ بتغيير هوية المنطقة عند النظر اليها من اماكن مرتفعة.

 

المشهد هذا يمكن وصفه حتماً بـ”المستفزّ” عند تأمله من المرتفعات، كون هذه المنازل جزء من تاريخ وتراث لبنان.. لكن ما الحلّ؟

 

وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس البلدي في معاصر الشوف والمهندس المعماري، جورج عربيد، لـ”لبنان 24″، أن “الاجمل في القرى هو حتماً المحافظة على القرميد وجمالية المنطقة الا أن لا حلّ اليوم أمام الناس، فما نراه اليوم هو نتيجة لعدم التخطيط على المدى الطويل”.

 

وتابع “لا يملك كلّ الناس مساحات واسعة قرب منازلهم لوضع ألواح الطاقة الشمسية، التي تتطلب أن تكون على نقاط مرتفعة لكي تلتقط أشعة الشمس على مدار النهار من دون التأثر بالأبنية من حولها أو الأشجار”.

حلول ممكنة


وعن الحلول، رأى أنه “يمكن وضع ألواح الطاقة الشمسية بطريقة لا تغطي كامل القرميد وتحافظ على جمالية المنزل وتراث المنطقة، كما يمكن الاكتفاء بعدد ألواح محددة لا تشوه المنظر”.

وقدّم حلاً أخر، معطياً مثالاً عن قرية كفرمشكي في البقاع الغربي، مشيراً الى أنه “في هذه القرية لم يتم وضع طاقة شمسية على كلّ منزل بل وُضعت في مناطق ومساحات معينة، بحيث توزَّع الكهرباء على المنازل من دون أن تشوه المنطقة”، مضيفاً أن “هذا المشروع مكلف ويتطلب دعما من منظمات دولية ووعيا ودراسة من قبل البلديات”.

وشجّع عربيد البلديات للتدخل لتنظيم طريقة وضع الطاقة الشمسية على الأسطح، للحفاظ على هويات القرى اللبنانية، قائلاً إن “دور البلديات هو تنظيم الشأن العام، وتنظيم وضع ألواح الطاقة الشمسية يحتاج الى جهد ووجود مهندس مجتهد في البلدية، ولا يكتمل الأمر من دون التعاون مع الناس للتوافق وتفادي المشاكل”.

لا شكّ أن الضغوط كبيرة على المواطن وعلى البلديات، لكن الحفاظ على إرث الأجداد وهوية البلد، بعهدة كلّ فرد.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى