آخر الأخبارأخبار محلية

سكان سينيق يموتون ببطء!

كتب علي حشيشو في “الأخبار” “إنها كارثة بيئية تقتلنا ببطء” تقول أم محمد القدسي من خلف شباكها المغلق بإحكام في حيّ سينيق، وهي تشير إلى أكوام النفايات المكدّسة التي تعلو مباني كُتب على مدخلها “مركز معالجة النفايات المنزلية الصلبة” مع الشعار التجاري للشركة المشغلة IBC لأصحابها من التابعية السعودية.

تحوّل المركز، من مكان لمعالجة النفايات وفرزها إلى مكبّ عشوائي يستقبل يومياً أكثر من 250 طناً من النفايات، تُطمر مباشرة في محيط المعمل من دون المرور بأيّ من الآلات الضخمة التي تحوّلت إلى خردة تباع كحديد كسر بالكيلو، بفعل تقاعس إدارة الشركة وعجزها عن تصليح الماكينات والتوربينات ومفاعل توليد غاز الميتان وغيرها. كلّ ذلك وبلدية صيدا غائبة، أو “مطنّشة”، ربما مراعاةً لجنسية كبار المستثمرين في الشركة، ولعدم إزعاج الوصيّ المحلي المتمثل ببهية الحريري. لكن هذه المراعاة كلفت الصيداويين أكثر من 58 مليون دولار هو مجموع المبلغ الذي دفعته بلديتهم لمعالجة نفايات المدينة خلال السنوات العشر مع العلم أن عقد التشغيل نصّ على معالجة هذه النفايات مجاناً.

الجارة الأقرب للمعمل – المكبّ من آل الصياد، وكي لا تغامر بفتح شباكها تصطحبنا إلى سطح بيتها، وللمصادفة ها هي الجرافة تحمل النفايات المفرّغة للتوّ من الشاحنة وترفعها إلى أعلى جبل نفايات بين خمسة جبال متجاورة. على مرأى ومسمع من الصياد، تمدّ البوكلين “زندها” وترفع حمولتها من نفايات المنازل (خليط بقايا الطعام والزجاج والبلاستيك والحديد والقماش والحفاضات) فيما عصارتها تنهمر، لتطمرها في الجبل. وكلما تكوّمت عادت البوكلين لتفلشها. تصرخ الصياد حتى يكاد يسمعها سائق البوكلين، تكيل الدعاوى على كلّ من تسبّب بنكبة حيّها، وتؤكد أن المعمل توقف منذ عدة أشهر عن معالجة النفايات التي تصله وتحول من معمل إلى مكب، “الرائحة تقتل. ننام والرائحة في أنوفنا. يزورني أحفادي، فيبقون حبيسي الغرفة والنوافذ مغلقة، صاروا يكرهون زيارتنا. كلّ هذا عدا عن البرغش والجرذان المنتشرة بكثافة”. وبالفعل، يمكن مشاهدة الجرذان تتنقل في الزواريب في غياب أيّ دور للبلدية في مكافحتها، أما الحشرات الطائرة فتترك آثار لسعاتها على الجلد وغالباً ما تؤدي إلى التهابات جلدية تحتاج لمعاينة طبيب “الذبابة هنا تعقص وتترك حبّة متورّمة مكانها” تؤكد الصياد. تضيف “صرنا نكره فصل الصيف لأننا محرومون من فتح شبابيك البيت وفي الوقت نفسه نعجز عن تشغيل أجهزة التكييف خلال موجات الحر توفيراً في فاتورة الاشتراك بالمولد الخاص”.

كان من المفترض، وفق العقد الموقع بين بلدية صيدا وIBC، أن ينير المعمل الطرق المجاورة له من الكهرباء التي يولّدها من غاز الميتان المستخرج من النفايات، لكن المنطقة والحيّ المجاور غارقان في الظلام ليلاً ما يسهّل ارتكابات الإدارة بطمر النفايات من دون معالجة. يتساءل سعد “هل يعقل أن تكون بلدية صيدا غافلة عما يحدث؟” ويجيب بنفسه “كلّن دافنينو سوا، كلّهم شركاء بالجريمة”، مذكّراً باقتحام المعمل قبل سنوات من قبل عشرات المحتجين يتقدّمهم النائب أسامة سعد، “عندما دخلنا رأينا العجائب، يومها تدخلت الفعاليات لإدانة اقتحامنا للمعمل وانبرت نائبة المدينة السابقة للدفاع عن نزاهة الشركة المشغلة والتغطية على عيوبها التي وصلت اليوم إلى حدّ الجريمة، فسينيق منطقة منكوبة وجيران المعمل – المكبّ يموتون ببطء”.

مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى