آخر الأخبارأخبار محلية

انتخابات رئاسية مبكرة: أبواب بعبدا موصدة

كتبت هيام قصيفي في “الاخبار”: في الشارع كما في المحافل السياسية لا كلام يعلو فوق احتمال الفراغ الرئاسي الذي تكرر ثلاث مرات حتى الآن، ولا يزال متقدماً على ما عداه. وإلا ما معنى أن يكون الكباش السياسي حاداً حول حكومة أشبه بالانتقالية سيكون عمرها أربعة أشهر وتقدم استقالتها فور انتخاب الرئيس الجديد،

يميز المدافعون عن الانتخابات المبكرة بين تقصير ولاية رئيس الجمهورية وهو أمر غير مطروح تماماً، وأساساً لم يعد له من مبرر، وبين الانتخاب المبكر، حتى لو لم يتبق سوى مهلة شهرين. إذ إن الدستور ينص على انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي بشهرين، أي إن المهلة تبدأ في الأول من أيلول المقبل. وبذلك يتبقى شهران فحسب، للدفع في هذا الاتجاه.في ذهن المدافعين عن الفكرة أن انتخاباً مبكراً لرئيس جديد للجمهورية يعني أولاً سحب كل التشنجات السياسية، ما ينعكس حكماً على الوضع الاقتصادي والمالي، وهذا من شأنه أن يعيد بعضاً من عناصر الطمأنينة الداخلية. ثانياً أن الانتخابات المبكرة، بعد سنتين حافلتين بالانقسامات السياسية الحادة، يضع لبنان أمام سكة الحل من رأس الهرم، للمرة الأولى منذ سنوات، بدل تركيز الجهد على تشكيل الحكومة كأولوية، ومن ثم الانتقال لاحقاً إلى تراتبية الاستحقاقات من حكومة جديدة وبدء ورشة إصلاح والدخول مجدداً في عجلة الحكم. وهذه مسؤولية رئيس الجمهورية الحالي، لأنه بذلك يعيد لرئاسة الجمهورية ما كان يطالب به قبل وصوله إلى قصر بعبدا، من تعزيز وضعها عدا صلاحياتها. وهذه المسؤولية ليست وطنية بالمعنى العام فحسب، بل هي في نظر بعض المدافعين، حفاظ على الموقع الماروني، الذي طالما ردد عون خلال العهود الماضية مطالبته بضرورة تحصين كرسي رئيس الجمهورية المسيحي – الماروني وخاض تياره الوطني معارك للحفاظ على التوازنات المسيحية والمارونية في الوظائف الإدارية بما في ذلك الأقل تأثيراً.
رئيس الجمهورية يرفض تماماً أي مقاربة لهذا الموضوع على اعتبار أن انتخابات رئاسية مبكرة ستلغي من الآن كل كلام حول تأمين ورثته وخليفته، وفق حسابات نتائج الانتخابات النيابية كما يراها، فيفضل الرهان على حكومة تدير الفراغ وتؤمن له المحاصصة الحكومية. وهذا حتى قبل أن ينتقل الحديث إلى موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أو حليفه حزب الله.
يعترف مؤيدو فكرة الانتخاب الرئاسي المبكر بأن من الصعب حصولها في ظل رفض مسبق لعون وحزب الله. لكن الكرة ترمى مجدداً لدى عون، الذي لا يظهر أنه في وارد خوض ملف الاستحقاق الرئاسي حتى من الأول من أيلول، لتبدأ من الآن معركة تأليف حكومة يعرف سلفاً أنها ستكون بديلاً عن الرئيس المقبل للجمهورية، فيسلم القصر الجمهوري مرة أخرى إلى الفراغ، تماماً كما فعل سلفاه الرئيسان اميل لحود وميشال سليمان.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى