آخر الأخبارأخبار محلية

محاولة توحيد “المعارضة”… هل تصطدم بالخلافات وتَمايُز نواب”الثورة”؟

بعد النكسات التي مُنيت بها بعد الخسارة المدوّية في انتخابات نائب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس، واللجان النيابيّة، سجّلت الايّام القليلة الماضيّة سلسلة إتّصالات ولقاءات بين مكوّنات “المعارضة” و”القوى السياديّة”، لتوحيد جهودها في الاستحقاقات الدستوريّة المهمّة، وصولاً إلى تحقيق الفوز النيابيّ الاوّل، وهو تسميّة رئيس حكومة جديد وفرض شروط التأليف، وخصوصاً وأنّها سارعت بعد صدور نتائج الانتخابات النيابيّة، إلى الاعلان عن فوزها بالاكثريّة. فهل هي قادرة على تحقيق هذه الاهداف، في ظلّ التباين الكبير بين مكوّناتها ؟

 
وسُجِّل أوّل خرق في هذا السيّاق مسيحيّاً، مع عودة التنسيق بين “القوّات اللبنانيّة” و”الكتائب”، بعد جفاف بدأ بعد إتّفاق معراب، والتسوية الرئاسيّة التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى بعبدا، وهما الحزبان اللذان يوليان أهميّة كبيرة لتوحيد “المعارضة”، بهدف إرجاع الاغلبيّة في مجلس النواب لـ”السياديين”. ووضع مراقبون هذا التقارب بين الصيفي ومعراب في إطار محاولة منع فريق الثامن من آذار، من احكام سيطرته أكثر على السلطة، بدءاً من رئاسة الحكومة والوزراء الممثلين فيها، وصولاً إلى دعم رئيس للجمهوريّة من 14 آذار ينال الاكثريّة.

 
كذلك، زار وفد من الحزب “التقدمي الاشتراكي” معراب يوم الاثنين، في رسالة واضحة إلى أنّ التحالف بين “القوّات” والنائب السابق وليد جنبلاط لا يزال راسخاً، على الرغم من تمايز “زعيم المختارة” في بعض الملفات. في هذا الاطار، يُشيد مراقبون بالدور الذي يلعبه رئيس “القوّات” سمير جعجع لتوحيد رؤى “المعارضة”، على الرغم من أنّ إسم رئيس الحكومة لم يُحسم بعد، لا في معراب، ولا في المختارة، وهو لا يزال قيد الدرس. وتجدر الاشارة أيضاً، إلى أنّ جنبلاط دعا “الاغلبيّة” بعد “الهزيمة” في جلسة إنتخاب رئيس مجلس النواب إلى “صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة جبهة 8 آذار”.
 
ومع تحرّك معراب في كافة الاتّجاهات لتوحيد جهود “السياديين”، برز إجتماع النواب السنّة في دارة النائب بلال بدر من أجل تشكيل كتلة سنّية رديفة لكتلة “المستقبل” سابقاً، وتسميّة رئيس الحكومة الجديد. ويُشير مراقبون إلى أنّ النواب السنّة ليسوا متّفقين جميعهم في ما بينهم. فذهب على سبيل المثال أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، إلى تشكيل فريق عمل متجانس بينهما، منفصل عن لقاء بدر، على الرغم من أنّ كافة هؤلاء النواب موحّدون ضدّ سلاح “حزب الله”، وسياسة النائب جبران باسيل و”العهد”. ويُضيف المراقبون أنّ النواب السنّة المستقلون هم صقور “تيّار المستقبل”. ويُذكرون بالخلاف الكبير سياسيّاً، بين الرئيس سعد الحريري مع ريفي ومخزومي. لذا، يستبعد المراقبون أنّ تتوحّد جهود النواب السنّة المعارضين لـ”حزب الله” أقلّه تحالفيّاً. على أنّ يبقى موضوع دعم رئيسٍ لمجلس الوزراء يجمعهم، وخصوصاً إنّ لم يكن واحداً منهم، بل شخصية مستقلة.

 
وتُشارك “الكتائب” “القوّات” في مواصفات رئيس مجلس الوزراء الجديد، وبرنامج الحكومة. ويلفت مراقبون إلى أنّ الخلاف بين معراب وبيت الوسط، سيحول دون دعم نواب “الجمهوريّة القويّة” لمرشّح نادي نواب السنّة المستقلين، وخصوصاً إنّ كان “حريري” التوجّه. ومن جهة ثانيّة، تعمل الصيفي منذ إنتقالها إلى صفوف “المعارضة” إلى عدم التحالف أو دعم أي شخصيّة حزبيّة، شاركت “العهد” في الحكومات الاخيرة، وأبرزها “المستقبل”. في المقابل، فإنّ “التقدمي” يدعم أي مرشّح سنّي “مستقبليّ”، نظرا للعلاقة التاريخيّة التي تجمع جنبلاط بالحريري. وهنا يسأل المراقبون: “هل يساهم الخلاف مع “التيار الازرق” في تشتت أصوات “القوى السياديّة” أكثر، أو أنّ تمايز النواب السنّة المستقلين عن قرار الحريري في خوض الانتخابات النيابيّة، سيُقرّبهم من النواب المسيحيين المعارضين في الاستحقاقات المقبلة؟”
 
يرجّح مراقبون إمكانيّة قيام “الثنائيّ الشيعيّ” بطرح إسم شخصيّة سنّية توافقيّة، مقربّة وجامعة لأغلبيّة الافرقاء السياسيين، مستفيداً من تشرذم صفوف معارضيه. ويهدف من هذا الامر، إلى جذب الأصوات من الفريق المقابل، وصولا إلى انتزاع الاكثريّة النيابيّة مجدّداً، والفوز باستحقاق آخر، ما سيُشكّل إنتكاسة جديدة لـ”القوى السياديّة”.
 
من هنا، تتّجه الانظار إلى نواب كتلة “17 تشرين”، والمرشّح الذي سيسيرون به لرئاسة الحكومة، علماً أنّ المعطيات تُشير إلى أنّهم سيُسمّون إسماً مختلفاً عن “القوّات” و”التقدميّ” ونواب “السنّة المستقلين”. فهل تدعم الاحزاب مرشّح “التغيير” وتعطيه الافضليّة على مرشّح “حزب الله” و”التيّار الوطنيّ الحرّ”، أمّ أنّ الخلافات بين نواب “المعارضة” و”الثورة” ستُقدّم هديّة مجانيّة أخرى لـ”العهد” و”الثنائيّ الشيعيّ”؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى