آخر الأخبارأخبار محلية

هل حان الوقت كي يتصدّر المعتدلون المشهد السياسي؟

انتهت الانتخابات النيابية فهدأت الخطابات والمزايدات الاعلامية عند كل الأحزاب، وتصدّر المشهد سياسيون معتدلون. “التيار الوطني الحر” نموذج أول. الياس بو صعب، آلان عون وابراهيم كنعان نجحوا في تحقيق ما عجز عنه رئيس “تيارهم” جبران باسيل. “استطاعوا ان يفرضوا هدوءهم وايقاعهم على تيارهم في الدرجة الاولى ثم على بقية الكتل”، وفق احد السياسيين. ويضيف “أنهم هندسوا، بالتوافق مع بقية المعتدلين الكتل ومع الرئيس نبيه بري انتخابات المطبخ النيابي واللجان النيابية”، فاستطاعوا ان يحصدوا نيابة رئاسة مجلس النواب وامانة السر ورئاسة لجنتين اضافة الى مقررين يعتبر بعضهم من الذين يملكون خطاباً هادئاً. فهم يملكون ما يكفي من الخبرة السياسية والعلاقات الجيدة مع بقية الكتل والاطراف تخوّلهم القدرة على صوغ التفاهمات في وقت يحتاج وضع البلد الى العمل التشريعي بهدوء بعيداً من الشعبوية. فبعد “النكسة” أو التراجع الذي أصاب “التيار” استطاع عبر هؤلاء النواب، ان يكون أفضل من “القوات اللبنانية” مثلاً في التكتيك السياسي، واستطاعوا نسج تفاهمات وتدوير الزوايا في الشكل الذي يجعلهم يفوزون من دون ضجيج اعلامي وصخب سياسي.

لا يملك “التيار” في نهاية العهد الا كتلته بعد سلسلة من الاخفاقات، ويضيف السياسي انه اذا أراد باسيل ان يراكم نجاحات بعد تراجع دوره، عليه ايكالهم الدور الاساسي وأن يساعدهم في مهمتهم وليس عرقلتهم، والاستفادة من الطاقات السياسية والخبرات التي يملكونها. ويكمل ضاحكاً “هذا إذا سمح لهم، فهو يعشق المناكفات والمزايدات”.

على ضفة “القوات اللبنانية”، لجورج عدوان الدور الأبرز نيابياً. في فترة الانتخابات النيابية لم يخلُ يوم من دون تصريح عالي السقف لسمير جعجع. بالغ في حصوله على الكتلة المسيحية الأكبر، لكنه لم يعرف كيفية “تقريشها” في انتخابات المطبخ النيابي رغم توعّده بتغيير المشهد النيابي، فجاء دور عدوان لصوغ التفاهمات التي لم تعده فقط رئيساً للجنة الادارة والعدل، بل أيضاً انتخاب علي حسن خليل وغازي زعيتر عضوين في اللجنة، وحصول “القوات” على رئاسة لجنة نيابية أخرى. يتقن عدوان اللعبة البرلمانية ويعرف كيفية تدوير الزوايا على غرار “الثلاثي العوني”، “لكن المهم أن يتركه جعجع يمارس هذا الدور من دون إيكال احد آخر في أي دور”.

للكتائب بنوابها الأربعة لا صوت يعلو فوق صوت سامي الجميّل. أما وليد جنبلاط، فرغم تسليمه رئاسة الحزب الى ابنه تيمور، إلا أنه ما زال “يهندس” سياسة الحزب والتصاريح كيفما تميل الدفة، وعلى وقع أجندته. لدى “الثنائي الشيعي” الوضع يختلف. فالرئيس نبيه برّي هو الأذكى سياسياً، “يحافظ على مكتسبات أصدقائه وشركائه السياسيين. يعرف متى يهادن ومتى يرفع السقف عبر توجيه نوابه”. أما “حزب الله” فخطاباته النارية تتخطى الداخل اللبناني وهو لا يملك الليونة والحنكة التي تميّز الرئيس بري في اللعبة البرلمانية وربما لا يريدها.

ولجهة “النواب التغييريين” فحدّث ولا حرج. دخلوا البرلمان بنبرة مرتفعة، وسرعان ما سقطوا وبرهنوا عن شعبوية زائفة لا تفيدهم في العمل التشريعي وفي إصلاح البلد.

لقد سئم اللبنانيون النكد والتعنت. ملّوا من المناكفات والصراعات السياسية والمزايدات الاعلامية في وقت يحتاج البلد الى تضافر الجهود لتبنّي إصلاحات ومشاريع اقتصادية واجتماعية. فهل يتصدّر المعتدلون والمخضرمون في كل الأحزاب المشهد السياسي، علّ هذه الفترة السياسية الضاغطة على كل الصعد، تمرّ بسلام؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى