آخر الأخبارأخبار دولية

ما هو حزب “القراصنة” المشارك في الانتخابات التشريعية مع 95 مرشحا؟


نشرت في: 10/06/2022 – 14:05آخر تحديث: 10/06/2022 – 14:12

تواصل الأحزاب والائتلافات السياسية في فرنسا حملتها الانتخابية للتشريعيات التي ستجري يومي 12 و19 يونيو/تموز الجاري من بينها حزب “القراصنة” الفرنسي الذي يتقدم بـ95 مرشحا، غالبيتهم جنوب شرقي البلاد. ورغم الحظوظ الضئيلة جدا بالفوز ولو بمقعد واحد في الجمعية الوطنية المقبلة، إلا أن هدف مشاركة الحزب حسب مسؤوليه يبقى نشر أفكاره بشكل واسع وسط الفرنسيين، كفرض ديمقراطية حقيقية ونظام اقتصادي أكثر عدالة.

“نفضل أن تصوتوا لصالح أفكارنا وليس وفق صورنا. لهذا السبب لن تروا أسماءنا على المنشورات الانتخابية ولا على اللافتات. إذا اردتم التصويت لصالحنا، استخدموا فقط بطاقة الاقتراع التي تحتوي على صورة لشراع القراصنة”

هذا ما كتبه مسؤولو الحزب على المنشور الانتخابي الدعائي الذي يتم توزيعه من وزارة الداخلية الفرنسية على أكثر من أربعين مليون ناخب فرنسي قبيل الانتخابات التشريعية يومي 12 و19 يونيو/حزيران الجاري.

لكن الفرق بين هذه الأحزاب وحزب “القراصنة“، هو عدم وجود أي صورة لمرشح أو مسؤول في هذا الحزب ولا حتى أسماء المرشحين الذين يمكن التصويت لصالحهم. ورغم ذلك، فحزب القراصنة استطاع أن يقدم 95 مرشحا في فرنسا وما وراء البحار لخوض غمار هذه الانتخابات التشريعية.  

 

الدفاع عن “الديمقراطية السائلة”

وظهر هذا الحزب للمرة الأولى في فرنسا في 2009. ويسعى إلى فرض نظام ديمقراطي أكثر تشاركي واقتصاد يعود بالنفع على جميع الفرنسيين مهما كان مستواهم المعيشي وليس على الأغنياء فقط.

يتخذ حزب القراصنة شعار “لا من اليمين ولا من اليسار، بل إلى الأمام”، رغم إدراكه أن الطريق نحو البرلمان لا يزال بعيدا وصعبا. والسبب أنه لا يحظى بشعبية كبيرة مثل تلك التي يحظى بها حزب “القراصنة” السويدي الذي ظهر على الساحة السياسية في 2006 أو حزب “القراصنة” الألماني الذي تمكن من الدخول إلى البرلمان الجهوي في برلين.

يدافع حزب “القراصنة” الفرنسي عن فكرة “الديمقراطية السائلة”. وهي طريقة جديدة لممارسة الديمقراطية تعتمد على مبدأ تطوير برنامج الحزب لجعله أكثر مواكبة للأحداث السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد وأكثر استجابة لمطالب الناس.

تم تأسيس حزب “القراصنة” الفرنسي على يد ماكسيم روكي. وهو مهندس في مجال الإعلام الآلي وغيوم لوكوكيير، رئيس مشروع في قطاع الاتصالات والهاتف. وهو صورة طبق الأصل عن أحزاب مماثلة في السويد وألمانيا. وسبق وأن شارك مرات عدة في التشريعيات.

يحظى الحزب دوليا باعتراف العديد من دول العالم، حيث يشارك أعضاؤه في الحياة السياسية التقليدية. ففي ألمانيا مثلا نوابه أعضاء في البلديات. وفي السويد، نجحت إحدى أعضاء الحزب في أن تصبح عضوة بالبرلمان الأوروبي عام 2009.

توزيع الثروات بشكل عادل على الفرنسيين

ولتحسين الممارسة الديمقراطية في فرنسا، يسعى حزب “القراصنة” إلى فرض نظام سياسي شفاف ومشاركة واسعة من المواطنين في اتخاذ القرارات. كما يدافع عن القطاع العام وعن رفع التحديات الاجتماعية أبرزها محاربة الفوارق الاجتماعية وفكرة الانفصال عن مبادئ الجمهورية فضلا عن عدم استفزاز أي مكون بشري من مكونات المجتمع الفرنسي.

اقتصاديا، يناضل حزب “القراصنة” من أجل إعادة تنظيم الاقتصاد والمجتمع بغية إفادة جميع المواطنين من الثروات التي ينتجها الاقتصاد وتوزيعها بشكل عادل بين الفرنسيين.

من جهة أخرى، يدعو نفس الحزب الفرنسيين إلى تغيير نمط معيشتهم والتأقلم مع الرهانات البيئية الجديدة وتقليص انبعاثات غاز الكربون وتغيير طريقة استهلاك الموارد الأولية واحترام الطبيعة.

ويتهم حزب “القراصنة” كل الحكومات المتعاقبة بالتقاعس أمام التحديات التي فرضها الوقت الراهن، كالتحدي الديمقراطي والبيئي والاقتصادي والبقاء مكتوفة الأيدي أمام هذه التحديات وبعدم تحقيق التغيير الذي ينتظره الجميع.

ويرى هذا الحزب أن “فرنسا والعالم أمام منعرج تاريخي. يمكن لنا أن ننتصر شريطة أن نغير مجتمعنا إلى الأفضل”. فهل سينجح حيث فشلت الأحزاب السياسية الأخرى؟

 

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى