آخر الأخبارأخبار محلية

الورقة البيضاء اللاعب الأساس في انتخاب رئيس المجلس ونائبه: كيف أصبح “البوانتاج” الى الآن؟

رغم تفلت سعر صرف الدولار وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية وانقطاع الكهرباء، الا أن “الهمّ السياسي” ينصبّ في اتجاه انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس من دون أي التفاتة الى جوع الناس وعوزهم، رغم أهمية انتظام العمل في المطبخ البرلماني.

وفي هذا السياق فإن “المايسترو” برّي، الذي خلط كل الأوراق بتحديده الجلسة يوم الثلثاء المقبل، أصاب أهدافاً كثيرة في الوقت عينه. فهو لم يرد أن يُسجَّل عليه أنه كرئيس للسنّ تجاوز المهلة الدستورية في الدعوة الى الانتخاب. كما انه لا يريد الخضوع للابتزازات والمقايضات اذ ان يدرك جيداً أن التفاهم مع جبران باسيل سيكون مكلفاً جداً على صعيد الحكومة ورئاسة الجمهورية، وهذا ما لا يحتمله البتة. أما الاهم في دعوته تلك، فيقينه أن البلد مقبل على استحقاقات كثيرة ومؤلمة وربما الى فراغ حكومي وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة وبالتالي عدم الاتفاق على رئيس للجمهورية. وبذلك يبقى مجلس النواب وحده يتمتع بالشرعية في المؤسسات، وبّري الوحيد المنتخب والشرعي بين الرئاسات الثلاث.

إذا كانت رئاسة نبيه بري لولاية جديدة لمجلس النواب محسومة بغض النظر عن عدد الأصوات التي سينالها بعد تبلور الاتصالات والمساعي الجارية لغاية يوم الثلثاء، إلا أن الضبابية ما زالت تلف منصب نائب رئيس مجلس النواب.

فالنائب الياس بو صعب فرض نفسه مرشحاً قوياً لهذا المنصب، اولاً على التكتل الذي ينتمي اليه وتحديداً على رئيسه النائب جبران باسيل قبل سواه من الكتل والقوى الجديدة في المجلس. اذ ان باسيل كان رافضاً ترشيحه نظراً الى علاقاته الجيدة وقدرته على تدوير الزوايا وعدم “فتح” معارك جانبية كما يشتهي باسيل، فطرح النائب جورج عطالله لا يمكن ان يمرّ لدى “الثنائي الشيعي” وخصوصاً لدى الرئيس بري، المدرك لنوايا باسيل الذي يريد العبث مباشرة في مطبخه.
لكن بنتيجة المساعي والاتصالات أو “الخطة المحكمة” التي قام بها بو صعب وبعض نواب “التيار الوطني الحر”، وعدم تراجعه، رضخ باسيل وتبنى “التيار” ترشيح بو صعب رغم رفضه الى الآن التصويت لبرّي متجاهلا المساعي التي يقوم بها “حزب الله” بين عين التينة وميرنا الشالوحي. وتؤكد مصادر “التيار” ألا مقايضة بين منصبي رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس، كما ان ترشيح بو صعب لا علاقة له بأي تسوية يحكى عنها، رغم مساعي “حزب الله” الدائمة الى تقريب وجهات النظر بين برّي وباسيل. وتفيد المعلومات ان بو صعب بدأ التواصل مع جميع الكتل النيابية والنواب المستقلين. وباكورة هذه الحركة لقاؤه الرئيس برّي في عين التينة، ووصفت المصادر اللقاء الذي دام لحوالي الساعة بالايجابي، وهو كان منسقاً مع باسيل.

توازياً، ثمة مفاوضات تجرى مع النائب سجيع عطية لسحب ترشيحه ووعده بتوليه احدى اللجان النيابية، من دون ان تسفر عن اي نتيجة لغاية الآن.
في انتظار بلورة المواقف نتيجة الاتصالات، فإن “حزب الله” سيعطي أصواته لبو صعب، اما الحزب التقدمي الاشتراكي فمن المرجح ألا يصوّت لبو صعب ولا لعطية وسيحدد موقفه النهائي الاثنين في كل المراكز المجلسية، وهو تبلغ من القوات اللبنانية ألا مرشح رسمياً لها وإلا لكان انتخب مرشحها، علماً انها حاولت التفاوض (تولاه النائب ملحم الرياشي) مع التغييريين والمستقلين لتمرير غسان حاصباني، إلا أن مساعيها لم تنجح فعدلت عن ترشيحه… كما انه من المحتمل أن تنقسم أصوات المستقلين والتغييريين بين أبرز المرشحَين الارثوذكسيين والورقة البيضاء. يبقى موقف حركة “أمل” ورئيسها نبيه بري اللاعب الاساس والمحدد لمسار نائبه، في ظلّ كلام عن فرز اكبر عدد من الاوراق البيضاء في تاريخ انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى