آخر الأخبارأخبار محلية

اسعار المحروقات تلهب اسواق المواد الغذائية… فهل بات الحريق خارج السيطرة؟

كأن لبنان لا تكفيه أزماته المتراكمة من سياسية واجتماعية واقتصادية ومالية، حتى يضاف الى سجل الأزمات تلك المتعلقة بالمواد الغذائية، والتي  تواجه اليوم أزمة خانقة نتيجة الارتفاع الكبير في سعر المحروقات، والتي اثرت تأثيراً كبيراً في كل مصاريف قطاع المواد الغذائية.

تخبط وفوضى

في هذا الإطار قالت نائب رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتورة ندى نعمة في حديث لـ”لبنان 24″: “إن أسعار السلع الغذائية تواصل ارتفاعها وسط غياب لأي دور رقابي وفي مناخ تسيطر عليه الاحتكارات ويتحكم فيه التجار بالأسعار بحجة ارتفاع سعر المحروقات. وتوقعت نعمة في ظل غياب أي آليات ضبط للأسعار ومراقبتها أن يستمر ارتفاع أسعار السلع الغذائية، لافتة إلى أن أسعار هذه السلع في لبنان هي الأغلى في المنطقة وأنه في ظل فوضى سوق المحروقات اصبحت مرتفعة جدا.

وأشارت نائب رئيس جمعية المستهلك، إلى أن “لبنان يعيش حالة تخبط وفوضى وإنهيار تام، وهناك غياب واضح للدولة، واضافت: “في ظل هذه العقلية الاقتصادية والتفلت والفوضى، لا توجد حلول. والأسعار إلى ارتفاع، ونحن أصبحنا في اقتصاد فوضوي وليس حراً”.
من هنا جاء تشديد رئيس جمعية المزراعين اللبنانيين انطوان حويك، على أن المحروقات هي شريان القطاع الزراعي في لبنان “فمن خلالها نسهّل عمل المزارعين ونضخّ المياه وننقل الإنتاج إلى الأسواق ونصدرها الى الخارج”.
حويك تخوف في حديثه لـ “لبنان 24” من ان يؤدي استمرار ارتفاع أسعار المحروقات بهذا الشكل المخيف إلى انهيار القطاع الزراعي في لبنان، وذلك نتيجة تدني المساحات المزروعة وانخفاض نسبة الإنتاج. كما حذر من خطر توقف عدد كبير من المزارعين عن أعمالهم.
واضاف: “الواقع أن الزراعة  في لبنان  تواجه مشاكل مزمنة وقديمة جديدة. وقد تضاعفت هذه المشكلة خلال الانهيار الذي حصل بعد ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي وما رافقه من انخفاض حاد في سعر صرف الليرة اللبنانية، مما حدا بالتجار الى ربط  كل متطلبات كلفة الانتاج الزراعي بالدولار الاميركي. وتبدأ هذه من المحروقات وتحديداً مادة المازوت، وهي عصب الانتاج الزراعي لدى المزارعين”.

حلول بديلة

 
مصدر مطلع رأى في اتصال مع “لبنان 24” ان “الحل  يكمن بالطاقة البديلة”، ومنها دعم الطاقة الشمسية البديلة من أجل تسهيل عمل المزارعين وتحديدا الصغار والمتوسطين. كما  أن هذا الاقتراح هو حل مستدام لكي نجنّب القطاع الزراعي الانتكاسة في المستقبل، واضاف: “في ظل تراجع المداخيل اصبح المستهلكون يجدون أن اسعار الفواكه والخضار واللحوم الحمراء والبيضاء والحبوب أبعد من قدراتهم على الشراء. مما يجعل المواطنين  يعانون من شبه مجاعة بشهادة المنظمات الدولية التي تتحدث  في تقاريرها عن عائلات باتت عملية تدبير أمور معيشتهم اليومية بالغة الصعوبة. لكن ما يلمسه المواطنون هو غلاء أسعار كل الحاجيات من لحوم الدواجن  والمواشي إلى اسعار الحبوب والخضار والثمار المنتجة محلياً وليس المستوردة. وهو ما يفتح الباب على  موضوع الإنتاج الزراعي بما يعانيه  في ظل ظروف اقل ما يقال فيها أنها تسير بسرعة نحو كارثة محقة، واحد اسبابها الرئيسية ارتفاع سعر المحروقات”.

تقرير البنك الدولي

 
وكان البنك الدولي في التقييم الذي اجراه حول تأثير وباء كورونا على تضخّم أسعار الموادّ الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد اشار إلى ارتفاع أسعار كل السلع الغذائية المُدرجة في سلّته في لبنان في الفترة الممتدّة من 14 شباط 2020 إلى 3 شباط 2022.
واحتسب البنك الدولي التغيّير في أسعار المواد الغذائية في  18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر خمس فئات رئيسية من المواد الغذائية وهي النشويات، ومنتجات الألبان، والفواكه، واللحوم والخضروات. لأغراض المقارنة، معدل الزيادات في أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يشمل ارتفاع أسعار هذه المنتجات في لبنان. وقد جاءت نتائج هذا التقرير في التقرير الاقتصادي الأسبوعيّ لمجموعة بنك بيبلوس Lebanon This Week.
وأشار البنك إلى أن سعر لحوم الأبقار الطازجة أو المجمّدة في لبنان ارتفع بنسبة 137.5% بين 14 شباط 2020 و3 شباط 2022، وهو ما يمثل الزيادة الأعلى في سعر هذا المنتج الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان لبنان، إلى جانب جيبوتي، واليمن، وسوريا، والكويت، الدول الوحيدة في المنطقة التي سجّلت زيادة تفوق الـ20% في سعر لحوم الأبقار الطازجة أو المجمّدة. وفي المقارنة، ارتفع سعر لحوم الأبقار الطازجة أو المجمّدة بمعدل 12.3% إقليميًا باستثناء لبنان. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع سعر البطاطا في لبنان بنسبة 60.2%  في الفترة المشمولة، وهو ما يمثل الزيادة الأعلى في سعر هذا المنتج الغذائي في المنطقة. وكان لبنان، إلى جانب سوريا وجيبوتي، الدول الوحيدة في المنطقة التي سجّلت زيادة تفوق الـ20% في سعر البطاطا إقليميًا، مقارنة بمعدل زيادة بلغ 6.2% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستثناء لبنان. في موازاة ذلك، ازداد سعر الخبز والمنتجات الأخرى التي تباع في الأفران في لبنان بنسبة 34% بين 14 شباط 2020 و3 شباط 2022، ما يشكل نسبة الارتفاع الثانية الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد سوريا بنسبة 109.8%. بالمقارنة، ارتفع معدل هذه المنتجات الغذائية بنسبة 15% إقليميًا باستثناء لبنان. كما ارتفع سعر الموز بنسبة 31.8% في الفترة المشمولة، ما يشكّل نسبة الارتفاع الأعلى إقليميًا.
وارتفع سعر الأرز بنسبة 11.3% في الفترة المشمولة، ما يشكل نسبة النمو السادسة الأعلى في سعر هذا المنتج الغذائي.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى