آخر الأخبارأخبار محلية

تهدئة حزب الله وأداء حلفائه ومعارضيه

كتبت هيام قصيفي في”الاخبار”:من المبكر لحزب الله والمعارضة الحزبية خارج المجتمع المدني الكلام عن الحكومة قبل إنجاز انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتب المجلس. علماً أن أولى مقاربات الحزب للحكومة هي أنه في حال اتخذ قرار بتشكيلها، فإن الحزب لن يتجاوب مع أي محاولات تعطيل من جانب حلفائه، أياً كانت المسببات. فلا الظروف المحلية تسمح بذلك ولا قرب انتهاء العهد، ولا حتى موقع حليفه التيار الوطني الحر في رسم معالم الحكومة ومطالبته بحصص وحقائب، لأن ثمة كلاماً حول قبول الحزب بحكومة سياسية مطعمة باختصاصيين، مع انفتاح على البحث في عدم تمسك أي طرف بحقائب خدماتية. ففكرة التسوية تعني إشراك الجميع فيها لا طرف واحد.

الأمر نفسه ينسحب على نيابة رئاسة المجلس النيابي. لا يتعلق الأمر بمواجهة بين حزب الله وحركة أمل مع قوى المعارضة، بقدر ما يتعلق بأن هذه الانتخابات ستكون أول ترجمة لأداء القوى النيابية الجديدة، ولا سيما «المجتمع المدني»، ومدى حقيقة تهدئة الحزب وكيفية التعامل معهم. تماماً كما سيكون عليه تلمس كيفية مقاربة التيار لتهدئة نصرالله، إذ لا يمكن للتيار أن يبقي معاركه مفتوحة يميناً وشمالاً، وأي رفع لسقف خطابه السياسي بعد كلام نصرالله يعني رمية في ملعب الحزب وليس في ملعب المعارضة.من هنا، تصبح نيابة رئاسة المجلس اختباراً أولياً. لم تطرح القوات اللبنانية رسمياً اسم النائب غسان حاصباني كمرشح لهذا الموقع. فكرة رئيس القوات سمير جعجع في وضع مواصفات لنائب رئيس المجلس بدلاً من الرئيس الذي لن تنتخبه القوات، يعني فتح الطريق أمام اتصالات مع خمس قوى أساسية، هم السنة المعارضون والكتائب والمستقلون والمجتمع المدني والحزب التقدمي الاشتراكي، للاتفاق على اسم نائب الرئيس. في حال الاتفاق يذهب المعارضون مع الاسم المتفق عليه إلى الانتخابات للتصويت عليه من دون اتفاق مسبق مع الطرف الآخر. أي أن التفاوض محصور فقط بالمعارضين وليس مع الرئيس نبيه بري. سواء كان اسم المرشح ملحم خلف أو غيره.
في المقابل فإن السيناريو الآخر، يتعلق بأداء حزب الله وحركة أمل تجاه هذا الانتخاب. مسار التهدئة يفترض حكماً أن يلاقي الحزب وأمل المعارضة على الاسم الذي اختارته. سيكون خلف بهذه الطريقة أفضل لكليهما لأنه لا يشكل تحدياً حزبياً. ورغم أن لا نوايا ظاهرة باحتمال ذهاب الحزب إلى تعطيل الجلسة في حال الاتفاق على حاصباني، إلا أن المعارضة قد لا تتفق عليه. في حين أن الحزب والحركة لا يحبذان إعطاء التيار الوطني ورقة نيابة رئاسة المجلس باختيار الياس بو صعب، عدا عن أن المعارضة لن توافق عليه حكماً.في المقابل، تردد أوساط أن بري الحائز حكماً على أصوات التقدمي الاشتراكي، قد يوافق على مرشح التيار ربطاً بموافقة التيار على التصويت له من جانب كل الكتلة وليس ترك الخيار مفتوحاً لنوابه كما حصل عام 2018، كي يحظى بري بتغطية مسيحية ميثاقية. كما أن رئيس المجلس الذي يفضل خلف، لن يدعو إلى جلسة نيابية إذا اتفقت المعارضة عليه من دون تنسيق مسبق معه يأتي به رئيساً بأصوات المعارضة، والمسيحية منها، ولو جزئياً، رغم أن بري محكوم بمهلة غير مفتوحة للدعوة إلى الجلسة وانتخاب رئيس ونائب له.
هذا كله يحتاج إلى تفاوض جدي لا يتعدى الأسبوعين. لكن رغم الكلام الكثير حول نيابة رئاسة المجلس، فإنها لا تزال عنواناً أولياً يترجم فيه المسار الأكبر لحزب الله بعد الانتخابات والأهم فيه الحكومة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى