آخر الأخبارأخبار محلية

على الرغم من العواصف الانتخابية…فرنجية” صامد”

بعد انتهاء الانتخابات النيابية  ووصول عمليات الفرز التي استمر بعضها لاكثر من 24 ساعة الى خواتيمها، يترقب اللبنانيون بداية مرحلة جديدة وحقبة جديدة من تاريخهم السياسي والنيابي تحديدا، متمثل في “برلمان “2022، الذي وللمرة الأولى عبر تاريخ لبنان تدخله كتلة نيابية  وازنة من خارج الاصطفافات التقليدية والحزبية التي اعتاد المجلس النيابي على شخصياتها.

وعلى ما يبدو ستكون المرحلة المقبلة، بداية للمخاض الصعب الذي قد يؤدي في نهاية المطاف الى ولادة، ولو قيصرية تخرج الأزمة اللبنانية المتشعبة من عنق الزجاجة.
لكن وفي الطريق للخروج من الزجاجة وعنقها، تظهر عدة علامات ومؤشرات لا تبشر خيرا أقله في المدى المنظور، وأبرزها  التحالفات الممكنة ضمن المجلس النيابي الجديد او الصورة شبه الهجينة التي قد ترسم حول “برلمان 2022″، ما سيؤدي حتما الى مزيد من الصعوبات ومزيد من السلبيات التي ستشكل عائقا جديدا امام تحسين أحوال المواطنين.

لكن قبل الدخول في التكهنات والقراءات حول الفترة المقبلة التي قد تحمل شيئا من الايجابية على عكس بعض التوقعات، لا بد من التوقف عند نقطة أساسية ظهرت خلال مجريات الانتخابات النيابية وبدت واضحة من خلال نتائجها وأرقامها.
وفي هذا المجال نسترجع عبارة “التطويق” التي ذكرها رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية في أكثر من لقاء تلفزيوني وأكثر من خطاب جماهيري، وهنا اشارة الى ان “المردة” كان يستشعر رغبة في التضييق عليه ومحاولة لتحجيمه سياسيا على غرار ما حصل في العام 2005 على الرغم من اختلاف المعطيات والظروف بين المرحلتين.
والمفارقة، ان محاولة التضييق والالغاء أو التطويق لم تأت على “المردة” منفردا، انما وبحسب النتائج طالت بشكل متفاوت كل من النائب فيصل كرامي والنائب طلال ارسلان والنائب أسعد حردان ورئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب.
والمشترك بين مختلف الشخصيات المذكورة والتيارات او الأحزاب التي يمثلونها، هو البعد العروبي الذي يتغنون فيه وقربهم اللافت من دولة سوريا وموقفهم الواضح من المقاومة أي” حزب الله” وسلاحه.

وفي النقطة الاخيرة، اي موضوع سلاح “حزب الله”، نجد ان النظرة اليه مشتركة بين الشخصيات المذكورة وبعض القوى الاخرى كالتيار الوطني الحرّ  وبعض قوى التغيير بالاضافة الى “الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي لا يعبر غالبا عن موقف صريح وثابت من السلاح، لذلك يبدو التساؤل مشروعا ومتمثلا في التالي: لماذا اصطف الشعب اللبناني في وجه بعض الواقفين الى جانب سلاح المقاومة ولم يحاول تطويقهم جميعا؟
وهذا التساؤل يأخذنا الى البحث في النقطة المشتركة الأولى بين الشخصيات والتيارات التي تم التضييق عليها خلال هذه الانتخابات، الا وهي علاقتها بدولة سوريا.
وفي هذا المجال، يرى البعض ان خيار الابتعاد عن سوريا على الرغم من العاملين الجغرافي والتاريخي هو مطلب لشريحة واسعة من اللبنانيين، لذلك كان من الاجدى اعلان هذا المطلب في الحملات الاعلانية بدلا من التلطي وراء السلاح  الذي  حصل “حزبه”  بالشراكة مع “أمل ” على تمثيلهما الكامل، كما حصد حليفه المسيحي الأول اي “التيار الوطني الحر”  الكتلة المسيحية الوازنة تماما كما فعل في الـ2018.
وعلى كل، بدت أساليب التطويق بدورها مشتركة تجاه الشخصيات المذكورة وموزعة بين الترهيب والتخويف من الآخر واستخدام الخطاب الطائفي والمال الانتخابي بالعملة الصعبة في صورة متفاوتة بالاضافة الى كم هائل من الخدمات المتنوعة.
 وعلى الرغم من كل المذكور تمكن “المردة” من الحفاظ على حضوره الوازن والواسع في قضاء زغرتا كما تمكن من دخول مدينة بشري من بابها الواسع عبر النائب المنتخب وليم طوق.
وفي هذا الاطار، ووفقا لمعلومات خاصة بـ”لبنان 24″ لن يتوقف “المردة” عند اسباب ونتائج التطويق وحسب، انما سيذهب الى ورشة واسعة يتخللها اعادة نظر بعدة امور لوجستية وعملية ستظهر الى العلن بصورة سريعة ودونما اي مواربة. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى