بالارقام والشرح: كيف يؤثر الاقتراع والأصوات التفضيلية على نتائج الانتخابات؟

رغم أن القانون النسبي اعتمد كما هو في الانتخابات النيابية الماضية عام 2018 إلا أن الكثيرين لا يعلمون بعد كيفية احتساب التصويت، ومدى تأثير انتخابهم للائحة معينة وتأثير الأصوات التفضيلية التي يدلون بها لأحد المرشحين عن دائرتهم الصغرى.

كيف تحتسب الأصوات؟

في حال أخذنا دائرة جبل لبنان الثالثة – بعبدا نموذجاً. يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 172026 ناخبًا ويتنافس بها 7 لوائح على 6 مقاعد (ثلاثة للموارنة، اثنان للشيعة ومقعد للدروز).

وإذا اعتبرنا أن عدد المقترعين في دائرة جبل لبنان الثالثة وصل إلى 100000 صوت فإن الحاصل الانتخابي سيكون بعد قسمة عدد الأصوات على عدد المقاعد 16666، وبالتالي فإن أي لائحة ستحصل على أقل من هذا الحاصل ستخرج تلقائيًّا من المنافسة الانتخابية.

ولنفترض أن نتائج الاقتراع جاءت على الشكل الآتي:

لائحة قادرين: 6000 صوت

لائحة بعبدا التغيير: 17000 صوت

لائحة معًا نستطيع: 10000 صوت

لائحة بعبدا السيادة والقرار: 36000 صوت

لائحة بعبدا تنتفض: 6000 صوت

لائحة نحن التغيير: 7000 صوت

لائحة الوفاق الوطني: 18000 صوت

في هذه الحال يتأهل كل من لائحة الوفاق الوطني وبعبدا السيادة والقرار وبعبدا التغيير أما اللوائح المتبقية فتخرج من المنافسة لأنها لم تحقق الحاصل الانتخابي.

 

وفي المرحلة الثانية يصبح هناك حاصل انتخابي جديد بعد حصر المنافسة بثلاث لوائح فقط، فيتم جمع الأصوات التي حصلت عليها وقسمها على عدد المقاعد فيكون 36000 + 17000 + 18000= 71000

فيكون الحاصل الانتخابي  11833، وبذلك تحصل لائحة الوفاق الوطني على مقعد واحد ولائحة بعبدا السيادة والقرار على 3 مقاعد أما لائحة بعبدا التغيير فتحصل على مقعد واحد، فيبقى مقعد واحد يكون من نصيب اللائحة التي حصلت على الرقم الأكبر من الكسور وفي هذه الحال يكون من نصيب لائحة الوفاق الوطني فتكون النتيجة النهائية:

لائحة بعبدا السيادة والقرار: 3 مقاعد

لائحة الوفاق الوطني: مقعدان

لائحة بعبدا التغيير: مقعد واحد

 

أهمية الصوت التفضيلي

وهنا تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة التي تظهر أهمية الصوت التفضيلي، فخلال أول مرحلتين يتم حسم عدد المقاعد لكل لائحة لكن لم يتم معرفة المرشحين الفائزين من كل لائحة.

في مرحلة الصوت التفضيلي يتم احتساب مجموع الأصوات التفضيلية في الدائرة ويقسم عليها عدد أصوات كل مرشح.

وفي حال افترضنا أن عدد الأصوات التفضيلية في دائرة بعبدا بلغ 70000 صوت وكان عدد الأصوات التفضيلية للمرشحين كالآتي:

لائحة بعبدا التغيير:

ميشال سليم فيليب الحلو(ماروني): 1500 صوت أي 2.14%

واصف حبيب الحركه (شيعي) 6500 صوت أي 9.28%

عبير يحيي ناجي (درزي): 500 صوت أي 0.71%.

زياد مخايل عقل (ماروني) 3000  صوت أي 4.28%

 

لائحة بعبدا السيادة والقرار:

هادي أبو الحسن (درزي): 8000 صوت أي 11.42%

ألكسندر كرم (ماروني): 1200 صوت أي 1.71%

كميل ميشال دوري شمعون (ماروني): 6000 صوت أي 8.57%

سعيد محمد علامه (شيعي): 1330 صوت أي 1.9%

سعد مصطفى سليم (شيعي): 1150 صوت أي 1.64%

بيار بو عاصي (ماروني): 7250 صوت أي 10.35%

 

لائحة الوفاق الوطني:

شادي حبيب واكد (ماروني): 2750 صوت أي 3.92%

علي فضل عمار (شيعي): 5500 أي 7.85%

فادي علامة (شيعي) 5000 صوت أي 7.14%

فاروق خليل الأعور (درزي): 1550 صوت أي 2.21%

آلان عون (ماروني): 8500 صوت أي 12.14%

فادي جوزف أبو رحال (ماروني): 1305 صوت أي 1.92%

 

فإن النسب من الأعلى إلى الأقل تكون على هذا الشكل:

هادي أبو الحسن (درزي): 11.42%

آلان عون (ماروني): 12.14%

بيار بو عاصي (ماروني): 10.35%

واصف حبيب الحركه (شيعي) 9.28%

كميل ميشال دوري شمعون (ماروني): 8.57%

 

علي فضل عمار (شيعي): 7.85%

فادي علامة (شيعي) 5000 صوت أي 7.14%

زياد مخايل عقل (ماروني) 4.28%

شادي حبيب واكد (ماروني): 3.92%

فاروق خليل الأعور (درزي) 2.21%

ميشال سليم فيليب الحلو(ماروني): 2.14%

فادي جوزف أبو رحال (ماروني): 1.92%

سعيد محمد علامه (شيعي): 1.9%

ألكسندر كرم (ماروني): 1.71%

سعد مصطفى سليم (شيعي): 1.64%

عبير يحيي ناجي (درزي): 0.71%.

 

وبهذه النتيجة يكون الفائزون بالمقاعد النيابية هادي أبو الحسن عن المقعد الدرزي، الان عون، بيار بو عاصي وكميل شمعون عن المقاعد المارونية الثلاثة.

علي عمار وواصف الحركة عن المقعدين الشيعيين.

 

ويلاحظ هنا كيف أن الصوت التفضيلي لعب دوره لصالح المرشح واصف الحركه حيث بات التنافس على المقعد الشيعي الثاني ضمن اللائحة الواحدة بين علي عمار وفادي علامة.

 

تبقى الاشارة كما ورد في مقدمة المقال، هذا الموضوع افتراضي لشرح العملية الانتخابية، والمسألة الانتخابية كلها تحسم في صناديق الاقتراع غدا.