آخر الأخبارأخبار دولية

حزب “شين فين” القومي يحقق فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية ويدعو إلى مناقشة توحيد أيرلندا


نشرت في: 08/05/2022 – 07:15

حقق حزب “شين فين” الجناح السياسي السابق للجيش الجمهوري الإيرلندي أول فوز انتخابي له في تاريخ أيرلندا الشمالية، واعتبر هذا الفوز “لحظة حاسمة” في هذه المنطقة من أوروبا التي تسيطر عليها بريطانيا. واعتبرت زعيمة هذا الحزب ميشيل أونيل إن بلادها بصدد دخول “حقبة جديدة” داعية إلى “نقاش صادق” حول توحيد الإقليم مع جمهورية أيرلندا. رغم أن امكانية إجراء استفتاء في هذا الاتجاه يعود إلى تقدير الحكومة البريطانية. واستنادا إلى اتّفاقية السلام المبرمة  في 1998  من المفروض أن تتزعم ميشيل أونيل رئيسة  للحكومة المحلية يتقاسم فيها القوميون والوحدويون السلطة.

حقّقحزب “شين فين” القومي المؤيّد لإعادة توحيد الجزيرة الإيرلنديّة فوزا تاريخيا في انتخابات إيرلندا الشماليّة، واعدا بـ”حقبة جديدة” رغم خطر شلل سياسي يلوح في الأفق.

 ومع بلوغ عمليّة فرز البطاقات الانتخابيّة مراحلها الأخيرة في هذا الاستحقاق الذي نُظّم الخميس لاختيار 90 نائبا في الجمعيّة الوطنيّة، تُظهر النتائج شبه النهائيّة تقدّم “شين فين” على منافسه “الحزب الوحدوي الديموقراطي” المؤيّد للتاج البريطاني.

وقالت ميشيل أونيل رئيسة حزب  ” شين فين” القومي في المنطقة “يمثل اليوم لحظة تغيير مهمة للغاية. إنها لحظة حاسمة في سياستنا ولشعبنا”. وقالت إنه يجب أن يكون هناك الآن “نقاش صادق” حول هدف الحزب المتمثل في توحيد الإقليم مع جمهورية أيرلندا.

ولن يغير انتصار شين فين من وضع المنطقة لأن الاستفتاء المطلوب لمغادرة بريطانيا يخضع لتقدير الحكومة البريطانية ومن المحتمل ألا يجري قبل عدة سنوات.

 وهي أوّل مرّة خلال مئة عام يتصدّر “شين فين” الانتخابات في هذه المقاطعة التي تشهد توتّرات على خلفيّة بريكست، وهو ما سيُتيح للحزب تسمية زعيمته رئيسة وزراء محلّية.

 في ردود الفعل الدوليّة، دعت الولايات المتحدة السبت المسؤولين في إيرلندا الشماليّة إلى تقاسم السلطة استنادًا إلى ما ينصّ عليه اتّفاق السلام لعام 1998. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة نيد برايس “ندعو قادة إيرلندا الشماليّة إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة” لتشكيل “حكومة تشاركيّة (بين الوحدويّين والقوميّين)، وهو أحد البنود الرئيسة لاتّفاق الجمعة العظيمة لعام 1998”.

 ولدى صدور النتائج الكاملة للانتخابات في دائرتها “ميد ألستر”، خاطبت زعيمة “شين فين” ميشيل أونيل مناصري الحزب ووسائل الإعلام قائلة “اليوم ندخل حقبة جديدة. إنّها لحظة مفصليّة لسياساتنا وشعبنا”.

 وأشارت إلى أنّها ستنتهج أسلوب قيادة يُشرك الأطراف كافة و”يحفل بالتنوّع بما يضمن الحقوق والمساواة لمن استُبعِدوا وتعرّضوا لمعاملة تمييزيّة وتمّ تجاهلهم في الماضي”.

 ومن شأن فوز شين فين في الانتخابات أن يجعل زعيمته رئيسةً للحكومة المحلّية التي ينصّ اتّفاق السلام المبرم في 1998 على أن يتقاسم القوميون والوحدويون السلطة فيها.

  في بلفاست أظهرت عمليات الفرز إلى الآن فوز “شين فين” بـ23 مقعدا مقابل 22 للحزب الوحدوي المنافس.

  والسبت، أقرّ زعيم الحزب الوحدوي جيفري دونالدسون بالهزيمة، وقال في تصريح لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية “يبدو أنّ شين فين سيكون الحزب الأوسع تمثيلا”.

 لكنّ المحادثات الرامية لتشكيل حكومة جديدة تبدو معقّدة وتنذر بشلل سياسي تامّ، إذ يرفض الوحدويّون المشاركة في أيّ حكومة من دون تعديل الاتّفاق التجاري المبرم بين المملكة المتحدة والاتّحاد الأوروبي.

  وقال دونالدسون “أريد (أن تتشكّل) حكومة في إيرلندا الشماليّة، لكن يجب أن تكون حكومة ذات أسس ثابتة”.

   وتابع “طيف بروتوكول إيرلندا الشماليّة يُلحق الضرر باقتصادنا، إنّه يلحق الضرر باستقرارنا السياسي”.

  مفاوضات قد تستغرق أشهرا  

   وحذّر القيادي البارز في الحزب الوحدوي إدوين بوتس من أن المفاوضات “مع بعض الحظ قد تستغرق أسابيع أو ربما أشهرا”، في حين يُرتقَب وصول الوزير البريطاني المكلّف شؤون المقاطعة براندون لويس إلى بلفاست، وفق مسؤولين إيرلنديين شماليين.

 وقالت أونيل “الشعب قال كلمته”، مشدّدة على أن حزبها سيكون عند مستوى المسؤولية، ومبديةً أملها في أن يكون الآخرون على هذا النحو.

 وأكّدت أنّ أولى الأولويّات يجب أن تكون التصدّي لغلاء المعيشة في المملكة المتحدة.

 وأشارت إلى “نقاش جار” بشأن إعادة توحيد إيرلندا، بعد قرن على إلحاق إيرلندا الشماليّة بالحكم البريطاني، داعية إلى “نقاش مفيد حول مستقبلنا”.

 وخيّمت الضبابية مجددا على إيرلندا الشمالية في شباط/فبراير بعد استقالة رئيس الوزراء الوحدوي الديموقراطي بول غيفان اعتراضا على وضعية المقاطعة في مرحلة ما بعد بريكست.

  وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة كوينز في بلفاست كايتي هايوارد إنّ “نجاح شين فين مردّه ضعف النزعة الاتّحاديّة في وقتٍ تشهد المملكة المتحدة تغييرا حقيقيا في مرحلة ما بعد بريكست”. كذلك، أشارت المحللة إلى تشرذم أصوات الناخبين الوحدويين وتقدما لحزب “تحالف” الوسطي.

 وحزب “تحالف” الذي يدعو سكان إيرلندا الشمالية إلى التغلب على انقساماته، هو التشكيل الآخر الذي سيخرج أقوى من الاقتراع.

  نكسة لجونسون 

 في أماكن أخرى من البلاد، تلقّى حزب المحافظين بقيادة بوريس جونسون ضربة قوية بعد خسارة مئات المقاعد وعشرات المجالس لصالح حزب العمّال الذي انتزع ثلاثة معاقل للمحافظين في لندن، وأحزاب أصغر، أي الليبراليّين الديموقراطيّين ودعاة حماية البيئة (الخضر) في جنوب إنكلترا. 

 واعترف جونسون بأنّ “النتائج مثيرة للجدل” وبأنّ الوضع “صعب” للمحافظين في بعض المناطق، لكنّه تحدث عن مكاسب في مناطق أخرى، مؤكّدا تصميمه على البقاء في السلطة لمعالجة مشاكل البريطانيين. 

 لكنّ هذه النتائج السيّئة تُضعف رئيس الحكومة، ما يدفع النواب المحافظين القلقين مع اقتراب الانتخابات التشريعيّة في 2024  إلى التشكيك في جدوى الاستمرار في دعمه. 

 وقال سايمن أوشيروود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “أوبن يونيفرسيتي”،  ، إنّه من أجل إقناع المتردّدين، على جونسون تقديم “خطة عمل حقيقية” الثلاثاء في خطاب العرش التقليدي الذي يسمح للحكومة بعرض أولويّاتها أمام البرلمان.

  فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى