آخر الأخبارأخبار محلية

“عكاظ الانتخابات” .. وإتفاق بغداد

ينشغل اللبنانيون بالانتخابات النيابية بتفاصيلها الصغيرة وأصواتها التفضيلية والتي تكتسب بالنسبة للقوى المتنازعة أهمية قصوى في ضوء صراعها المستحكم على احكام قبضتها السياسية على السلطة، لا سيما وأن استحقاق 15 ايار يشكل نقطة الانطلاق لتحقيق الأهداف المرسومة حكوميا ورئاسياً، علما أن المعطيات الراهنة تشير إلى أن ما يبتغيه بعض الافرقاء الأساسيين، وخصوصا  رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، من الانتخابات ولوج  درب التحكم بمرحلة ما بعدها  لفرض شروطه على مسار تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية، استنادا الى حصته النيابية مع فرضية انه سيسجل نقاطا مهمة في ملعب خصومه المسيحيين مدعوما بثقل الاصوات الشيعية في دوائر عدة.

وعليه، فإن التطلع اليوم هو لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، بيد ان رصد التطورات الاقليمية والدولية مؤشر الى ان المشهد المرتقب امام سيناريوهات مختلفة، خاصة وان لا اتفاق محليا على شكل الحكومة الجديدة التي يريدها باسيل حكومة سياسية بامتياز يكون وزيرا فيها، في حين ان الامور لا تزال غير واضحة عند حزب الله، وهذا يعني ان التباينات السياسية بين المكونات السياسية وداخل المحور الواحد قد تطيل أمد حكومة تصريف الاعمال لحين انضاج التسوية الداخلية والتي ستكون نتاج التسويات الخارجية لا سيما تلك المتصلة بالمفاوضات الايرانية – السعودية التي تبحث في الملفات الشائكة بين الطرفين والمتصلة باليمن  والعراق  وسوريا ولبنان الذي دخل في صلب الصراع الاقليمي ولا يزال يتحمل تبعاته.

 
في خضم كل ذلك،  وفيما تعقد الجولة السادسة من المفاوضات الايرانية-السعودية على مستوى وزراء الخارجية بعد نحو اسبوع تمهيدا لاعادة التبادل الدبلوماسي بين البلدين وفتح السفارات وتشكيل لجان من الخبراء لايجاد  تفاهمات حول النقاط الخلافية والمتعلقة بازمات المنطقة، شنت صحيفة “عكاظ” السعودية هجوما عنيفا على رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري.
 يكاد المستقبليون على حيرة من امرهم من هذا الموقف . فرفع النبرة في وجه الشيخ سعد، مرده وفق مصادر مقربة من الحريري لـ”لبنان24″، رفض تيار المستقبل المشاركة في الانتخابات النيابية وتجيير اصوات قاعدته السنية لمصلحة حزب “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي في الدوائر المشتركة. فالهجوم لا علاقة له بإيران او بحزب الله وسوف يفضي الى نتائج عكسية في الشارع السنّي ،مع تشديد المصادر نفسها، على ان حال دولا عدة مؤثرة سنيّا في لبنان ومطمئنة الى الوضع السنّي.

 وعليه، فإن اتفاق بغداد سيخفف من حدة المواجهة ان لجهة سياسة الرياض تجاه لبنان او لجهة اداء حزب الله تجاه المملكة علما ان الانعطافة الجديدة  لن تتبلور قبل الانتخابات الرئاسية التي يصر  البطريرك الماروني بشارة الراعي على اجرائها قبل شهرين من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 31 تشرين الاول المقبل، في حين ان المعطيات الراهنة والمستندة الى المشهد الاقليمي ستؤسس لتسوية سياسية ورئاسية تجنب البلد امد الفراغ  الطويل في سدة الرئاسة الاولى الذي وفق المتابعين قد لا يتجاوز الاشهر  وسوف تملأه الحكومة ربطا بالمبادرة الفرنسية المستمرة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى