آخر الأخبارأخبار دولية

أمهات تطالبن بإطلاق سراح أبنائهن المعتقلين دون محاكمة من قبل السلطات العسكرية


نشرت في: 05/05/2022 – 18:22آخر تحديث: 06/05/2022 – 14:16

بعد أكثر من 3 أعوام على سقوط نظام الرئيس عمر البشير مازالت المظاهرات مستمرة في السودان. ويوم الخميس 5 أيار/ مايو، خرج المتظاهرون بأعداد كبيرة إلى الشوارع مثل كل أسبوع للمطالبة برحيل السلطة العسكرية الحاكمة التي استحوذت على الحكم في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 حيث قطعت مسار الانتقال الديمقراطي. ويطالب المتظاهرون بالخصوص بإطلاق سراح النشطاء الموقوفين منذ الانقلاب العسكري الذين لم يحاكم أغلبهم إلى حد الآن. وفي 1 أيار/مايو، نظمت أمهات المعتقلين اعتصاما أمام سجن في العاصمة الخرطوم.

في 26 نيسان/أبريل الماضي، أطلق المجلس العسكري الحاكم في السودان وجوه بارزة في المعارضة على غرار الوزير السابق خالد عمر يوسف والرئيس السابق لاسترجاع الأملاك المنهوبة في عهد عمر البشير محمد الفقيه سلميان.

بداية المظاهرات في 5 أيار/ مايو للمطالبة برحيل المجلس العسكري الحاكم.

 

في بداية شهر نيسان/أبريل، وعد الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والرئيس الفعلي للبلاد بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لفتح المجال أمام حوار داخلي في البلاد. ولكن عددا كبيرا من أعضاء لجان المقاومة والذين يشكلون رأس حربة التعبئة الشعبية مازالوا رهن الاعتقال.

“لم يسمحوا لهم بمقابلة محامين”

في مساء 1 أيار/مايو، أي ليلة عيد الفطر، تجمع عدد كبير من عائلات المعتقلين أمام سجن سوبة للمطالبة بإطلاق سراحهم. مريم (اسم مستعار) والتي لا يزال ابنها معتقلا منذ بداية نيسان/أبريل كانت حاضرة في هذا التجمع حيث تروي:

تم اعتقال ابني محمود في 5 نيسان/ أبريل ليلة مظاهرة في أم درمان ولكنني لا أعلم ملابسات اعتقاله. وبعد ثلاثة أيام، علمت عن طريق أحد المحامين أنه معتقل في سجن سوبة.

تنقلت إلى السجن حيث تمكنت من رؤية اسمهم في سجلات المعتقلين لكن الحراس منعوني من زيارته. كما أنه منعوه من مقابلة محامين. وإلى حد الآن، لم يتم توجيه أي تهمة له.

ولهذا السبب قررت المشاركة في اعتصام أهالي المعتقلين الذي دعا له المحامون.

أمهات المعتقلين في اعتصام أمام صالة سجن سوبة، 2 أيار/ مايو 2022.

وكانت الفكرة من التجمع هي تناول إفطار آخر يوم في رمضان على عين المكان إلى غاية الحصول على أجوبة. ولكن أثناء الليل، في حدود الساعة الثانية صباحا، قامت قوات مكافحة الشغب بملاحقتنا وأطلقوا علينا العبوات المسيلة للدموع.

” أنا خائفة عليه وأفتقده بشدة”

في سنة 2019، شاركت أنا ومحمد في المظاهرات التي أدت إلى سقوط الرئيس عمر البشير. ولكني لا أعلم إن كان قد شارك في المظاهرات ضد النظام الحكم حاليا حيث لم نتحدث في هذا الموضوع.

صورة 4 شبان يتجمعون أمام سجن سوبا في الليلة الفاصلة بين الأول و2 أيار مايو 2022.

في نهار يوم الاثنين 2 أيار/مايو،  تنقلت أيضا مجموعة من أهالي المعتقلين إلى عين المكان للمطالبة بإطلاق سراح أقاربهم ولكن قوات الأمن سرعان ما قامت بتفريقهم.

آمل أن يتم إطلاق سراح ابني في أسرع وقت ممكن، أنا خائفة عليه وأفتقده بشدة وإذا لم يكن لديهم أي شيء يدينه فليطلقوا سراحه.

” لقد قاموا بضربنا بمؤخرات بنادقهم وشتمونا”

وليد (اسم مستعار)، هو ناشط شاب في لجان المقامة وكان محظوظا بإطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام من الزج به في سجن سوبة في 6 نيسان/أبريل 2022 ويروي قائلا:

في ذلك اليوم، كانت هناك مظاهرة احتجاجية كبيرة في شوارع الخرطوم بمناسبة الذكرى الثالثة بإسقاط نظام عمر البشير [فريق التحرير: الذي يتزامن أيضا مع تاريخ إسقاط نظام الرئيس السابق جعفر نميري في 6 نيسان/أبريل 1985].

خرجت من بيتي وقرب الطريق المؤدية إلى المطار حيث كنت متجها للقاء رفاقي المناضلين الذين أصيبوا بالعبوات المسيلة للدموع في مظاهرة في شوارع قريبة. وكنت أريد جلبهم إلى بيتي لتقيم الإسعافات الأولية لهم.

ولكن تم القبض علي مع شابين آخرين وزج أفراد الأمن بنا في صندوق عربة رباعية الدفع. لقد قاموا بضربنا بمؤخرات بنادقهم وشتمونا.

“مازال 22 ناشطا في عداد المفقودين”

حنان حسن هي عضو في مجموعة محامين تشكلت بعد الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 للدفاع عن النشطاء المعتقلين. 

يوجد بعض الناشطين القابعين في السجون منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ولم تتم محاكمتهم إلى حد الآن. لقد تمت ملاحقة أغلبهم لإثارة البلبلة في النظام العام وتخريب الممتلكات العامة.

وبما أنه تم فرض حالة الطوارئ منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021، نواجه صعوبات بالغة في متابعة ملفات النشطاء المعتقلين. لا تمكننا السلطات من أي معلومة. ومكتب الادعاء العام لا يتواصل بشأن السجون التي يتواجد بها المعتقلون. وجب علينا التصرف بطرقنا والتجول بين السجون للعثور عليهم.

لقد تمكنا من إحصاء 225 ناشطا معتقلا في سجن سوبة. ولقد تم إطلاق سراح معظمهم. فيما مازال 23 منهم معتقلين. وفي سجن بورت سودان، يوجد 33 معتقلا و 30 آخرون في سجن الحوطية.

لا نعلم أي شيء بشأن سبب سجنهم. كما أن 22 ناشطا مازالوا في عداد المفقودين ولا نعرف أي شيء بشأن مصيرهم.

نتلقى بشكل مستمر شهادات عن التعذيب. وفي شهر رمضان لوحدهّ، تم نقل أربعة معتقلين إلى المستشفيات وكانوا يعانون من إصابات بسبب تعرضهم للتعذيب.

في 29 نيسان/أبريل، تنقل وفد من “الترويكا” الدولية المشكلة من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة إلى الخرطوم حيث دعوا إلى تشكيل حكومة انتقالية مدنية. ومن المنتظر إجراء اجتماع بين الفاعلين السياسيين السودانيين بين يومي10 و12 أيار/مايو الجاري تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق أفريقيا ( إيغاد IGAD). ولكن المعارضة التي تمثلها بالأساس لجان المقاومة ترفض الحوار مع العسكريين والقوى السياسية التي دعمت الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى