آخر الأخبارأخبار محلية

السنّة في لبنان والمغتربات سيصوتّون بكثافة… صوتهم سيحدث الفرق

على رغم المآخذ الكثيرة من قبل أهل البيت قبل الآخرين الأبعدين على التوقيت غير الموفّق للرئيس سعد الحريري، الذي قرّر الإنسحاب من المعركتين السياسية والإنتخابية، فإن ما يُعمل له علنًا يصّب في خانة تشجيع السنّة في كل مكان على الإقبال على هذه الإنتخابات بالذات بكثافة، وعدم ترك هذه الساحة للطارئين. 

ولهذا ينشط هؤلاء في كل إتجاه، وقبل أيام قليلة على إنتخابات المغتربين في 6 و8 أيار الجاري، وقبل أسبوعين على إنتخاب اللبنانيين المقيمين، وذلك بهدف شدّ العصب الوطني وتوضيح أهداف الذين يسعون إلى تغيير وجه لبنان الحضاري، وتشويه صيغة العيش المشترك، حيث كان لأهل السنّة مع سائر المقومات الوطنية دور أساسي في إرساء قواعدها، سواء في زمن الرئيس رياض الصلح، أو في زمن الرئيس رفيق الحريري في إتفاق الطائف، يوم دعا إلى وقف عدّاد التعداد الطائفي، أو في زمن الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يرفع لواء الدفاع عن قيم الأجداد والأباء الوطنية، والذي يعمل في الشأن الوطني بوحي من هذه القيم والمبادىء، التي لا يحيد عنها ولا يساوم عليها. 

فإذا لم ينتخب أهل السنّة بكثافة في بيروت وصيدا وطرابلس والمنية والضنية وعكار والبقاع بعرضه وطوله، وبالأخصّ في دائرة بعلبك – الهرمل، فإن المستفيدين من أي غياب للصوت السنّي الفاعل كثيرون، وسيحاولون بكل الوسائل والطرق “خطف” الشارع السنّي إلى الأماكن التي لا تشبهه، والتي قد تؤدي عن طريق “القضم التدريجي والممنهج” إلى تهميش خطّ الإعتدال وجرّ البلاد إلى محاور خارج بيئتها الطبيعية.     
فأمام الذين يتحرّكون في كل إتجاه وعلى كل المستويات، مع النخب والقواعد الشعبية، أسبوعان فاصلان عن صناديق الاقتراع وثلاثة أسابيع عن نهاية ولاية البرلمان الحالي، وهي كافية لمحاولة إقناع من لم يقتنع بعد بأن الإنتخابات حاصلة لا محال، وأن بث الشائعات حول إمكانية تأجيلها أو حتى “تطييرها” ليس سوى ذرّ للرماد في العيون وتثبيط العزائم وجعل الناس يقبعون في منازلهم  يوم الإستحقاق الإنتخابي، الذي هو بالفعل يوم مصيري. 

فبعض المشتغلين في استطلاعات الرأي الممهدة لانتخابات 2022 ، وهي في العموم مدفوعة الأجرّ، يهدفون إلى تشويه الحقائق الواقعية، ويحاولون، عن قصد، تحريفها وفصلها عن واقعها الطبيعي والتلقائي، خصوصًا عندما يركّزون على تفسيرات خاطئة لقرار الرئيس الحريري الأخير، والذي لم يدعُ ولا مرّة إلى مقاطعة الإنتخابات، حتى ولو لم يكن تياره السياسي مشاركًا فيها. 
وهذا يعني، وفق ما يراه مسؤول إعلامي سابق في تيار “المستقبل”، أن محاولات البعض غير البريئة سيكتب لها الفشل في نهاية الأمر، وسيبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود يوم الإمتحان، خصوصًا أن ثمة معلومات صحافية تحدّثت عن زيارة خاطفة قد يقوم بها الحريري لبيروت في الأيام المقبلة لتوضيح هذه النقطة بالذات بالمباشر. وهذا الأمر من شأنه أن يضاعف همّة المتحمسّين، وأن يشدّد من عزيمة المتردّدين والمتأثرين بالحملات الإعلامية، مع العلم أن ثمة مرشحين كثرًا ممن يمكن إعتبارهم في الخطّ الذي يشبه البيئة السنّية المعتدلة، والتي تطالب بـ “لبنان أولًا”، وبأن تكون علاقاته مع محيطه العربي طبيعية وممتازة ومحصّنة، مستعدّون لخوض غمار هذه المعركة المصيرية. 
 ما هو أكيد أن أهل السنّة، ومنذ زمن بعيد، يعتبرون أنفسهم”أهل الصبي”، ولذلك فإنهم سينزلون بكثافة إلى صناديق الإقتراع، وسيقولون كلمتهم، وهي ستكون مدّوية، ولن يتركوا الساحة للآخرين، الذين يسرحون ويمروحون على “كيفهم”، معتقدين أنهم قادرون على تغييب الصوت السنّي وإختزاله ومصادرة بعضه. 
صحيح أن الرئيس ميقاتي هو الآن على رأس السلطة التنفيذية، وهو لم يترشّح للإنتخابات لكي يكون على مسافة واحدة من الجميع، ولكن هذا لا يعني أنه غير معني ببيئته في طرابلس والمنية والضنية أولًا، وفي كل لبنان ثانيًا، لجهة حثّ جميع اللبنانيين، وبالأخصّ أهل السنّة إلى التصويت بكثافة، وإنطلاقًا من إيمانهم بوطنهم الواحد بكل عائلاته الروحية، وتمسكًّا بالمبادىء والقيم التي حفظت لبنان من كل الشرور، والتي من خلالها سيكون نهوضه من جديد.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى