آخر الأخبارأخبار محلية

إقترعوا “صحّ”… قبل أن يقترعوا على ثيابكم!

في كل مرّة يتحدّث فيها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب الحالي جبران باسيل يرتكب “فولًا قدّ راسو”. فحاله كحال ذاك الذي يقع في حفرة. وفي كل مرّة يحاول الخروج منها يلجأ إلى الدوران على ذاته. وكلما زادت سرعة دورانه، معتقدًا أن بذلك يمكنه الخروج من الحفرة، كلما تعمّق غرقه، وكلما أصبح خروجه منها متعذّرًا، إن لم نقل مستحيلًا. 

بالأمس تحدّث بثقة عن أن تياره السياسي عائد بعد الإنتخابات النيابية أقوى مما كان عليه، وأن كتلته النيابية ستكون أوسع مما هي عليه اليوم، وهي بالطبع لن تنتخب الرئيس نبيه بري لولاية ثانية لرئاسة مجلس النواب.  
وبلحظة “طاوسية”، وكأن ما يعيشه اللبنانيون من مآسٍ وويلات لا تعني له شيئًا، ّقرر أن يختزل  نواب الأمّة بشخصه، ونصّب نفسه حاكمًا مطلق الصلاحيات، وسمح لنفسه بتجاوز كل المسارات الدستورية، التي لا تزال حتى إشعار آخر سارية المفعول، وهي التي تسيّر العمل الدستوري في البلاد دون سواها، سواء أكان بالنسبة إلى إنتخاب رئيس جديد لمجلس النواب أو تسمية رئيس جديد للحكومة بعد الإستشارات النيابية الملزمة، التي سيدعو إليها رئيس الجمهورية حتمًا فور إعلانه حكومة “معًا للإنقاذ” حكومة تصريف أعمال. 

فالرجل إما أنه لا يرى جيدًا، وإمّا أن نرجسيته لا تسمح له بأن يرى حقيقة ما ينظر إليه.  
أولًا، لا يرى السيد باسيل أنه، ومعه المنظومة الحاكمة، قد أصبحا بالنسبة إلى أكثرية الشعب اللبناني من الماضي الأليم، وأن الإنتخابات الحاصلة حتمًا، على رغم أنوف كل من لا يريدها، ستحمل معها مفاجآت لا يتوقعهّا أحد من هذه المنظومة، التي تقدّم النائب باسيل إنموذجًا يحتذى به لتعاطيها اليومي مع المستجدّات بعيدًا عن الواقع المزري الذي وصل إليه الناس بفعل تراكم السياسات الخاطئة، التي إنتُهجت على مدى السنوات الأخيرة. 
فهذه المنظومة تعيش على كوكب آخر. فهي في مكان والناس في مكان آخر. همومهم غير همومها. والعكس صحيح.  
هموم الناس محصورة بالأولويات. وأولوية هذه الأولويات تأمين كسرة خبز، إدخال مريض إلى المستشفى، توفير الدواء لمرضى سيموتون لا محال إن لم يتناولوه، “تنكة” مازوت، ولو بأسعار جنونية، لطرد لسعات البرد في الشتاء القارس، “شحذ” كمّ ساعة كهرباء، عدم الإضطرار للوقوف في طوابير الذلّ لساعات طويلة للحصول على “تنكة” بنزين. 

أمّا أولويات أهل السلطة أو همومهم فغير هموم الناس، وهي من آخر همومهم. همّهم التفتيش عن الوسائل “المقنعة” لغشّ هؤلاء الناس أكثر مما غشّوهم. همّهم إبتزاز الناس بلقمة عيشهم وإشباعهم ذلًّا وقهرًا . همّهم الحصول على أكبر كتلة نيابية. 
ثانيًا، من “طوّب” النائب الحالي جبران باسيل “قيّمًا عامًّا” على النظام، وكيف يسمح لنفسه بأن يقرّر من يكون رئيسًا لمجلس النواب ورئيسًا لمجلس الوزراء بعد الإنتخابات النيابية؟ كان ينقصه أن يقرّر من سيكون رئيسًا للجمهورية أيضًا، من دون أن يستأذن حليفه. 
بهذه العقلية يذهبون إلى يوم المحاسبة. وبهذه الخلفية يذهب الناس إلى صناديق المحاسبة، وهم يحملون في يد غير مرتجفة وغير متردّدة “ورقة المعلاق”، وهي الورقة التي ستنقذهم حتمًا من طبقة سياسية لم يروا على ايدي معظمها سوى الويلات والإفلاس والفقر والجوع. 
ولذا يعتقد كثيرون أن تحالف التناقضات لن يجدي نفعًا، وبالتالي فإن العيون ستكون شاخصة على المقعد الشيعي في جبيل. 
ولكي لا نُتهم بأننا لا نرى سوى بعين واحدة نقوم بعملية  copy paste لكل كلمة في هذه المقالة ونطبقها على “كلن يعني كلن”. لذا فعندما تنتخبون، أيها اللبنانيون، تذكرّوا ماذا فعلت بكم كل هذه الطبقة السياسية إنتخبوا “صحّ”. وعندما تنتخبون “صحّ” كونوا أكيدين أنكم لن تندموا في اليوم التالي، ولن تنتحبوا. 
ففي 6 و8 و15 أيار إقترعوا “صحّ”… قبل أن يقترعوا على ثيابكم في 16 أيار. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى