آخر الأخبارأخبار محلية

الخلاف “يتعمّق”.. السنيورة “يحاكي الحملات” التي تستهدف الحريري؟!

لم يعد “الخلاف” بين رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة “حبرًا على ورق”. ما يُحكى على طريقة “المصادر والتسريبات”، منذ انخراط رئيس كتلة “المستقبل” سابقًا، في الشأن الانتخابي، رغم قرار الحريري “العزوف”، أضحى واقعًا، بل إنّ هناك في التيار “الأزرق” من يتحدّث صراحة عن “تمرّد” يقوده السنيورة، ستكون له تبعاته وتداعياته، بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

جديد ملف “الخلاف” بين الحريري والسنيورة، وما أعطاه صفة “الرسمية والعلنية”، ما صدر عن الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري من كلام “غُلّف” ببعض “الودّ والمحاباة”، التي انطوت خلفها رسائل “عتب” وما هو أكثر بكثير منه، فهو إذ تحدّث عن “غيرة غير مستجدّة” من السنيورة على تيار “المستقبل”، لم يتوانَ عن اتهامه بـ”محاكاة الحملات” التي تستهدف التيار “الأزرق” ورئيسه سعد الحريري على وجه التحديد.

ومع أنّ أحمد الحريري دعا في تغريدته للسنيورة بـ”التوفيق”، لم تُفسَّر رسالته سوى على أنّها إعلان صريح من رئيس تيار “المستقبل” بـ”الطلاق” مع السنيورة، وهو ما تعزّزه التسريبات التي تتحدّث عن دعم “مستقبليّ” من خلف الكواليس للوائح التي تنافس السنيورة، من باب “الامتعاض” من أداء الرجل، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام عن مآلات العلاقة بين الرجلين، والمنحى الذي ستذهب إليه بعد الخامس عشر من أيار.

خلفيّات الاعتراض على السنيورة

قد يكون السؤال مشروعًا عن سبب الهجوم “حصرًا” على السنيورة من جانب قيادة تيار “المستقبل”، في وقتٍ يخوض العديد من الوجوه “المستقبلية” الانتخابات متفرّقين، وبينهم من كان “ملتزمًا” في التيار، واضطر لتقديم استقالته، لكنّ القيادة لم تأخذ موقفًا “متطرّفًا” منهم، بل إنّ بعضهم يكاد يحظى بدعم شبه رسميّ من التيار، ولو تمسّكت قيادته بمقولة العزوف والانكفاء، ترشيحًا ودعمًا، وربما اقتراعًا أيضًا وفق ما توحي بعض الكواليس.

إلا أنّ المحسوبين على “المستقبل” يتحدّثون عن الكثير من الأسباب “الموجبة” التي تدفع نحو اعتبار حراك السنيورة “مضرًّا” بالحريري، خلافًا لآخرين، من بينها إصراره على القول إنّ حراكه الانتخابي يصبّ في خانة رفض تسليم البلد إلى “حزب الله” وإيران، مع ما ينضوي على ذلك من اتهام مباشر للحريري ومن يؤيده في الاعتكاف بـ”الخضوع”، علمًا أنّ الرؤية التي انطلق منها “الشيخ سعد” هي “النقيض تمامًا”، كما يدرك القاصي والداني.

أما “الخطيئة” التي ارتكبها السنيورة، برأي هؤلاء، فكانت في عدم “مراعاة” الحريري في خياراته الانتخابية، حيث لم يتردّد في “مدّ اليد” مثلاً نحو “القوات اللبنانية”، والتحالف معها، رغم أنّ ذلك كان من “الخطوط الحمراء” بالنسبة إلى الحريري، الذي ما عاد سرًّا أنّه فضّل عدم الترشح على التحالف معها، فضلاً عن محاولته إظهار أنّ دار الفتوى، كما المملكة العربية السعودية، داعمتان له وفي صفّه، في “وجه” قرار الحريري وتياره.

 
“تمرّد وأكثر”

استنادًا إلى ما تقدّم، يعتبر بعض من يدورون في فلك القيادة “المستقبلية” أنّ حراك السنيورة الانتخابيّ لا يصنَّف سوى على أنّه “تمرّد” بكلّ ما للكلمة من معنى، ولو أنّ القرار بـ”المواجهة” لم ولن يُتّخَذ، في حين يرى المؤيّدون لقرار السنيورة بخوض الشأن الانتخابي أنّ الهجوم عليه يدلّ على وجود “قلوب معبّاية”، ولا علاقة له بالانتخابات، خصوصًا أنّ رئيس الحكومة الأسبق له رأيه، وهو أساسًا احترم قرار الحريري حين “عزف” عن الترشح على المستوى الشخصي.

وإذا كان “الخلاف” الذي يزداد حدّة، لا يزال “مضبوطًا”، بدليل التعابير “الودية” التي حملها بيان الأمين العام لتيار “المستقبل” ردًا على السنيورة، ولو بدت “حمّالة أوجه” بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ الأيام “الفاصلة” عن يوم الانتخابات قد ترسم الملامح الأولى للعلاقة “المستقبليّة” بين الجانبين، خصوصًا إذا ما ثبت أنّ الماكينات الانتخابية “المستقبليّة” ستتحرّك دعمًا لمنافسي “لائحة” السنيورة في بيروت، كما يُحكى ويروَّج في أكثر من ميدان.

ويعتقد كثيرون أنّ النتائج التي ستفرزها الانتخابات سيكون لها أيضًا “تأثيراتها” على العلاقة بين الجانبين، علمًا أنّ هناك من لا يزال “يراهن” على دورٍ ما قد يلعبه الحريري في الأيام الأخيرة قبل الاستحقاق، في ظلّ دفع العديد من المستشارين والمقرّبين منه نحو اتخاذ “موقف”، باعتبار أنّ الظروف التي أملت عليه اتخاذ قرار “العزوف” باتت اليوم مختلفة، خصوصًا مع عودة السفير السعودي، وما يبدو حراكًا يقوده رفضًا للمقاطعة.

ثمّة من يقول إنّ العلاقة بين السنيورة والحريري لم تكن “مثاليّة”، وأنّ “الاختلاف” الأخير حول الشأن الانتخابي “كشف” بعض ما هو “مخبَّأ”، وثمّة من يرى أنّ امتعاض “المستقبل” من السنيورة دون غيره “مبرَّر” لكون الأخير محسوبًا على القيادة، فيما يسعى اليوم ليكرّس “زعامة مستقلّة”، إن جاز التعبير. وبين هذا وذاك، يبدو أنّ الانتخابات المقبلة ستكون “مفصليّة” حتى بالنسبة لمن اختاروا عدم خوضها من الأساس!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى