آخر الأخبارأخبار محلية

إنتخب في 6 و8 و15… كي لا تنتحب في 16 ايار!

على رغم أن تصرّفات وزير الطاقة وليد فياض تستفزّ البعض إلاّ أن هذا لا يبرر التعرّض له جسديًا ومعنويًا، أيًّا تكن الأسباب والدوافع. فوضع الكهرباء معروف. ولا نقول شيئًا جديدًا عندما نتحدّث عن سرقات بمليارات الدولارات ذهبت من جيوب الناس إلى جيوب آخرين لم تُدرج أسماؤهم بعد على قائمة من يجب أن يطالهم التدقيق الجنائي، الذي لا يزال حتى هذه الساعة مجرد مشروع وقد لا يبصر النور في الفترة المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون.

 

منذ اللحظة الأولى لإندلاع شرارة ما إصطلح على تسميتها “ثورة” كان كثيرون صادقين في نزولهم إلى الشارع ورفع الصوت عاليًا في وجه الطبقة السياسية الفاسدة التي إستباحت كل شيء حتى المحرّمات والمقدّسات، ولكن كثيرين أيضًا ممن جرفتهم تيارات غير بعيدة أهدافها عن أهداف السلطة، تصرّفوا عشوائيًا وغرائزيًا بما أضرّ بأهداف “الثورة”، وشوّهوا سمعتها، إذ تحّولت بفعل بعض الممارسات كتلك التي شهدناها مؤخرًا ضد الوزير فياض إلى ما يشبه عصابات قطّاع الطرق.  

فبدلًا من أن تحافظ هذه “الثورة” على نقاء مطالبها المحقّة، وقد رأيناها متجلّية في “ساحة النور” في طرابلس، وفي ساحة الشهداء في بيروت، وفي “ساحة إيليا” في صيدا، وفي كل مكان عبقت فيه رائحة الحرية والتحرّر، تشرّذمت وتشتّتت وتقلصّت وأضمحلت. وكانت النتيجة تعدّد اللوائح الإنتخابية وضياع فرصة التغيير الحقيقية. 

قد لا يتحمّل مسؤولو هذه “الثورة” كامل مسؤولية الفشل، على رغم أنهم مسؤولون عن بعضه بسبب الأنانيات وعدم النضوج الكافي، ولكن المسؤولية الأكبر عن هذا الفشل تتحمّلها الطبقة السياسية مجتمعة، أحزابًا وتيارات وأفرادًا وهيئات ومنظمات، خصوصًا أنها توحدّت، على رغم خلافاتها الكثيرة، على ضرب هذه “الثورة” وشلّ حركتها ووأدها في مهدها. 

ولكن الفرصة لا تزال سانحة أمام اللبنانيين التواقّين إلى التغيير وإلى قلب المعادلات رأسًا على عقب. ما لم تستطع أن تحقّقه “الثورة” على الأرض على مدى سنتين ونصف السنة يمكن أن يتحقّق بلحظة عندما يدخل كل مواطن حرّ وراء الستارة العازلة، وهو قادر، بهذه اللحظة الحاسمة، أن يغيّر الكثير من الواقع المعيوش، عندما ينتخب بطريقة صحيحة، وعندما يقرّر أن يتحرّر من كل موروثات الماضي. فلا ينتخب مثلًا من عزّاه بفقد أحد أقاربه، أو من دبك في عرس إبنه، أو من دبرّ له واسطة للحصول على أدنى حقوقه المشروعة، أو من تدّخل لتغيير حكم قضائي، أو من ساعده لتأمين دواء لوالده أو إدخاله إلى المستشفى.

 

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تنتخب مشروعًا سياسيًا قادرًا على إخراجك من قعر “جهنم”.  

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تسترجع بلحظات سريعة شريط ذّل الأيام التي عشتها في سنواتك الأخيرة.  

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تقرّر كسر القيود التي قيدّوك بها طوال سنوات من القهر والعذاب.  

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تحاسب من لم يحسب لك حسابًا طوال كل تلك السنوات، وأعتبرك “تحصيلًا حاصلًا”، أو “مضمونًا”في “سيلته” الصغيرة. 

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تعرف أن صوتك واصوات أقاربك وجيرانك المعذّين والمقهورين والمذلولين قادرة على إحداث الفرق. 

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تقرّر مصيرك بيديك. 

أن تنتخب “صحًّا” يعني أن تتطّلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل. 

بصوتك تُسقط منظومة الفساد. بصوتك تصنع مصيرك. 

 

إنتخب صحًّا في 6 و8 و15 أيار كي لا تنتحب في 16. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى