آخر الأخبارأخبار محلية

الثنائي الشيعي: الانتخابات وراءنا

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: رغم أن تعويل الثنائي الشيعي هو على رفع حصة حلفائه في الانتخابات، إلا أن واقع الأمر أنه بدأ يتصرف وكأن الانتخابات أصبحت وراءه، فيما يخوض المسيحيون والسنة المعركة وكأنها أم المعارك.

على بعد ثلاثة أسابيع من الانتخابات، وأسبوعين من المرحلة الأولى التي تبدأ باقتراع المنتشرين، تخطّى الكلام السياسي نتائج الانتخابات وعدد المقاعد. ويبدو المشهد السياسي أكثر تعقيداً من مقعد زائد هنا أو ناقص هناك، لأنه يرسم معالم المرحلة السياسية المقبلة.
يدخل المسيحيون إلى الانتخابات، قبل خمسة أشهر من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعينهم على الرئاسة الأولى. الاهتمام المحلي بدائرة الشمال الثالثة، والاهتمام العربي – الخليجي بها المرجح تطوره، يعطيان ملامح أساسية عن الاحتمالات التي يعوّل عليها القادة المسيحيون (ليس الثلاثة المرشحون فقط) لوضع أسس مبكرة لمعركة رئاسة الجمهورية. واللقاء الذي رعاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فتح الشهية لكلام إضافي مبكر عن الرئاسة الأولى، في حين أن هناك من تحدث عن عدم رغبة الحزب في تعهدات تربطه بوعود مسبقة، من دون نفي أن الطابع الأساسي للقاء انتخابي نيابي لتحسين فرص فوز فريق 8 آذار في دائرة الشمال الثالثة، يراكم أوراقاً إضافية لاحقة لهذا الفريق في معركة الرئاسة.

بدورها تدخل القوى السنية الانتخابات، وعينها على رئاسة الحكومة. ورئاسة الحكومة في هذا الجو، هي الممر إلى لعب دور في رئاسة الجمهورية، دارت حوله الشكوك إثر انسحاب الرئيس سعد الحريري من الواجهة السياسية. لن يكون أمراً عابراً موقع القوى السنية في الانتخابات، بين الفريق المعارض الذي يرعاه الرئيس فؤاد السنيورة وبين السنة المعارضين والسنة المؤيدين للرئيس سعد الحريري وسنة 8 آذار. والتشرذم لم تشهده الساحة السنية منذ 1990، إذ جرت العادة أن يكون الالتفاف السني حول مرجعية واحدة، أو على الأكثر مرجعيتين. لكن الواقع الذي تفرزه الانتخابات قد يعطي للسنة أرجحية الفوضى الانتخابية، ما يجعل وضع رئاسة الحكومة هذه المرة مشابهاً لوضع رئاسة الجمهورية.
وحده الثنائي الشيعي يتصرف في الانتخابات وكأنها أصبحت وراءه. والأمر لا يتعلق برئاسة المجلس النيابي ولا بالمقاعد الشيعية المضمونة، ولا حتى بحصص حلفائه. الأمر يتصل برسم الثنائي، وتحديداً حزب الله، معالم المرحلة المقبلة من خارج حسابات الربح والخسارة في المجلس النيابي. فمشكلة السنة والمسيحيين أنهم يتعاملون مع النظام على أنه قائم، وأن الانتخابات هي الطريق الأصلح إلى السلطة. في حين أن الثنائي يتعامل مع النظام أنه داخله وخارجه في وقت واحد، ويتصرف مع الانتخابات على أنها محطة على طريق مقاربة مختلفة للنظام القائم، وتثبيت معادلة الحضور والدور في لبنان كجزء أساسي من الحضور والدور في المنطقة. وهكذا لا تعود المعارضة الداخلية مهما تمثلت في المجلس النيابي تأخذ الحجم المفترض أن يأخذه، ما دام الاعتراف بموقعه صار يتقدم على الدورين السني والمسيحي. بذلك تصير رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية تفاصيل، لكنها تبقى من ضروريات المشهد السياسي. تماماً كما الحملات الانتخابية النيابية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى