آخر الأخبارأخبار محلية

عن رحلة الذاهبين الى الموت هربًا من فقرهم!

مؤلمة تلك التفاصيل التي سبقت الفاجعة، ليست تلك اللحظات التي حصل فيها الاصطدام في عرض البحر بشكل او بآخر، وبعيداً عن كل تقاذف للمسؤوليات، بل تلك الدقائق الأخيرة ما قبل الصعود الى مركب الموت. من أين كان لهؤلاء كل هذه الجرأة، كيف استطاعوا المغامرة بأرواحهم وهم على معرفة شبه مطلقة بأنهم ذاهبون بلا سترات واقية الى الموت؟ 

كيف وضبوا حقائبهم استعدادا لسفرة لا تشبه غيرها من الرحلات، والسفر نحو الموت المحتم؟ هؤلاء الذين شاركهم أطفالهم هذه الرحلة. فأي ملابس ارتدوها، هل هي ثياب الفرح إستعدادا  لحياة جديدة، أم علمت والدة تلك الطفلة الصغيرة التي انتشرت صورتها وهي متوفاة بشفاه زرقاء تشبه برودة حياتهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، ان وجه طفلتها البريء سيكون حدث اليوم؟ 
هل تناولوا الطعام قبل المغادرة؟ كيف جمعوا أموال السفر، للوصول الى الضفة المقابلة طمعاً بالحياة لا الموت؟ هل وجدوا من يخبرهم أنّ “القمار” حرام شرعاً، وهم يقامرون بأرواحهم، بأرواح أطفالهم، امّ انّ اللارغبة بحياة تعيسة تجعلهم يكفرون بالمعتقدات، يكفرون بالحياة؟
وكأننا جميعنا اليوم نملك تلك الجرأة في قلوبنا، نريد الهرب، ولكن كيف وأين. أم هم فرتبوا أحلامهم وهاجروا الأرض الى حيث عدالة الهية. الرحمة لأرواحهم، وأرواحنا أحياء وامواتا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى