آخر الأخبارأخبار دولية

هل تكون الحرب الأوكرانية حافزا أم عائقا أمام الحل في اليمن؟


نشرت في: 08/04/2022 – 17:28

توالت في الآونة الأخيرة التطورات السياسية على طريق التوصل إلى تسوية للنزاع المستمر في اليمن، بعد دخول هدنة بين الحوثيين والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية حيز التنفيذ، وبعد تسليم الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي جديد. وأتت هذه التحركات جميعها بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. فهل تكون هذه الحرب عاملا مساعدا أم عائقا أمام إنهاء القتال في اليمن؟

عاد اليمن إلى واجهة الحدث العالمي في الآونة الأخيرة عبر سلسلة من الخطوات تبدو على طريق الوصول إلى تسوية في البلد الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من سبع سنوات، وسط آمال وشكوك في إمكانية أن تبلغ هدفها بإحلال السلام في هذا البلد. وتأتي هذه الخطوات بينما تتجه أنظار العالم بالكامل نحو أوكرانيا والحرب الدائرة فيها منذ أواخر فبراير/شباط بعد بدء هجوم روسي واسع النطاق عليها.

ففي الثاني من أبريل/نيسان دخلت هدنة بين التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على العاصمة صنعاء، حيز التنفيذ.

وتبع هذه الخطوة في السابع من أبريل/نيسان إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنشاء مجلس قيادي رئاسي يضم أعضاء من الحراك الجنوبي الداعي لانفصال جنوب البلاد عن شمالها، ويترأسه الوزير السابق رشاد العليمي.

وجاء أول رد فعل على تشكيل المجلس من الرياض، التي رحبت به، وأكدت “دعمها الكامل” له و”للكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية”. وقدمت السعودية دعما ماليا “عاجلا” لليمن بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمن ملياري دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعما للبنك المركزي اليمني.

وجاء تشكيل هذا المجلس في اليوم الأخير من المحادثات حول اليمن التي نظمها مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دون وجود الحوثيين الذين رفضوا أي حوار في منطقة “العدو”. واجتمع ولي العهد السعودي برئيس المجلس الجديد رشاد العليمي.

وسبق هذه الأحداث اتفاق لتبادل الأسرى بين التحالف والحوثيين، الذين أعلنوا قبلها بقليل لثلاثة أيام من جانب واحد.

وفور دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أمله في أن تؤدي إلى “عملية سياسية” لتسوية الصراع. تفاؤل لا يشاركه فرانسوا فريزون روش الباحث المختص بالشأن اليمني في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، الذي حاورته فرانس24، فأعرب عن تشاؤمه قائلا :”أخشى ألا يغير هذا المجلس الرئاسي وهذه الهدنة الوضع في حرب مستمرة ما دام النزاع قائما. الحرب في اليمن هي حرب محلية، لكنها حرب إقليمية ودولية أيضا. ولن تتم تسوية أي شيء حتى يجلس اللاعبون معا إلى طاولة المفاوضات”.

وعلى الرغم من أن مراقبين يرون أن اجتماعات القوى الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية التي تتزامن مع هذه الخطوات، قد تمثل مناسبة لبحث الحل في اليمن، إلا أن فرانسوا فريزون روش يرى أنه “عدا عن أن هذه الحرب تدور رحاها في مجلس الأمن الدولي أيضا، لأن فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لديها مصالح مالية هناك. وفي الوقت الحالي، تتجه أعينهم إلى أوكرانيا”.

ويخشى المختص من أن “أكثر ما يقلقني هو أن اليمن تعيش وضعا إنسانيا مزريا بالفعل، وسيزداد الأمر سوءا مع الحرب في أوكرانيا. ولن تتمكن البلاد من مواجهة ارتفاع الأسعار، وخاصة القمح”. إذ يعتمد اليمن بالكامل تقريبا على الاستيراد لتلبية احتياجاته الغذائية، ويشتري 30٪ من القمح الذي يستهلكه من أوكرانيا، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وليس اليمن وحده المتضرر من الحرب في أوكرانيا على المستوى الغذائي دوليا، إذ أن روسيا وأوكرانيا هما أكبر مصدرين للقمح في العالم، وأدى القتال إلى توقف صادرات القمح الأوكرانية، بينما قيدت العقوبات الغربية والدولية شحنات القمح الروسية إلى حد كبير.

وعربيا تضرر لبنان بشكل كبير من توقف صادرات القمح الأوكرانية، التي كانت تمثل نصف احتياجاته. كذلك تمثل الحرب تهديدا غذائيا لمصر والجزائر والمغرب وليبيا، والتي تعتمد جميعها على القمح الروسي أو الأوكراني أو كليهما لسد احتياجاتها الغذائية.

ويخلص فريزون روش إلى أن “هذه الهدنة، ستسمح على الأقل، خلال الفترة التي ستستمر بها، بوصول النفط الذي سيكون قادرا على توفير بعض الكهرباء للسكان وإيصال مساعدات غذائية إضافية”.

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما لحكومة تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ مارس/آذار 2015، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف.

ويسيطر الحوثيون منذ 2014 على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم لقوات الحكومة، على الأجواء اليمنية. 

ويبدو أن السعودية وحلفاءها في مجلس التعاون الخليجي متفائلون بإمكانية التوصل لحل. إذ دعا المشاركون في البيان الختامي الصادر لاجتماعاتهم مساء الخميس 7 أبريل/نيسان، المجلس الرئاسي الجديد إلى “الدخول في مفاوضات مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ونهائية”. 

 

سيرييل كابو/ فؤاد حسن


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى