آخر الأخبارأخبار دولية

من هم الناخبون الفرنسيون الذين يصوتون للمرشح اليميني المتطرف إيريك زمور؟

نشرت في: 01/04/2022 – 16:12

احتشد عشرات الآلاف من مناصري إيريك زمور الأحد الماضي في ساحة تروكاديرو في باريس خلال تجمع انتخابي للمرشح اليميني المتطرف لانتخابات الرئاسية الفرنسية، ساعين لتقديم الدعم للإعلامي السابق الذي تراجعت نسبة نوايا التصويت له بشكل كبير قبل عشرة أيام من موعد الدورة الأولى. فمن هم هؤلاء المناصرين؟

إنهم مناصرون يمينيون دعموا ترشيح فرانسوا فيون (رئيس الوزراء اليميني خلال حكم نيكولا ساركوزي بين 2017 و2012) للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، أو مناضلون سابقون في حزب مارين لوبان “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، وآخرون كانوا ضمن ائتلاف الجمعيات المعارضة لتوسيع نطاق تقنيات الإخصاب الاصطناعي لجميع النساء بمن فيهن المثليات والعازبات…

حضروا بعشرات الآلاف إلى ساحة تروكاديرو في العاصمة باريس لمناصرة إيريك زمور المرشح اليميني المتطرف للاستحقاق الرئاسي، والذي سجلت حملته تراجعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة ما تسبب في تخلفه بنوايا التصويت عن منافسته مارين لوبان.

وخلال تغطيتنا لهذا التجمع، تحدثنا لمناصري إيرك زمور وأعددنا بورتريهات بعضهم.

أوجيني، 18 عاما: الطالبة الجامعية المدافعة عن “قيم المسيحية”

الشابة أوجيني (وسط الصفحة) في ساحة تروكاديرو بباريس. 27 مارس/آذار 2022. © أود مازوي

جاءت الشابة أوجيني، وهي طالبة في الفلسفة بجامعة باريس، إلى ساحة تروكاديرو وهي ترتدي قبعة كتب عليها “زمور 2022” وتُشهر الميدالية المعمدانية الملعقة حول عنقها. وقد شاركت في عام 2013، أي في سن التاسعة، في مسيرة بالعاصمة الفرنسية ضد قانون زواج المثليين إلى جانب والديها.

 جاءت أوجيني للساحة الشهيرة الواقعة بالقرب من برج إيفل لأجل إعلان وتقديم دعمها للمرشح اليميني المتطرف، معتبرة أن “الهدف هو التأكيد أنه ليس وحيدا ولا معزولا خلافا لافتراءات الصحافة، بل إنه يحظى بدعم عدد كبير من الفرنسيين”.

وقالت أوجيني، التي ستؤدي واجبها الانتخابي للمرة الأولى، إنها لم تكن تتصور بأن تدعم مرشحا “بمثل هذا الحماس”. وتابعت: “إنها فرصة كبيرة كي أمارس حقي في التصويت لأول مرة وأعطي صوتي لمرشح أحبه”، مشيدة بخصال المرشح: “صادق، نزيه، عادل، وطني”.

وتشدد هذه المؤمنة الكاثوليكية على أن زمور “يحب فرنسا بشغف وهو الوحيد الذي يدافع عن القيم المسيحية”. كما أنها تشدد على رفضها للمهاجرين، قائلة: “جميل أن نستقبل أجانب في فرنسا، لكن لا يمكن التخلي عن ثقافتنا”. ولا تخشى أوجيني غياب مرشحها المفضل في الدورة الثانية من الانتخابات، فهي مصممة على التصويت لليمين المتطرف، ما يعني مارين لوبان.

مارك، 57 عاما: “الاستبدال الأكبر” ليست “نظرية” بل “واقع”

 

مارك يدعم موقف أيريك زمور من الهجرة والمثلية.

مارك يدعم موقف أيريك زمور من الهجرة والمثلية. © أود مازوي

 

التحق مارك بتجمع إيريك زمور لأجل “التأمل والملاحظة”. فهذا الرجل الخمسيني المناهض للقيود الصحية ضد فيروس كورونا (مثل اللقاح) يسكن غير بعيد عن ساحة تروكاديرو. وشارك مارك في السابق بعدة تظاهرات نظمها فلوريان فيليبو أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف، وغادر حزب مارين لوبان قبل أن يؤسس حزب “القوميون”.   

وقال لفرانس24: “أنا لست ملقحا ضد فيروس كورونا خلافا لوالدتي وأخي الداعمين لماكرون”. وأضاف الرجل المولود من أب يوغوسلافي [باسم الجمهورية الاشتراكية السابقة التي كانت تضم صربيا، كرواتيا، الجبل الأسود، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، ومقدونيا] وأم فرنسية إن مساره العائلي يشبه مسار إيريك زمور المولود من والدين هاجرا من الجزائر لفرنسا.

على الرغم من أصله المختلط، يخشى مارك ما تسمى بنظرية “الاستبدال الكبير” الذي يتذرع بها المرشح اليميني المتطرف لتبرير بغضه للمهاجرين والمسلمين على حد سواء. والنظرية تعتمد على نهج المؤامرة وتدعي بأن المهاجرين والأجانب الذين يعيشون في فرنسا سيحلون محل الفرنسيين في المستقبل القريب. وقال لفرانس24 إن ما يدعي البعض أنه “فرضية” هي “اليوم واقع في أحياء وضواحي باريس”.

ويدعم مارك فكرة زمور طرد المهاجرين من البلاد ودعوته لخروج فرنسا من حلف شمال الأطلسي، ويشيد بالمرشح الذي “يهاجم الخطاب المعادي للعنصرية والمثلية والنسوية”.    

آنا، 53 عاما: الداعمة السابقة لفرانسوا فيون

آنا برفقة ابنها خلال تجمع زمور في باريس. 27 مارس/آذار 2022.

آنا برفقة ابنها خلال تجمع زمور في باريس. 27 مارس/آذار 2022. © أود مازوي

آنا أم لأربعة أطفال، وهي برتغالية “لكنها مندمجة تماما” في المجتمع الفرنسي كما تقول، وهو ما يُعجب إيريك زمور. وقالت إن أولادها لديهم “أسماء فرنسية”، مضيفة: “هذا شيء مهم لأنه يساعد على الاندماج”.

وتعتبر المرأة البالغة من العمر 53 عاما من أشد المعجبين بالمرشح اليميني المتطرف. فقد اعتادت متابعة تدخلاته في برامج التلفزيون الفرنسي في تسعينيات القرن الماضي، كما أنها قرأت كل كتاباته ومؤلفاته. وبالتالي، لم تتردد في التنقل من منطقة النورماندي (شمال فرنسا) إلى باريس لحضور التجمع الانتخابي بساحة تروكاديرو.

تحضر آنا، وهي مسيحية تشتغل طباخة في مطعم، تجمعات زمور كلما أُتيحت لها الفرصة. كانت في السابق من داعمي فرانسوا فيون رئيس وزراء نيكولا ساركوزي (من 2007 لغاية 2012)، ولا ترى أحدا غير زمور يدافع كما ينبغي عن قيم الديانة المسيحية. وقالت: “إنه الوحيد الذي يقترح مشروعا من شأنه حماية حضارتنا من الاستبدال الكبير. نحن شعب من عرق يقترب من الانقراض، فهو بالطبع فرصة لنا جميعا”. فهي مقتنعة بأنه لو كان زمور رئيسا للجمهورية (بدلا من ماكرون) لما نشبت الحرب في أوكرانيا، “إيريك زمور رجل سلام وكان سيتفاوض مع بوتين”.

فلوران، 40 عاما: المناضل الوفي

فلوران من أشد الداعمين لإيريك زمور.

فلوران من أشد الداعمين لإيريك زمور. © أود مازوي

“دعمته منذ البداية، ووقعت بطاقة الانضمام لحزبه (الاسترداد) فورا”. فلوران لا يخفي تطابق أفكاره لمواقف إيريك زمور. ويحب “مواقفه وشخصيته، وأيضا مساره العائلي والشخصي.. فهو وحده الذي يحلل الوضع بوضوح لاسيما فيما يتعلق بالهجرة”.

ما يثير قلق فلوران هو “الاستبدال الكبير، الذي بدأ يتحرك”. وقال: “لقد ترعرعت في ضاحية أو دو سين (غرب باريس) وشهدت كيف تطورت هذه الظاهرة على مر السنين”. وتابع: “إن الهجرة في كل مكان، ولقد لاحظت تزايد عدد النساء المحجبات في مدن راقية مثل سان كلو حيث أقطن” وتسائل “أين نحن ذاهبون؟ يجب أن نتحرك”.

ويكشف فلوران، وهو مستشار رئيسي في مجال التعليم، بأنه يلحظ خروج التلاميذ من بشكل متنام من الدراسة، محملا على هذا “النظام المصاب بالخلل”.

وبعد أشهر من الغوص في أجواء التفاؤل بشأن حظوظ مرشحه للفوز في الانتخابات الرئاسية، بات فلوران أكثر واقعية مع تراجع زمور في نوايا التصويت. لكن الرجل الأربعيني لديه مرشح بديل في حال إخفاق زمور: مارين لوبان، “من دون تردد”.

سيفرين، 42 عاما: وداعا لوبان   

سيفرين استاءت من فشل مارين لوبان في الوصول للسلطة، فاختارت إيريك زمور.

سيفرين استاءت من فشل مارين لوبان في الوصول للسلطة، فاختارت إيريك زمور. © أود مازوي

سيفرين موظفة إدارية بإحدى ضواحي باريس، وحضرت لتروكاديرو برفقة شريك حياتها لتقديم الدعم لمرشحها. وقالت إنها ستأتي من مكان بعيد لو لزم الأمر، مشيرة أنها منخرطة في حزب “الاسترداد” منذ شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وقد تخلت سيفرين نهائيا عن حزب مارين لوبان، “التجمع الوطني”، وتحسرت عندما وصفت زعيمة اليمين المتطرف منافسها الناشئ (زمور) بأنه “يميني متطرف” وتحدثت أيضا عن وجود “نازيين” في حزبه. وتعتبر سيفرين نفسها “لا من اليمين ولا من اليسار”.

وتشيد بزمور واصفة إياه بـ “المتواضع والصادق والصريح”، فهو “ليس رجل سياسة لكن رجل الشعب، صديق أي عائلة”. وأسرت لفرانس24: “ليس لدي والد أحبه، فكم أريد أن يكون (زمور) أبي”.

تقول سيفرين إن ليس لديها مصلحة خاصة أن تدعم الإعلامي السابق، وتشير على سبيل المثال أنها تدعم فكرة تقديم إعانة 10 آلاف يورو لسكان الريف رغم أنها لا تعيش في الريف، وأيضا تشيد بعزمه مساعدة النساء الأرامل رغم أنها ليست أرملة.

أما بخصوص تهمة كراهية النساء الموجهة لزمور، فهي تعزوها لـ “دعاية المنافسين”، وتنفيها قطعا بالقول إن “لا أساس لها من الصحة”. وترفع سيفرين العلم الفرنسي كلما صفق الحشود لتصريحات إيريك زمور، وترفع أيضا لافتة مكتوب عليها: “النساء مع زمور”.

أود مازوي/علاوة مزياني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى