آخر الأخبارأخبار محلية

عون في الفاتيكان والراعي في الأزهر … من يعبّر عن هواجس المسيحيين؟

سئل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قبل صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية:  ان من ابرز اهتمامات المجتمع الدولي بالنسبة الى لبنان، ما يتعلق بوجود دولة ضمن الدولة: “حزب الله”، مع كامل قدرته العسكرية. ما هي الامور التي تقوم بها الحكومة لمعالجة هذه المسألة؟ 

 فكان الجواب، كما ترجمته دوائر القصر الجمهوري ونشره الموقع الاكتروني الرسمي لرئاسة الجمهورية: “ان موقف “حزب الله” في الداخل اللبناني مختلف بصورة كاملة عن نظرته الى الخارج. وليس لـ”حزب الله” من تأثير، بأي طريقة، على الواقع الامني للبنانيين في الداخل . اما بالنسبة الى الحدود الجنوبية فالتعاون قائم بين الجيش وقوات “اليونيفيل”. ان “حزب الله”، حزب يملك السلاح وهو قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب عانوا من الاحتلال الاسرائيلي، ومقاومة الاحتلال ليست ارهابا”. 

ما قاله الرئيس عون، وهو حليف إستراتيجي لـ”حزب الله”، ليس جديدًا، وهو سبق أن قاله في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفي خلال زيارة قام بها منذ سنوات لمصر. ولكن الجديد في هذا النوع من الكلام أنه جاء في مرحلة مفصلية يشهدها لبنان عشية الإنتخابات النيابية، التي أتخذت عنوانًا رئيسيًا لحملاتها من قبل طرفين أساسيين يعبّران عن آراء شريحة واسعة من اللبنانيين في كلا الضفتين المتقابلتين وغير المتوافقين على كثير من المسائل المطروحة على بساط البحث، ومن بينها “حصرية السلاح”، ومدى تأثيره على الأمن الداخلي. 
فالرئيس عون كان حاسمًا في هذه القضية المثيرة للجدل حين أكدّ “أن ليس لـ”حزب الله” من تأثير، بأي طريقة، على الواقع الامني للبنانيين في الداخل”. وهذا ما لا توافق عليه شريحة أخرى من اللبنانيين، التي تعتبر أن سلاح “حزب الله” هو أساس المشكلة القائمة في لبنان. 

بالطبع هذا الإختلاف في وجهات النظر حول دور “حزب الله” في لبنان لا يمكن إيجاد حل له بين ليلة وضحاها، وهو أمر يجب أن يكون عنوانًا كبيرًا من عناوين الحوار المفترض أن يكون طبيعيًا وتلقائيًا بين اللبنانيين، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية من جهة، وبعيدًا أيضًا عن الإرتباطات اللبنانية بالخارج، أيًّا يكن هذا الخارج من جهة أخرى. 
فـ”حزب الله”، ومعه فئة من اللبنانيين تؤيد طروحاته، يصوب كل سهامه في إتجاه الولايات المتحدة الأميركية، التي يتهمّها بأنها هي التي تتسبّب بمآسي لبنان، فيما يرى الطرف المناهض لـ”حزب الله” أن التدّخل الإيراني في الشؤون اللبنانية يقود لبنان إلى محاور لا تشبهه. 
فكلام رئيس الجمهورية جاء ليعيد التذكير بحتمية أن يجلس اللبنانيون غير المتفقين على عناوين كثيرة في حياتهم السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية  إلى طاولة واحدة لكي يطرح كل فريق منهم هواجسه وأفكاره ورؤاه على هذه الطاولة، في محاولة جدّية لتفعيل ما هو مشترك بينهم، ولجدولة خلافاتهم على أساس ما يمكن البناء عليه في قدرية عيشهم المشترك مع بعضهم البعض، في إطار الإحترام المتبادل لثقافة تقبّل الآخر بإختلافه وتنّوعه وتمايزه، من دون أن يكون لهذا الأمر أي تأثير سلبي على الخيارات الوطنية الواردة في مقدمة الدستور اللبناني. 
وفيما كان الرئيس عون يؤكد من على عتبات الكرسي الرسولي في الفاتيكان أن “مقاومة الاحتلال ليست ارهابًا”، كان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي يجدّد دعوته، ومن على باب الأزهر في جمهورية مصر العربية، إلى ضرورة أن يعتمد لبنان الحياد الإيجابي في صراعات المنطقة. 
ويسأل السائلون: من ينطق بإسم المسيحيين في لبنان رئيس الجمهورية أم بطريرك الموارنة؟  
المنطق العام يقول بأنه من المفروض أن يعبّر رئيس البلاد عن هواجس جميع اللبنانيين، فيما تُترك حرية الإختيار عن وسائل التعبير عن الهواجس والتطلعات إلى المسيحيين أنفسهم، وهم بالتالي ستكون لهم كلمتهم الفصل في يوم 15 أيار. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى