آخر الأخبارأخبار محلية

“حزب الله” يتقن اللعبة جيدا في مواجهة الخصوم!

احد ابرز عناوين المعركة الانتخابية المقبلة والتي يرفعها جزء من الحراك المدني بمساندة وجوه من فريق الرابع عشر من آذار هو “رفع الاحتلال الايراني” أو بمعنى آخر، إضعاف “حزب الله” في المعترك الانتخابي وهزيمته على اعتبار أن الحزب هو الوكيل اللبناني لطهران وبالتالي يجب إزاحته كجزء من معركة السيادة التي يرفع لواءها عدد كبير من المُرشحين.

 

ترى مصادر سياسية متابعة أنّ هذا الشعار هو خطأ تكتيكي بالنسبة لهذه القوى، إذ إنه سيؤدّي الى إحباط كبير لدى جمهورها وبيئتها الحاضنة في حال تراجعها او خسارتها في الانتخابات، ما يعني انتكاسة للمعركة السياسية الكُبرى وهو في الوقت نفسه، يساهم بشدّ عصب جمهور الحزب الذي سيُقبل اكثر على الانتخابات ويرفع نسبة التصويت في الساحة الشيعية مقابل انخفاضها في ساحات أخرى ما من شأنه أن يحسّن واقع “الحزب” الانتخابي.

 

لكن وبعيدا عن الاخطاء التكتيكية، يبدو أن “حزب الله” لا ينتظر هفوات خصومه من اجل خوض معركة انتخابات جدية في مختلف الدوائر ولدى مختلف الطوائف اللبنانية، إذ إنه بدأ تحضيراته قبل أسابيع على الساحة الشيعية مطلقاً عجلات ماكيناته الانتخابية في مختلف مناطق نفوذه حيث تمّ التوافق مع “حركة امل” على كل التفاصيل وبدأت عملية استقطاب الأصوات المترددة من خلال زيارات مكوكية يقوم بها المعنيون في “حزب الله”.

 

الأهم من ذلك، أن “الحزب” بات يصرّح علناً أن معركته الأساسية تكمن في إنجاح حلفائه، ما يوحي أنه ضمن سلفاً ساحته الشيعية من وجهة نظره، وفي هذا الإطار بادر “الحزب” بخطوات أساسية تجاه حلفائه من اجل توحيدهم وتحسين ظروف معركتهم واستطاع بما يشبه المعجزة رأب الصدع بين “التيار الوطني الحر” و”حركة امل” واجراء المصالحة بينهما حيث اصطفّ الفريقان ضمن لوائح مشتركة في الغالبية العظمى من الدوائر الشيعية – المسيحية.

 

كذلك فإن “الحزب” تقدّم خطوات كبيرة وسريعة جدا تجاه حلفائه من السّنّة إذ استطاع مصالحة بعض الزعامات المتخاصمين من أجل خوض الانتخابات على لوائح موحّدة تتيح لهم الفرصة للفوز شعبياً ونيابياً في ظلّ لحظة الانقسام والتشرذم الحاصل لدى كتلة “الثورة” وقوى الرابع عشر من آذار والتشتّت داخل الأحزاب المنضوية تحت رايتها.

 

كما ان “الحزب” تمكّن من إعادة قولبة المعركة الانتخابية وتحويلها مجددا الى معركة سياسية واضحة المعالم، الامر الذي سيتفاعل خلال الايام المُقبلة التي تسبق الانتخابات، حيث لم تعد المعركة معيشية بين القوى المنبثقة عن حراك 17 تشرين (الثورة) وقوى السلطة، بل باتت مشابهة لاستطلاع رأي بين فريقين سياسيين بمختلف لوائحهما. وهُنا تكمن قوّة “الحزب” وقدرته على إتقان اللعبة جيداً في مختلف اللحظات السياسية الحساسة!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى