آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – المطران ابراهيم احتفل بعيد مار يوسف في حوش الأمراء وكرس 22 شابا وشابة: هل هناك أصعب من الزمن الذي نعيش فيه؟

وطنية – إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد مار يوسف في كنيسة القديس يوسف حوش الأمراء، حيث اصطف اولاد ميداد حاملين في ايديهم زنبقة مار يوسف، والشبيبة ومجلس الرعية والوكلاء والجوقة مرحبين به.
 
واحتفل المطران ابراهيم بالذبيحة الإلهية بمشاركة كاهن الرعية الأرشمندريت عبدالله حميدية، والأبوين اومير عبيدي وشربل راشد بحضور المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس كانت كلمة ترحيب من الكاهن حميدية بالمطران ابراهيم الذي ألقى عظة هنأ فيها الحضور وقال: “كل عيد وانتم بألف خير، خصوصا الذين يحملون اسم جوزف، جوزفين، يوسف وكل مشتقات الإسم. هذه الكنيسة غالية بالنسبة لي لأني خدمت فيها فترة قصيرة عام 1990 لمدة ثلاثة أشهر وأحببت الرعية جدا. لم أكن كاهنا للرعية إنما حللت مكان سيدنا عصام الذي كان خادما للرعية في ذلك الوقت. واليوم انا سعيد جدا بالإستقبال العفوي الذي قام به الشباب والصغار، وهذا يقوي إيماننا ورجاءنا وأملنا بأن الغد هو لنا، نحن ممتلئين بالأمل بأن كل المصاعب المحيطة بنا والتي تشبه المصاعب التي عاشها مار يوسف، لن تستطيع ان توقف مخطط الله الخلاصي في حياتنا ولن تبعدنا عن إيماننا أو تقاليدنا وتعلقنا بأرضنا وبلادنا.”
 
وأضاف: “الكثير من الشباب لديهم حلم الهجرة، ولكن بعد 35 سنة خدمة في الإغتراب اقول لهم بأنه لا يوجد بلد في العالم مثل لبنان. أسسوا حياتكم هنا، ركزوا على وجودكم هنا لأن أرضنا مقدسة وطأتها أقدام السيد المسيح، تقدست من حضوره ومن لاهوته، تقدست من فرحه لأنه كلما كان متعبا كان يتوجه الى أرضنا لكي يرتاح، ومنذ ذلك الوقت أرضنا هي أرض مريحة، وأنا أكيد أن شعبنا ولو كانوا في ذلك الوقت أوثانا إنما كانت لديهم روح خاصة بهم يحبها يسوع، لم يكن ليخاف منهم ومن وثنيتهم بالعكس كان يتلاقى معهم ويتعامل معهم كأشخاص لهم قيمة، لأن قيمة الإنسان لا تأتي فقط من معتقده الديني لكنها تأتي بنوع خاص من عظمة إنسانيته. نحن تعاطينا مع ناس شبه ملحدين او ملحدين عمليين كان لديهم احترام للشجرة والحيوان اكثر مما نحن أحيانا لدينا احترام للانسان. لماذا رخص الإنسان لدينا ؟ لأن نظرتنا تجاه الآخر أصبحت رخيصة”.
 
وتابع ابراهيم: “مار يوسف هو مثال كبير لنا خاصة في هذا الزمن الصعب، زمن المحنة التي نمر بها، لأن روح الصفاء والسلام الداخلي الذي كان يتمتع بهما القديس يوسف جعلوه في أعلى مراتب القداسة والطهارة. وهنا أذكر مقطعا من الإنجيل يتحدث عن يسوع ومريم عندما أضاعا يسوع لمدة ثلاثة ايام. هل تتخيلون هذه المحنة الكبيرة بأن يضيع الأهل ولدهم؟ يوسف ومريم عاشوا أزمة عميقة وقلقا عميقا جدا لأنهم فقدوا طفلا وهذه معاناة ما بعدها معاناة. كان لديهم سؤال مخيف لهم عما اذا كانوا يعتبرون أنفسهم قد فشلوا بإعطاء الإنتباه ليسوع وإلا يدعوه يضيع. كان لديهم هذا الشك بذاتهم بأنهم قد قصروا مع يسوع لأن المسؤولية عظيمة جدا، مسؤولية جسيمة، وهذا جرح عميق وحزين ان يعيش الأهل هذه التجربة التي لم تدم طويلا ويسوع وضعهم على الخط الصحيح عندما وجدوه فقال لهم “علي ان أعمل ما هو لأبي” أي انه أفهمهم بأن هناك مخططا إلهيا له ينفذه. القديس يوسف كان وصيا على يسوع، لم يكن والده، كان حارسه والعاطفة التي تحتضنه، كان معلمه وصديقه. مار يوسف فرح جدا بيسوع المطيع، السريع الفهم والعلم، وقام بحمايته في زمن المذبحة التي قام بها هيرودس ضد الأطفال قي بيت لحم، وقتل جميع الأطفال من عمر سنتين وما دون مما اضطر يوسف ومريم لأخذ يسوع الى مصر. أزمة تلو أزمة عاشها القديس يوسف وكان دائما مطيعا لله ومخططه”.
 
وقال: “تذكرون جميعا ان القديس يوسف عندما علم بأن مريم حبلى لم يكن يعرف انها حبلى من الروح القدس، عاش هذا الكابوس بأن يعيش مع مريم الحامل ولم يعرف الحقيقة بعد، وشكه هذا لم يبدد إلا بعدما ارسل له الله ملاكا بالحلم وأفهمه بأن مريم هي حبلى من الروح القدس، وهكذا مار يوسف أطاع الله وبدد الشك وتحول الى حام وحارس ليسوع المسيح.
في الأزمنة الصعبة لم يستسلم مريم ويوسف للحوار السلبي العقيم حول من يتحمل المسؤولية في ضياع الطفل”.
 
وأضاف: “زمن الأزمة هو زمن الوحدة المتجددة بين الرجل والمرأة، وهذا ما تحتاجه عائلاتنا اليوم، وألا يستسلموا عند أول صعوبة وتتفكك العائلة. مار يوسف فكر بتخلية مريم سرا لأنه كان تحت ضغط المجتمع وليس هذا ما سبب له الخوف، لكن مار يوسف استطاع ان يخرج من الشك أقوى وأصبح في اليقين أقوى، وهذا هو المطلوب منا عندما نكون في زمن صعب”، سائلا “هل هناك أصعب من الزمن الذي نعيش فيه؟ صحيح ان هيرودس قتل اطفالا من عمر السنتين وما دون، لكن نحن ايضا نقتل كل يوم في كرامتنا وحقنا بالعيش الحر، حقنا بالعيش المزدهر المريح في وطن مستقر مع حكومة تهتم بنا. نحن ايضا لدينا هيرودس أو أكثر، مع الأسف يريدون أن يقتلوا الإنسان فينا الإنسان الذي لديه كرامة زرعها فيه الله، والمفترض ان لا أحد يستطيع ان يسلبها منه. يسوع أوصانا ان نحافظ على كرامات بعضنا البعض”.
 
وختم المطران ابراهيم: “إن شاء الله مار يوسف يكون الى جانبنا في هذا الظرف الصعب الذي نمر به، ويعلمنا كيف نستطيع ان نغلب الكلمة السيئة بالصمت، وبالتواضع نستطيع ان نغلب المتكبرين، وبالإستسلام لإرادة الله نستطيع ان نتخلص من الشك ونتبنى اليقين في حياتنا. أسأل القديس يوسف ومريم العذراء ان يباركوا عائلاتكم وأفكاركم، وان يلمسوا قلوبكم ويزرعوا فيها الأمل، لا تدعوا اليأس يأكلكم ولا الإحباط يدمركم”.
 
وبعد العظة كرس المطران ابراهيم 22 شابا وشابة من الرعية أقسموا ووعدوا بالإنتماء الى شبيبة الروم الملكيين الكاثوليك في الأبرشية والرعية بحضور عبيدي، وألبسهم  الوشاح الخاص بالشبيبة وسط تصفيق الحضور.
 
وعقب القداس، إنتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني مع المطران ابراهيم.

                                ==============ر.إ


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى