آخر الأخبارأخبار محلية

“حزب الله” متأهّب انتخابيًا: معركتنا هي معركة حلفائنا!

ليس خافيًا على أحد أنّ “حزب الله” قد يكون من أكثر الأحزاب السياسية الأساسية، ارتياحًا على الصعيد الانتخابي، فهو مطمئنّ إلى واقعه الشعبيّ، ولا يخشى على الإطلاق من خسارة أي من “مقاعده” المحصورة في مناطق “نفوذه”، بل إنّه “يتوق” لاستعادة مقعد جبيل الشيعي الذي خسره في دورة انتخابات 2018، بعد التباين مع “التيار الوطني الحر”.

 
لا يعني ذلك أنّ “حزب الله” لا يعاني، شأن شأن سائر “أحزاب المنظومة”، إن جاز التعبير، من تراجع في الشعبية، وهو ما يفسّر أساسًا “استنفار” عدد لا بأس به من قادته وقياديّيه لطرح عنوان “المقاومة” وربما “الاستفتاء عليها” كشعار للحملة الانتخابية، وذهابهم لحدّ توصيف الانتخابات بأنّها “حرب تموز سياسية” للإيحاء بأنّ الخصوم يحاولون أن “ينتزعوا” عبر صناديق الاقتراع ما لم ينجحوا في “تحصيله” عسكريًا على الأرض.

 
ويدرك “حزب الله” أنّ ثمّة قاعدة واسعة من مؤيّديه على الأقلّ، وليس من المحازبين أو الملتزمين في صفوفه، لم تعد تشعر بالاندفاع نفسه كما في السابق، نتيجة تموضع “حزب الله” إلى جانب “المنظومة” بعد حراك 17 تشرين، بل تصدّيه للدفاع عنها وصولاً إلى حدّ “تخوين” خصومها، وفق الانطباع الشعبيّ العام، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والمالية المتفاقمة التي ضربت البلاد في العامين الأخيرين، والتي تأثّرت بها بيئته الحاضنة بطبيعة الحال، مثل سائر اللبنانيين.
 
ارتياح عام
 
كلّ ذلك يدركه “حزب الله”، لكنّه يدرك أيضًا أنّه لن ينعكس في الانتخابات النيابية المقبلة، للكثير من الاعتبارات، أولها وأهمّها القانون الانتخابيّ، الذي رغم قيامه ظاهريًا على النظام النسبيّ، إلا أنّه يبقى وفق الكثير من الخبراء والمطّلعين “نظامًا أكثريًا مقنّعًا”، لا يتيح “الخرق” بسهولة، نتيجة اشتراك الحاصل الانتخابي، الذي يتفاوت بين دائرة وأخرى، لكنّه يبقى “مرتفعًا” بشكل عام، وهو ما يسهّل المهمّة على الأحزاب الكبرى لمنع أيّ تجاوزات غير محسوبة.

 
وإلى الحاصل، ثمّة اعتبارات عدّة في القانون تميل لصالح “حزب الله” وغيره، من بينها طريقة توزيع الدوائر الانتخابية جغرافيًا وسياسيًا، علمًا أنّ ترشيحات الحزب تقتصر على مناطق محدّدة، “يضمن” الفوز “الكاسح” في معظمها سلفًا، كما يرتاح “الحزب” أيضًا لبقاء القانون بتعقيداته على حاله، بعد سقوط معظم التعديلات التي كان “يتوجّس” منها، من الدائرة 16 الخاصة بالمغتربين، إلى اقتراح التصويت مكان السكن، أو ما يُعرَف بـ”الميغاسنتر”.
 
ولا يخفى على أحد، قبل هذا وذاك، أنّ أحد أهمّ أسباب ارتياح “حزب الله” إلى واقعه الانتخابي يبقى “قوته التنظيمية”، وهو الذي نجح في الحفاظ على “تماسكه” طيلة الأزمة الأخيرة، رغم كلّ الأضرار “الجانبية” التي تعرّض لها، و”نفور” الكثيرين، وهو يراهن على إعادة الكثير من “المبتعدين”، من خلال التركيز على صورة “المقاومة” النمطية، والحديث عن “مؤامرة” تستهدفها، ولا سيما عبر استعادة نغمة “نزع السلاح”.
 
“معركة الحلفاء”
 
لكن، إذا كان “حزب الله” مطمئنًا لهذه الدرجة إلى واقعه الانتخابي، فلماذا يبدو متأهّبًا ومستنفرًا إلى أقصى الحدود، وكأنّ الانتخابات المقبلة مفصلية ومصيرية، حتى إنّ أمينه العام السيد حسن نصر الله قال في لقاء داخليّ للحزب إنّ هذه المعركة هي “من أهمّ وأخطر المعارك”، داعيًا إلى التعاطي “بجدية” مع الاستحقاق، ومشدّدًا على وجوب شحذ الهمم وعدم الاستهتار واعتبار المعركة تحصيلاً حاصلاً؟
 
لعلّ الإجابة على السؤال جاءت على لسان السيد نصر الله نفسه، وفي اللقاء الداخلي نفسه: “إنّ معركتنا في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا، وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا”، عبارة قد تختصر مقاربة “حزب الله” للانتخابات، التي قد يهتمّ فيها بخوض معركة “التيار الوطني الحر” تحديدًا قبل معركته، نظرًا للواقع “غير المريح” الذي يعانيه الأخير، و”سخونة” المعركة في وجهه، وتحديدًا من جانب “القوات اللبنانية”.
 
وفي السياق، كان لافتًا تركيز نصر الله بشكل خاص ومحدّد على مناطق جبيل وكسروان والشوف وعاليه، في “شحذه الهمم”، إن جاز التعبير، ولو أضاف إليها كلّ الدوائر، رغم أنّ لا وجود لمرشحين لـ”حزب الله” في هذه المناطق، لكنّها قد تشكّل “أمّ المعارك” بالنسبة إلى “الحلفاء”، وعلى رأسهم “التيار”، ولعلّ أكثر ما يخشاه هو أن يخسر “التيار” أكثريته المسيحية، ما قد يقلب كلّ الموازنات والمعادلات عشيّة انتخابات رئاسيّة “حامية”.
 
“الهدف ليس فوز مرشحي الحزب، بل بلوغ حواصل لتعزيز وضع حلفائنا”. بهذه العبارات، اختصر السيد نصر الله مقاربة “حزب الله” للانتخابات المقبلة، التي اعتبرها صراحةً من “أخطر” المعارك. الواضح أنّ ثمّة “قلقًا” على وضع الحلفاء، والواضح أكثر أنّ “الحزب” المطمئن إلى واقعه، يخشى خسارة “حصّة” الحلفاء، مع ما قد يستتبعه ذلك من “مواجهات” غير محسوبة في السياسة، وهنا بيت القصيد!

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى