آخر الأخبارأخبار دولية

المدارس في باريس تستعد لاستقبال الأطفال الأوكرانيين

نشرت في: 16/03/2022 – 18:39

منذ الأسبوع الماضي، تضاعف عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى فرنسا ثلاث مرات. وفي هذا السياق أعدت بلدية باريس نظاما خاصا لإدماج الأطفال في النظام التربوي الفرنسي لمساعدة أولئك الذين يرغبون في البقاء.

“قبل أيام جاءت أم مع طفلها. كان صغيرا جدا لدرجة أنه بدا وكأنه رضيع حديث الولادة. لم تستطع [الأم] التوقف عن البكاء. لقد حطمت قلبي”. بهذه الكلمات بدأت أوديت، حارسة مدرسة إيفا كوتشيفير في الدائرة الباريسية الـ18 حديثها لفرانس24 عن اللاجئين الأوكرانيين.

كانت أوديت في إجازة عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي. لم تكتشف ما يحدث إلا حين عودتها حيث قالت “تلقيت مكالمة هاتفية من المدرسة صباح يوم السبت. أخبروني بما يجري وبأننا أصبحنا نوعا ما مراكز استقبال الطوارئ”. 

منذ 10 مارس/آذار، تستقبل مدرسة إيفا كوتشيفير عائلات اللاجئين في قاعات الحضانة والمدرسة الابتدائية، حيث تجد القليل من الراحة. رحلتها للهروب من أهوال الحرب في أوكرانيا كانت طويلة ومروعة. ناهيك عن أنها تركت وراءها رجالا يقاتلون دفاعا عن وطنهم.

للمزيد: فرنسا تستقبل أول عائلة أوكرانية لاجئة فرت من كييف بعد رحلة استمرت ثلاثة أيام

تأتي معظم العائلات من مركز الاستقبال القريب الذي تديره المنظمة غير الحكومية ” فرنسا أرض لجوء”. تم إنشاؤه في 3 آذار/مارس خصيصا للاجئين الأوكرانيين. هناك، من الممكن تناول وجبة، وبدء إجراءات طلب اللجوء، والبحث على سكن مؤقت واستشارة الطبيب، من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 6 مساء. 

الأطفال في المدرسة أعدوا رسومات للترحيب باللاجئين الأوكرانيين. © لارا بولنز، فرانس24

أسهم للدلالة على الفصول الدراسية المخصصة للأطفال الأوكرانيين وأوليائهم

أسهم للدلالة على الفصول الدراسية المخصصة للأطفال الأوكرانيين وأوليائهم © لارا بولنز، فرانس24

لا يوجد سوى فضاء لعب وحيد مشترك للأطفال. في حين يعاني الكثير من الأولياء، لا سيما منهم الأمهات، من الإجراءات الإدارية فيما يتعين عليهم في آن واحد رعاية أطفالهم. وبناء على طلب من المدرسة إلى البلدية، تم تكريس ثلاث قاعات درس لهم وشراء ألعاب لهؤلاء الأطفال. 

“مد يد المساعدة” لعائلات اللاجئين 

يفتح المعلم الأبواب الزجاجية للمدرسة ويعبر ممرا صغيرا على اليسار حيث مكتب الاستقبال. كل من يدخل يجب أن يعرف بنفسه إلى أوديت ويملأ استمارة قبل أن يتمكن من العبور إلى قاعات الفصول الدراسية. 

على يمين الممر جدار إسمنتي مزين برسومات أطفال وأسهم بألوان العلم الأوكراني باللونين الأزرق والأصفر. يشير إلى الطريق نحو الطابق الأول. توضح أوديت قائلة: “معظم العائلات والأطفال لا يتحدثون الفرنسية، لذلك وضعنا مؤشرات لإرشادهم إلى قاعات الفصول المخصصة لهم”. 

لا تُترك العائلات أبدا لوحدها، انطلاقا من مركز الاستقبال يرافقها منشطون من إدارة الشؤون المدرسية في مدينة باريس، والتي تتمثل مهمتها في استقبال التلامذة الجدد. 

توضح كريستين سيرا، مديرة المدرسة قائلة “في الوقت الحالي، نقتصر فقط على مد يد المساعدة وفتح فصولنا الدراسية للأطفال حتى يتمكن الأولياء من فعل ما يحتاجون إليه”. 

وتضيف “المدرسون ليسوا على تواصل فعلي مع الأطفال، لم يتم دمجهم بعد في صفوف اللغة الفرنسية”. 

في الطابق الثاني، تم تحويل قاعة دراسة إلى حضانة يشغلها ثلاثة منشطين. يساعدون والدتين أوكرانيتين: إحداهن تستخدم هاتفها للترفيه عن أطفالها والأخرى نامت على مرتبة أرضية. قالت مارلين مالارد، وهي مربية أطفال سابقة تطوعت لتصبح منشطة “نحن نعتني بابنها أثناء استراحتها. لقد وصلوا الساعة العاشرة هذا الصباح، الله وحده يعلم كم نامت من الوقت”. 

هيكل استقبال بصدد التشكل  

يلعب الصبي كرة القدم مع إيفان (10 سنوات) الذي تعلم بالفعل بضع كلمات فرنسية في غضون ساعات قليلة. أخت إيفان الصغيرة، التي تداعبها المترجمة والتي قالت مبتسمة “نحن لا نفصل بين الإخوة والأخوات أبدا”، وفضلت خلال الحوار عدم الكشف عن هويتها خوفا مما قد يحدث إذا عادت إلى موطنها الأصلي روسيا.

استقبلت كريستين سيرا باتريك بلوش، نائب العمدة للتعليم والطفولة، الذي يعمل مع إدارة الجامعة لإدماج الأطفال اللاجئين الأوكرانيين في المدارس، وتقول موضحة “قال إن مجلس البلدية سيحاول على الأرجح وضع الأطفال الأوكرانيين في مدارس مجهزة بوحدات أو.بي.دو.آ  [وحدة تعليمية للطلاب الوافدين، وهو جهاز يسمح بتعليم الأطفال الأجانب غير الناطقين بالفرنسية]”. ولكن من بين 645 حضانة ومدرسة ابتدائية في باريس، 60 فقط مجهزة بوحدات تسمح بتعليم الأطفال الأجانب غير الناطقين بالفرنسية و81 كلية لديها القدرة على استيعاب غير الناطقين بالفرنسية. 

“سنرى كيف ستتطور الأمور” قالت المديرة مضيفة “بالطبع، إذا استطعنا المساعدة بأي شكل من الأشكال في دمج الأطفال في مدرستنا، فسنقوم بذلك. ولكن في الوقت الحالي، هذا أفضل ما يمكننا القيام به ولا يتطلب الأمر الكثير من الجهد”. 

منذ الأسبوع الماضي، تضاعف عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى فرنسا ثلاث مرات. يوم الثلاثاء، 15 آذار/ مارس، صاروا 15 ألفا في الإقليم، وفقا للحكومة. فيما أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين أن فرنسا قادرة على استيعاب ما يصل إلى 100 ألف شخص أو أكثر. فيما قالت مارلين شيابا، وزيرة الدولة المنتدبة لشؤون المواطنة، لصحيفة جورنال دو ديمانش إن 650 طفلا أوكرانيا مسجلون بالفعل في المدارس الفرنسية. 

قاربت “خطة استقبال المدارس”، المخصصة للاجئين الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاما، على الانتهاء. في الوقت الحالي، يتم استقبال التلاميذ الأوكرانيين في المدارس المجهزة بوحدات تسمح بتعليم الأطفال الأجانب غير الناطقين بالفرنسية، حتى يتمكنوا من التغلب على حاجز اللغة. ستقوم وزارتا الداخلية والتعليم بتوجيه أولياء الأمور إلى ورشات خاصة بعملية أو.أو.بي.أر.أو (فتح المدارس للآباء من أجل نجاح الطلاب). تهدف هذه الورشات لتسهيل اندماجهم من خلال دروس اللغة الفرنسية ومساعدتهم على فهم النظام المدرسي بشكل أفضل حتى يتمكنوا من دعم أطفالهم.

 

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى