آخر الأخبارأخبار محلية

“المستقبل” في صلب المعركة

لا يزال “تيار المستقبل” في صلب الحياة السياسية اللبنانية لا بل يستمر في لعب دور انتخابي بارز في مختلف الدوائر الانتخابية السنيّة، فالبرغم من تعليقه للعمل السياسي وعدم مشاركته المباشرة في الانتخابات لكن فاعليته السياسية لا تزال على حالها.


منذ اللحظة الاولى لاعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي، ظهر وبشكل جلي ان الانكفاء المستقبلي هو تكتيك سياسي وليس خطوة نهائية نحو الانسحاب الكامل من الحياة السياسية، ولعل فتح اشتباك سريع ومباشر مع”القوات اللبنانية” كان خير دليل على ذلك.

لا يزال “تيار المستقبل” اليوم يلعب دورا واضحا في الانتخابات النيابية اذ يعمل وبشكل شبه علني على تحقيق امرين، الاول انهاء حظوظ “القوات اللبنانية” في الحصول على اصوات سنيّة في الدوائر المشتركة، وهذا امر استطاع “المستقبل” النجاح به بشكل استثنائي اذ خلق موجة متعاطفة معه لدى معظم الشرائح الشعبية السنيّة.

اما الامر الثاني فهو منع تفلت الساحة السنيّة، بمعنى اخر منع حصول استقطاب كبير لجمهور المستقبل لصالح زعامات محلية او شخصيات مستقلة او حتى لنواب ومسؤولين مستقبليين يرغبون في بناء حيثيات شعبية مستقلة عن كونهم قياديين في “التيار الازرق”.

استطاع “المستقبل” تحقيق سيطرة نسبية على نوابه ، ولعل اعلان النائب عاصم عراجي امس عزوفه عن الترشح بالرغم من حيثيته الشعبية المهمة في زحلة خير دليل على ان الرأي العام المستقبلي لم يعد قادرا على تحمل وتفهم التمايز الحاصل من قبل بعض القياديين والنواب، عن الرئيس سعد الحريري وقراره في لحظة الضعف المفترضة هذه.

تقول معلومات متقاطعة ان عدداً من نواب “كتلة المستقبل”، ممن اوحوا انهم جاهزين للترشح للانتخابات تعرضوا لحملات شعبية سلبية دفعتهم وبشكل سريع الى التراجع وعدم المخاطرة بخوض معركة نيابية قد يكون لها ارتدادات  سلبية عليهم.

يلعب “تيار المستقبل”على الساحة السياسية هاتين اللعبتين، اولا ضد “القوات” وقد نجح في الجزء الاكبر منها وفشل في بعض الخطوات الناقصة كسحب ترشيح النائب عاصم عراجي لانه سيضمن ل”القوات” انخفاض الحاصل الانتخابي بسبب عدم تصويت غالبية السنة في زحلة، وبالتالي تأمين وصولها الى العتبة الانتخابية وهو ما لم يكن مضمونا، وثانيا ضد بعض نواب المستقبل وقيادييه الذين يسعون الى وراثة الحريري والذين يكمل المستقبل معركته ضدهم من خلال التصويب الاعلامي ورفع الغطاء السياسي عنهم علنا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى