آخر الأخبارأخبار محلية

خطوط معركة “القوات” الانتخابيّة.. هل من مواجهة فعلية مع “حزب الله”؟

يبدو واضحاً ووثيقاً أنّ حزب “القوات اللبنانية” يخوضُ معركة الانتخابات بثباتٍ كامل، إذ يعوّل عليها لتثبيت نفسه نيابياً بشكل اقوى عبر كتلة وازنة تمثّل الإطار المسيحي الأساسي في لبنان.  

 
من دون أدنى شكّ، تعتبرُ “القوات” من أكثر الأحزاب جديّة في تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، و المعركة الجديّة التي تخوضها تفتحُ أمامها أبواباً من التحديات. وهنا، فإنّ الأمر “الضاغط” يحتاجُ إلى برنامج انتخابيّ واضح المعالم يُسهم في استمالة القوى الشعبية بشكل كبير، وهذا ما تسعى “القوات” إليه في الوقت الحاضر. 
 
في المقابل، لا يمكن ابدا نكران المعركة التي تواجهها “القوات” وسط معركتها الخاصّة، ليكون الواقع أمام معركتين عنوانهما “التناطح بين فريقين”. وبشكل فعلي، فإنّ الرّهان لدى الأحزاب السياسية الأخرى يبدو كبيراً باتجاه “تحجيم القوات اللبنانية”، وهو الأمر الذي يتمّ السعي إليه ويبرز في أكثر من دائرةٍ انتخابيّة. 

 
من وجهة نظرِ “القوات” اللبنانية، فإنّ مشروعها واضحٌ بانتشال لبنان من الواقع الذي يعيشه، كما أنّ أنها تسعى لإزاحة الكثير من العناصر المؤثرة سلباً على السياق الاقتصادي والسياسي. فعلياً، فإنّ “القوات” واضحة في معركتها، لكن الأمر يتطلب ترجمة في الميدان الشعبيّ بشكل أكبر، خصوصاً أن العديد من الاستطلاعات تشيرُ إلى أن نواب الحزب الأساسيين قد لا يحظون بنسبة التأييد الماضية.  
 
بالنسبة للقوّات اللبنانية، فإنّ حيادها عن المنظومة السياسيّة خصوصاً ضمن الحكومات إثر ثورة 17 تشرين الأول 2019، أكسَبها الثقة في شارعها الداخلي، في حين أنّ خطابها كان هادفاً لشدّ العصب سياسياً بالدرجة الأولى. إلا أنه في الجهة المقابلة، تعتبرُ أوساطٌ أخرى أنّه رغم كل هذه الأمور، فإنّ “القوات” قد لا تحقق ما تطمح إليه بشكل كامل، أي زيادة الكتلة النيابية التي تمثل “التوجهات السياديّة”.  

 منذ تشرين الأول ، اكتفت “القوات” بالترقّب، وقد تبيّن في أوساط شعبية كثيرة في الداخل المسيحي أن هناك مطالبة بخطة نهوض اقتصادية واضحة من قبل الأحزاب الفاعلة لديهم. بالإضافة إلى ذلك، تكمن مطالباتٌ جمّة في تحديد “النقلات النوعية” التي ستحدثها القوات في ما بعد ضمن الوزارات والعمل النيابي والتشريعي، وكل ذلك يحتاجُ إلى برنامج واضحٍ بعيداً عن الخطاب السياسي.  
 
غير أن الأمر الأهم والذي يحتاج إلى توضيحٍ أيضاً هو آلية تعاطي “القوات” مع “حزب الله” خلال المرحلة المقبلة. وحتماً، فإنّ شعار حزب “القوات” يكمن في محاربة كل ما يرتبط بـ”حزب الله”و إيران. وعملياً، فإنه بالنسبة لخصوم “قيادة معراب”، فإنّ الطريق نحو هذا الأمر قد يحقق الإلغاء، لكن “القوات” لم تعلن عن هذا صراحة، ولكن خطابها يتحدث عن “تحجيمٍ”، أقلّه بالمعنى السياسيّ، وهو الشق الذي يرتبطُ بالنظرية القائمة على بناء الدولة السياديّة التي تريدها “القوات” مع مختلف الحلفاء.   
 
يرى بعض الاطراف أيضاً أن “القوات” تنفّذ مشروعاً خارجياً يستهدف “حزب الله”، وهنا يمكن السؤال الأساس: هل تريدُ “القوات” خوض حربٍ ميدانية مع “حزب الله” أم أنها ستبقى تُساير الأخير في الكثير من الملفات من دون مواجهة مباشرة؟ هل ستوافق القوات في حال فوزها بكتلة نيابية وازنة على المشاركة مع الحزب في الحكومات؟ 
 
على صعيد آخر، فإنّ الصراع القائم بين “القوات اللبنانية” والأحزاب الأخرى يتركُ تأثيراً بالغ السلبية على الشارع المسيحي. ففي ما خصّ تيار “المردة”، لم تهدأ الجبهة بينه وبين “القوات”، وقد تأجج هذا الأمر بهجومٍ شنه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع على التيّار خلال إعلانه ترشيح غياث يزبك عن المقعد الماروني في البترون.  
 
كذلك، فإنّ الحرب المفتوحة بين “القوات” و “التيار” تفتحُ الباب أمام عدم وجود “هدنة” داخلية مطلوبة أقله في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي سيقسم الجبهة التي تعتبرُ مخوّلة باختيار رئيس للجمهورية بعد انقضاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في تشرين الأول 2022.  
 
وعلى الصعيد الانتخابي، قد يبدو من الصعب أيضاً تأثير القوات اللبنانية بشكل كبير على “المتململين” في قاعدة “الوطني الحر” الشعبيّة، لأن من كان يؤيد عون لن يرتمي في حضن “القوات” مهما كلف الثمن، والعكس ايضا صحيح، والتوجه هذا يعتبرُ سائداً بشكل كبير حالياً وسيتعزز مع خطابٍ “ناري” سيقود باسيل إدارته بنفسه خلال الشهرين المقبلين قبيل الانتخابات. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى