آخر الأخبارأخبار محلية

خطوة “حزب الله”… هل نصرالله يُفضّل باسيل على فرنجيّة للرئاسة؟

جميع الاطراف السياسيّة دخلت فعليّاً في مرحلة خوض الانتخابات النيابيّة. عدد مقدمي أوراق الترشّح ارتفع. بدأت الاحزاب تُعلن رسميّاً عن مرشحيها، واللوائح والتحالفات أصبحت على نارٍ حاميّة. ولكّن في المقابل، يبدو أنّ لا أحد يتحدّث عن إستحقاق الانتخابات الرئاسيّة في العلن. فمهمّة الرئيس المقبل ستكون صعبة جدّاً، في ظلّ الاوضاع المعيشيّة والاقتصاديّة التي يمرّ بها لبنان. فأيّ رئيسٍ سيتجرّع هذا الكأس المرّ والحمل الثقيل، بعد تجربة الرئيس ميشال عون الذي غلبته ضائقة البلاد؟ موعد الانتخابات النيابيّة يقترب، وبعد تبلّور نتائجها وأحجام الكتل، سيحين الحديث تماماً عن الرئاسة، فالمعركة النيابيّة عنوانها الاساسيّ رئاسيّ، وخصوصاً وإنّ كانت بلون واحد، أيّ 8 آذار، بعد إنسحاب الرئيس سعد الحريري، وتفكك تحالف 14 آذار.

 
في السياق، فإنّ مصطلح “الرئيس القوي” برز مع ترشّح عون لرئاسة الجمهوريّة، وكان وقتها رئيساً لكتلة مسيحيّة وازنة، لم يعتد أي رئيسٍ لبنانيّ سابقاً أنّ يترأسها، بالتوازي مع ترشحه. كذلك، فإنّ هذه التسميّة أُطلقت أيضاً للدلالة على التمثيل الشعبيّ الذي يحظى به الرئيس، وبشكل خاص في الشارع المسيحيّ. وكان “التيّار الوطني الحرّ” يعتبر نفسه الممثل الاكبر للمسيحيين، وهو لا يزال يُمثل نسبة كبيرة منهم، ولو أنّ المراقبين يجمعون على أنّها انخفضت. من جهّة ثانيّة، يوضح مراقبون أنّ ما يُروّج له النائب جبران باسيل من أنّ نسبة التمثيل في الشارع، أو اعتماد معيار عدد النواب ، ليس دقيقاً، ويقولون إنّ هدفه من هذا الامر، التخفيف من هيبة أي شخص آخر، يعتبر نفسه مرشّحاً مقابله.

 
وقد برز موضوع الدعم الذي يُقدّمه “حزب الله” لباسيل في الانتخابات النيابيّة على حساب حلفاء آخرين. فـ”الثنائي الشيعي” دخل رسميّاً بلوائح مشتركة مع “الوطني الحرّ”. وهو ما يرى فيه الكثيرون بأنّ “الحزب” يُفضّل باسيل على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة، وذلك من خلال المحافظة على حجم تكتّل “لبنان القوي” في مجلس النواب، وفي التمثيل المسيحيّ، ما يعني أنّ “حزب الله” يُؤكّد مقولة “الرئيس القوي” في التمثيل النيابيّ والشعبيّ، ويعمل على مساعدة باسيل في تحقيق أولى الخطوات التي تُعطيه الشرعيّة لـ”سيّد بعبدا”.
 
في الاطار عينه، يقارن مراقبون بين توزّع محازبي “الوطني الحرّ” و”المردة”. فمن دون شكّ، فإنّ حضور فرنجيّة القوي شعبيّاً هو في دائرة الشمال الثالثة، وخصوصاً في قضاء زغرتا. أمّا “التيّار”، فتمثيله منتشر في الاراضي اللبنانيّة كافة ، وفي الكثير من الدوائر الانتخابيّة. ويعزو المراقبون هذا السبب لتحالف “حزب الله” مع باسيل في الدوائر التي فيها وجود شيعيّ ومسيحيّ، إنطلاقاً من مصالح إنتخابيّة، بالاضافة إلى مساعدة فريق الثامن من آذار على تحقيق نتائج إيجابيّة في الانتخابات والفوز بالاكثريّة، التي على أساسها سيتحدّد المشهد السياسيّ للسنوات الاربع المقبلة.

 
توازياً، فإنّ زيارة وفد “الوطنيّ الحرّ” لسوريا حملت دلالات تسويقيّة لدعم باسيل في الانتخابات النيابيّة، كما الرئاسيّة، من منطلق إعادة إحياء أفضل العلاقات بين بيروت ودمشق. وفي السياق ذاته لا يخفى على أحد العلاقة الجيّدة التي يتميّز بها فرنجيّة مع الرئيس السوري بشار الاسد. كذلك، أعلن السيّد حسن نصرالله في مناسبات عديدة عن متانة العلاقة مع فرنجيّة، الذي لا يزال حليف “حزب الله” المسيحيّ سابقاً، وحاضراً. وتجدر الاشارة أيضاً، إلى أنّ التطورات السياسيّة وإيصال “الحزب” عون لقصر بعبدا، لم تُغيّر من علاقة فرنجيّة بالسيّد نصرالله، لا بل انه على قناعاته بأهميّة التحالف مع “حزب الله” الذي يتخطى المصالح الشخصيّة والسياسيّة.
 
لذا، يبقى فرنجيّة المرشّح المحبب لـ”الحزب” ليس فقط بسبب قربه منه، وإنما بحسب مراقبين، لانّه صديقّ مع أغلبيّة الاطراف المكوّنة للحياة السياسيّة، من “الثنائي الشيعي” وتيار “المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي” والحزب “السوري القومي الاجتماعي”… وغيرها من الشخصيّات المستقلّة. ويُذكّر المراقبون بأنّ فرنجيّة تواصل مع جعجع و”الكتائب”، واستطاع طيّ صفحات الحرب المأسوية، رغم وجود خلاف وتفاوت مستمر في السياسة، وهذا يبقى عُنصرا مهمّا. فالرئيس عون مثلا خصومه في السياسة كُثر، ولم يستطع تحقيق الكثير خلال ولايته بسبب المشاكل السياسيّة، فتميّز حكمه بالتعطيل، والمماطلة في تشكيل الحكومات، وصولا إلى انفجار الوضع الاقتصادي. كذلك، فإنّ باسيل لن يحظى بدعم رئيس مجلس النواب نبيه برّي والنائب السابق وليد جنبلاط والقوى السنّية التي ستخوض الانتخابات النيابيّة، وتنضوي تحت راية “المستقبل”.
 
ويلفت مراقبون إلى أنّ مهمّة باسيل صعبة بالوصول لبعبدا، إنّ استمرت العقوبات الاميركيّة ثابتة عليه. وهنا، برز الحديث مؤخّراً من أنّه يسعى للمقايضة في موضوع الحدود البحريّة، في مقابل رفع العقوبات عنه. فهذه المسألة خطيرة إنّ أصبح رئيساً للجمهوريّة، اذ كيف سيتواصل مع الجانب الاميركي؟ وكيف سيسافر إلى الولايات المتّحدة الاميركيّة على سبيل المثال لحضور جلسة الامم المتّحدة؟
 
ويُشير مراقبون إلى أنّ بعد فرض العقوبات الاميركيّة عليه، لم يفكّ باسيل من تحالفه مع “حزب الله”، وقد أعلن أنّه بصدد تطوير وتعديل إتّفاق “مار مخايل”. كذلك، كما فرنجيّة، وقف باسيل الحليف المسيحيّ الاخر إلى جانب “حزب الله” في “حرب تموز” 2006. ورغم أنّ علاقته مرّت بخلافات محدودة مع وزراء “الحزب”، وصلت منذ فترة إلى تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء، أتت التحالفات الانتخابيّة لتزيد من التقارب بينه وبين “حزب الله”. فهل هذا يعني أنّ باسيل يدخل بقوّة ليكون مرشّح السيّد نصرالله، أم أنّ قول الاخير إنّ فرنجيّة الذي وقف مع “الحزب” الذي كان “ملتزما” بانتخاب عون يبقى بحسب الكثيرين إعلان غير مباشر بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهوريّة؟

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى