آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط وجعجع يترقبان… فهل يستجيب جمهور “المستقبل” للسنيورة؟

 

لا تزال الردود على دعوة الرئيس فؤاد السنيورة السنّة الى المشاركة في الانتخابات النيابيّة “ترشيحاً واقتراعاً” محدودة، بانتظار إعلانه عن خطوته المقبلة. ولعلّ رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع أبرز الذين استبشروا خيراً من رغبة السنيورة المشاركة في المعركة الانتخابيّة مع كلّ معارض لسياسة إيران في لبنان، بحسب ما قال. إلا أنّ اللافت، أنّه لم يصدر أي تعليق من نواب “المستقبل” الحاليين، ولا يزال الجوّ العامّ في الشارع السنّي المؤيّد للرئيس سعد الحريري، يلتزم بقرار عدم المشاركة في الانتخابات.

 

ويترقب جنبلاط نتائج المشاورات التي على أساسها سيختار السنيورة مرشحيه ولوائحه وتحالفاته. فـ”زعيم المختارة” الخاسر الاكبر من انسحاب الحريري، لا يزال يبحث عن حليفه السنّي الذي سيساعده في تأمين الحاصل لبعض مرشحيه الدروز. فهو بحاجة ماسّة للاصوات السنّية في دائرة بيروت الثانية والبقاع الغربي والشوف. ولم يُعرف بعد إذا سيترشّح السنيورة في صيدا أو في بيروت. ولعلّ بحسب مراقبين، فإنّ جنبلاط يفضّل الخيار الثاني، لشدّ العصب السنّي  في بيروت، وفوز مرشحه النائب الحالي فيصل الصايغ. الامر الذي سيُشكّل مفاجأة لـ”الثنائي الشيعي” الذي يبحث عن الفوز السهل بعد عزوف الحريري.

 

غير أنّ علامة إستفهام تُطرح، من سيكون مرشّح السنيورة لمقعد “المستقبل” التقليديّ في صيدا، الذي يعود للنائبة بهية الحريري؟ علماً أنّ معركة دائرة الجنوب الاولى لا تقلّ أهميّة عن بيروت الثانيّة، لوجود مقعدين بارزين لعائلة الحريري فيهما. في السياق عينه، يُشير مراقبون إلى أنّ دائرة بيروت الثانيّة فيها 5 نواب للحريري، مقابل نائب واحد في صيدا. لذا، يجب التركيز والعمل أكثر على تحفيز الناخب السنّي في بيروت للمحافظة على هذه المقاعد، بالاضافة إلى المقعد الدرزي لصالح جنبلاط. ويُضيف المراقبون أنّ البدء بالعمل عبر المحافظة على النواب الخمسة البيارتة، سيكون المنطلق للبحث في الدوائر الاخرى، وأهمّها في الشمال الاولى والثانيّة، وبعدها في صيدا والبقاع الغربي وزحلة والشوف وبعلبك – الهرمل.

 

توازياً، إنّ المعركة الانتخابيّة صعبة هذه المرّة في دائرة البقاع الثالثة، وفي عقر دار جنبلاط في الشوف. ومن دون تحالفه مع مرشحين سنّة لديهم تمثيلهم القوّي جماهيريّاً، لن يكون مطمئنّاً من نتائج الانتخابات. وسيخسر حتماً بعض المقاعد التي لم تُخرق منذ سنوات عديدة. ويعتبر مراقبون أنّ تحالف رئيس “التقدمي” مع “القوات” ليس كافيّاً. فقد اعتاد أنّ يجمع في لائحته الكثير من القوى المسيحيّة، كذلك، “المستقبل”، لفوز لوائحه.

 

في الاطار عينه، فإنّ ما يجمع “القوات” بـ”المستقبل” يعود منذ العام 2005، وخصوصاً في الدوائر التي أغلبيتها من المسيحيين، ولكّن الصوت السنّي مؤثّر فيها كثيراً بوجه “الثنائي الشيعي” وحليفهما “التيار الوطني الحرّ”. وقد أتت كلمة السنيورة الاسبوع الماضي، لتزيد من حظوظ “القوات” بإيجاد حليفهم السنّي المنتظر. وتجدر الاشارة إلى أنّ الحليف المسلم الاساسيّ لمعراب في الانتخابات، ساعد “القوات” على الفوز مراراً، وبشكل خاص بحسم المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل عام 2018 لصالح “القوات”، وأيضاً في دائرة الشمال الاولى.

 

كذلك، يتطلّع جعجع بعد خلاف “المستقبل” مع “التيّار” أنّ يكون الحليف المسيحي للسنيورة، في الدوائر التي تحالف فيها الحريري مع باسيل في الانتخابات الماضيّة. في زحلة على سبيل المثال، ساهمت الاصوات السنّية (9722) التي نالها النائب عاصم عراجي بفوز لائحة تحالف المستقبل – التيّار عام 2018 بحاصل من أصل ثلاثة. كذلك، في البترون، حيث المعركة الاساسيّة هي إسقاط النائب جبران باسيل، واكتساح المقعدين المارونين، بالنسبة لـ”القوات”. وهذا يمكن أنّ يتحقّق فعليّاً بمساعدة جمهور تيار “المستقبل”.

 

ويلفت مراقبون إلى أنّ حلف “القوات” مع السنيورة من شأنه أنّ يزيد من فرص توسيع عدد نواب “الجمهوريّة القوية” على حساب “الوطني الحرّ”، وخصوصاً إذا شارك عدد مقبول من الناخبين السنّة في الانتخابات، ورفعوا إلى حدٍّ ما من نسبة التصويت، الامر الذي سيعود بالايجابيّة للمرشحين المتحالفين مع السنيورة، ويُخفض من حظوظ اللوائح المقابلة، والمجتمع المدني من الفوز بالحواصل.

 

في المقابل، يرى مراقبون أنّ جمهور “المستقبل” لا يمكنه البقاء على الحياد، ومقاطعة الانتخابات. وهو أمام خيارين. الاوّل إنتظار ما سيخرج به السنيورة من الكواليس والمشاورات التي يجريها مع النواب الحاليين، غير المنتسبين لـ”التيّار الازرق”، والذين يشاركونه خياره بالذهاب إلى الانتخابات، وعدم ترك الفرصة سانحة أمام “حزب الله” بالفوز بالاكثريّة النيابيّة، والسيطرة على الشارع السنّي، تمثيلا في مجلس النواب. والثاني، الالتزام التامّ بقرار الحريري. ويُشير المراقبون إلى أنّ الخيار الثاني يبقى متقدّماً بأنّ يسير به معظم مناصرو “المستقبل”. وقد كان خير دليلٍ ما أكّده هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد المؤتمر الصحافي للسنيورة. بالاضافة إلى الجوّ العامّ المسيطر في الشارع السنّي، وهو الوقوف إلى جانب الحريري، وإيصال رسالته التي بنى عليها قراره.

 

ويؤكّد مراقبون أنّ السنيورة سيستقطب أصواتاً سنّية مع المرشحين الذي سيخوض معهم الانتخابات. ولكن يبقى السؤال، هل تكفي أصواتهم لفوز مرشّحي ما تبقى من 14 آذار، وتشكيل كتلة سنّية عددها قريب من تلك التي تتألف منها “المستقبل” في مجلس النواب حاليّاً؟ 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى