آخر الأخبارأخبار محلية

قراءة في تصعيد حزب الله: تسوية شاملة او لا ترسيم؟

بعيدا عن الجدال التقني الذي يحكم المفاوضات لحاصلة بين لبنان الرسمي وبين العدو الاسرائيلي، وبعيدا عن المناكفات والمزايدات السياسية بين بعض المعنيين بالملف في الداخل اللبناني، غير ان حراكا من نوع اخر ظهر في الايام الاخيرة له الكثير من الدلائل.

 

بالرغم من محاولته الايحاء دائما انه لن يتدخل في عملية الترسيم لا من قريب ولا من بعيد وانه سيلتزم بقرار الدولة اللبنانية بشكل كامل، غير ان حزب الله يعتبر القوة الاساسية التي يمكنها التأثير العملي في اتمام صفقة ترسيم الحدود والطرف الوحيد الذي يمكنه عرقلتها في الجانب اللبناني.

 

في الواقع، حتى لو اراد الحزب عدم التدخل في قضية الترسيم لكن حضوره العسكري الكبير قادر على التأثير على عملية الاستثمار في الجانبين اللبناني والاسرائيلي،وعليه فإن اي تسوية تعقد من دون الحصول على موافقة ضمنية من الحزب قد تكون ناقصة عمليا.

 

حدثان مهمان حصلا في الايام الماضية ظهر فيهما الحزب كلاعب اول في ملف الترسيم، لا بل ظهر ايضا كأحد الراغبين بالتدخل بمساره من دون معرفة ما اذا كان الامر منسقا مع من يدير المفاوضات السياسية من الجانب اللبناني.

 

قبل ايام استطاع الحزب ارسال طائرة “حسان” الى أجواء فلسطين المحتلة، والتي لم يعرف بعد مدى تطورها، لكن تفوقها على انظمة الدفاع الجوي والرصد والرادارات اوحى بأن الحزب لديه امكانات تقنية عالية وتحديدا في مجال طائرات الاستطلاع التي يمكنها استهداف منشآت نفطية بسهولة وتعطيلها.

 

الحدث الثاني هو التصريح التصعيدي الذي قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد امس، والذي هدد فيه اسرائيل ووضع شروطا مرتبطة بضرورة تنقيب لبنان عن نفطه والا فإنه لن يكون مسموحا ان تنقب اسرائيل. هكذا تصريحات في حال تكرست على مستوى قيادي اعلى من رعد فإنها ستكون عقبة اساسية امام اي استثمارات نفطية في اسرائيل. 

 

امام هذا الواقع المستجد، بات من غير المعلوم ما هي تداعيات حراك الحزب الذي يُقرأ سياسيا في الداخل وعلى الارجح في الخارج بإعتباره رسالة مرتبطة بعملية ترسيم الحدود؟ وهل نحن امام شد حبال جدي للوصول الى تسوية شاملة للواقع اللبناني قبل الترسيم؟ 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى