آخر الأخبارأخبار محلية

مساعي لتعطيل الانتخابات النيابية… وماذا عن دور الاحزاب؟!

كتبت المحامية ميرفت ملحم:

 

خجل في الترشح الى الانتخابات النيابية او تعويل على الربع الساعة الاخير الذي تطير فيه الانتخابات،على الرغم من المواقف العلنية للقوى السياسية المؤكدة لاجرائها، الا ان ما سجل من طلبات ترشيح حتى تاريخه خير دليل على ذلك .

قد يرى البعض انه ما زال هناك متسع من الوقت للتقدم بطلبات الترشح وما زالت القوى تدرس خياراتها حيال ذلك، الا ان الممارسات الحاصلة تشير الى ان كل فريق “يُصّلي” في قلبه ان تنطلق شرارة التعطيل بعيدا عنه ليلتحق في ما بعد بركبها ويساندها تحت شعار “حالة الضرورة “.

لا شك ان ما جرى ويجري من خضات مختلفة طالت الامن والقضاء والمصرف المركزي يشكل في اسلوبه تهديدا واضحا بكسر آخر الاعمدة التي تستند اليها الدولة وصولا الى تعطيل الاستحقاق الانتخابي الذي لم يقتصر على هذا الحد فقط، فيبدو ان هناك مساعي من قبل بعض الاطراف بدأ العمل على الترويج لها بهدف اقناع الخارج بأهمية تاجيل الاستحقاق الانتخابي تحت ذرائع عدة من ضمنها ان نتائج الاحصاءات  التي تشير الى ان الانتخابات لن تحمل التغيير المرجو على مستوى التمثيل ، وان الموازنة وخطة التعافي ما زالتا قيد المناقشة والدرس ولم يتم اقرارهما بشكل نهائي بعد ويقتضي استمرار التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتابعتها من قبل الحكومة والمجلس النيابي الحاليين، عدا التلويح بخطر الفراغ الرئاسي وانهيار كل ما جرى العمل عليه لتهدئة الوضع .

وما بدا مؤخرا ان من يقف في مواجهة كل ذلك هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال رفضه سياسة لي الاذرع والاصرار على التعاطي تحت سقف الدستور تاركا المحاولات والمواقف المتعنتة تصل الى منتهاها ليبدأ بالمعالجة وفق الاسس الدستورية والوطنية التي تحفظ هيبة الدولة والمؤسسات وتحافظ على ما تبقى من ركائز. وهو في ذلك يبدو ماضيا في مهمته دون كلل لقناعته انما كلما ازدادت الاصوات الهجومية عليه والمعارضة له كلما زادت قناعته انه يسير في المسار الصحيح..

ربما الاخطر في هذا المشهد انه يؤكد وبشكل صارخ بانه بالرغم من الفشل الذي وصلت اليها الدولة فانه لا توجد نوايا حقيقية ولا رؤية موحدة لدى الاطراف السياسيين على مشروع موحد لإعادة بناء الدولة، والامثلة على ذلك، حزب الله الذي انتقل اليوم في قوته العسكرية الى مرحلة نوعية في مواجهة العدو الاسرائيلي راسما لنفسه موقعا داخليا اكبر وموقعا اقليميا جديدا الى جانب ايران وليس تابعا لها، في الوقت الذي تسير ايران دبلوماسيا باتجاه الاتفاق مع واشنطن وايضا مع المملكة العربية السعودية. ايضا التيار الوطني الحر الذي ما زال مترنحا بين البقاء تحت سقف اتفاق مار مخايل وبين استعادة شارعه بعد الهزائم التي مني بها نتيجة سياسته، وهو في ذلك لا يجد سوى الدفع نحو قلب الطاولة بما لديه من ادوات استغلال ونفوذ قضائية او غيرها لخلق نوع من الفوضى غير البناءة التي تؤسس لنظام جديد فدرالي مبطن قد يكون المخرج الذي يبني عليه آماله.

اما القوات اللبنانية فهي ما زالت على خطابها التقليدي غير القابل للتطبيق في بناء الدولة مضيفة اليه بعض “الملح السني” في جزء منه مكون من الملح “الخارج” من سرب تيار المستقبل الذي قد يكون مفيدا لها في المواجهة وليس البناء ، وبالحديث عن تيار المستقبل فتعليق رئيسه سعد الحريري العمل السياسي يعتبر عزوفا عن الاصلاح منتظرا بذلك ومن معه ممن ناصروه على الضفة الاخرى، خروج لبنان من غرفة العمليات ليدخلوه بسلام مجددا آمنين ، اما الحزب التقدمي الاشتراكي فلن يقف عائقا امام اي مشروع يطرح ويحفظ حقوق الدروز وحصتهم ودورهم في صنع القرار.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى