آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: استنفار في السماء وتردٍّ على الأرض.. المشهد يزدحم من البرلمان إلى قصر العدل

وطنية – كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: يطلّ الاسبوع المقبل وفي جعبته محطات مهمة تزدحم فيها المشاهد المتراكمة، تبدأ بالجلسة التشريعية طوال يومي الاثنين والثلاثاء، وصولاً الى موعد استجواب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان واستمرار القاضية غادة عون بإصرارها على استدعاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وما بين الاستحقاقين التشريعي في البرلمان والقضائي في قصر العدل، لا تزال الاجواء السماوية مشتعلة بعد مواجهة الطائرات المسيّرة، مع كل ما يحمله هذا الأمر من دلالات ومحاذير.

وسط هذا الصخب، اختار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن يعلّق على ما بلغته الاوضاع المتردية بنقدٍ ساخر، حيث كتب عبر حسابه على “تويتر”: “إن خطة النهوض مع صندوق النقد الدولي تتوضح وقد أوصى كبار المستشارين من الفريق اللبناني بتبني الليرة وإستثمارها في شركات وطنية مثل كهرباء لبنان المثل الأعلى للنجاح. أقترح توظيف أموال المودعين في قطاع الطائرات المسيّرة المصنوعة محليًا أو الصواريخ أو المتفجرات ففيها مردود أفضل”.

اقتراح جنبلاط على قدر ما يحتويه من سخرية، على قدر ما هو تشخيص لاذع لواقع ما وصلت اليه حال البلاد من سقوط للدولة، التي باتت بحكم الغائب الأكبر رغم كل التطورات المصيرية التي ترسم حاضر البلد ومستقبله.

على خط الجلسة التشريعية التي ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء في 21 و22 الجاري، فقد أشارت مصادر نيابية عبر “الأنباء” الالكترونية إلى أنها ستبحث في مشاريع القوانين المدرجة على جدول الأعمال وعددها 22 مشروعاً، واصفة إياها “بأهمّ المشاريع الاصلاحية”، وأبرزها قانون المنافسة وإلغاء الوكالات الحصرية وقانون استقلالية السلطة القضائية، متوقعة أن يكون النقاش حامياً لا سيما في موضوع الوكالات الحصرية وضرورة اتخاذ موقف شجاع لوضع حد لها بعد عقود من تحكمها بكافة القطاعات.

الا أن المصادر النيابية تخوّفت من انحراف الجلسة عن مسارها المعلن لتذهب النقاشات باتجاه آخر، خاصة وأن تكتل لبنان القوي ما زال يصرّ على إدخال تعديلات على قانون الانتخابات من خلال تمسكه بالدائرة 16 التي تنص على انتخاب 6 نواب للمغتربين، وهو ما يلقى معارضة من الغالبية النيابية، هذا الى جانب إعادة مطالبة التكتل باعتماد الميغاسنتر بعد أن طرحه رئيس الجمهورية ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة.

وقد توقعت المصادر ان يشهد مجلس النواب نقاشات حادة، لكن رئيس المجلس نبيه بري لن يسمح بخروج الامور عن مسارها الطبيعي وسيكون حازماً لإبقاء البحث في جدول الأعمال الأكثر من ضروري.

هذا على الأرض، أما في السماء فإن معالم استنفار عسكري جديد بدأت ترتسم مع اطلاق حزب الله حرب المسيّرات، التي خرقت العمق الاسرائيلي طوال 40 دقيقة في مهمة استطلاعية، لكنها لم تردع الاحتلال الاسرائيلي عن انتهاك طائراته الحربية حرمة الأجواء اللبنانية وعلى مستوى منخفض، زارعة الرعب في قلوب اللبنانيين، الذين دفعوا الثمن غالياً جراء اعتداءاتها المتكررة على لبنان منذ عملية الليطاني في العام 1978 واجتياح لبنان 1982 وعدوان 1993 وعناقيد الغضب 1996 وحرب تموز 2006 وفي كل الغارات التي تنتهك الاجواء اللبنانية بشكل متواصل ومن دون حسيب أو رقيب.

مصادر مراقبة قرأت في الغارات الاسرائيلية الوهمية بأنها رسالة أنها قادرة في أي لحظة من الوصول الى العاصمة وأكثر، متسائلة عبر “الأنباء” الالكترونية عما “إذا سيكون هناك من رد اسرائيلي على إطلاق المسيّرة “حسان” واعتراف أمين عام حزب الله حسن نصرالله ان الحزب بدأ منذ مدة بعيدة بتصنيع المسيرات وأنه قادر على تحويل كل الصواريخ التي يمتلكها الى صواريخ موجهة، أم سيكون إطلاق “حسان” مشابه لطائرة “أيوب” التي سيّرها الحزب بعد التوقيع على اعلان بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان والتي كان هدفها توجيه رسالة الى الداخل لنسف ما سمي آنذاك باعلان بعبدا؟”، وأضافت: “هل إطلاق مسيّرة حسان رسالة الى الداخل وماذا تستهدف؟”.
 
المصادر استغربت “الصمت الرسمي حيال ما جرى في الساعات الماضية دون تسجيل أي تعليق من الرؤساء الثلاثة، فيما رئيس الجمهورية منشغل بتصفية حساباته مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة”.

الصمت هذا بات يثير علامات استفهام كثيرة عمّا اذا كان تسليماً بالأمر الواقع واعترافاً بالعجز الكامل للدولة بدءا من رأسها، وعمّا اذا كان المجتمع الدولي أيضاً بات يتعامل مع لبنان على هذه القاعدة. حينها فعلاً سنكون بتنا رعايا في دويلة ليس إلا.

 

===


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى