آخر الأخبارأخبار دولية

هل “الحل وساطة دولية أم إقليمية… تمسك العصا والجزرة للطرفين”؟

نشرت في: 11/02/2022 – 18:49

ينبئ المشهد السياسي في ليبيا بأزمة جديدة، عقب إعلان البرلمان الليبي المنعقد في طبرق (أقصى شرق البلاد) الخميس اختيار وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا جديدا للحكومة خلفا لعبد الحميد دبيبة الرافض بدوره التنحي عن منصبه، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل البلاد وعن الحلول المحتملة لهذه الأزمة. بهذا الشأن حاورت فرانس24 غازي معلى المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي.  

  يتكرر من جديد في ليبيا مشهد سلطتين تنفيذيتين في الدولة الغنية بالنفط، عقب إعلان البرلمان الخميس تعيين فتحي باشاغا رئيسا للحكومة في تصويت مثير للجدل أدى إلى خلط أوراق السلطة ويبدو أنه فتح الباب مجدداً لإطالة أمد الانتقال السياسي.  

في المقابل يعتبر مجلس النواب حكومة دبيبة “منتهية الولاية” بسبب عدم إجراء الانتخابات. أما ادبيبة فقد أعلن في عدة مناسبات عن عدم استعداده للتنازل عن السلطة إلا لحكومة خرجت من صندوق الانتخابات.  

ويذكر أن نفس المشهد السياسي بين عامي 2014 و2016 ووجود رئيسي وزراء متنافسين، في الغرب والشرق، قاد البلاد إلى حرب أهلية آنذاك. 

باسل ترجمان متحدثا عن الوضع الليبي

© الصورة ملتقطة من شاشة فرانس 24

من جانبها شددت الأمم المتحدة الخميس على أنها لا تزال تدعم عبد الحميد دبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا. 

لفهم المزيد حول هذه الأزمة السياسية والحلول المحتملة للخروج منها، حاورت فرانس24 غازي معلى المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي. 

1-   ليبيا تجد نفسها اليوم برئيسي وزراء، هل من الممكن أن يجر ذلك البلاد مجددا إلى الفوضى؟ 

نظريا نعم، لدينا اليوم رئيس وزراء جديد ذو شرعية برلمانية (فتحي باشاغا) ورئيس وزراء آخر ذو شرعية أممية على رأس الحكومة منذ نحو عام (عبد الحميد دبيبة) ولا يرغب في تسليم السلطة لرئيس الوزراء الجديد.  

البارحة باشاغا وصل إلى طرابلس وتم استقباله كالأبطال في حين لم يتصل بدبيبة ولم يقابله من أجل إجراءات تسليم السلطة وهذا ينبئ بقطيعة بين الطرفين. دبيبة من جهته أكد في عدة مناسبات أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة تأتي من رحم الانتخابات. وهذه المعطيات تنبئ بأزمة سياسة حادة. 

لكن المؤشرات الأمنية إلى حد الآن مريحة فباشاغا وصل إلى مطار طرابلس الخميس وانتقل إلى بيته ولم يتعرض إلى أي خطر، لكن ورغم هذه المؤشرات الحالية فإن ذلك لا يمنع أن تنقلب الأمور في أي لحظة. 

2-   ماهي الحلول التي من الممكن أن تلجأ إليها الأطراف الليبية للخروج من هذه الأزمة السياسية؟ 

اليوم ليبيا تشهد انقساما كبيرا جدا وكلا الخصمين السياسيين يعتبر أنه يمتلك شرعية منصب رئيس الوزراء وبالتالي من الصعب أن يكون الحل ليبيا ليبيا، الحل الوحيد هو وساطة دولية أو إقليمية وأي حلول ستطرحها هذه الوساطة يجب أن تمسك العصا والجزرة للطرفين، فدبيبة على سبيل المثال لن يقبل بالاستقالة من المنصب إلا بمقابل.  

وتفيد بعض الأنباء أن السفير الأمريكي في ليبيا اتصل بالمقربين من دبيبة من أجل التوصل إلى حل وإقناعه بالتخلي عن السلطة مقابل السماح له بالترشح للانتخابات المقبلة. لا سيما وأن باشاغا تعهد بإجراء انتخابات جديدة خلال 14 شهرا من الآن. 

ولا ننسى أن الأطراف المتنافسة في ليبيا تحظى بدعم خارجي، وبالتالي علينا أن ننتظر المواقف الدولية التي سيكون لها تأثير على الأزمة.  

البارحة على سبيل المثال أعلنت الأمم المتحدة بشكل مفاجئ دعمها لدبيبة ما أربك مساندي باشاغا وهذا مؤشر يؤكد أن الدعم هش لهذا أو ذاك في الساحة السياسية في ليبيا وأن الدعم الدولي سيكون حاسما في الملف. 

3-   هل بإمكان ليبيا اليوم أن تتوصل لإجراء انتخابات أم أن البيئة السياسية لم تنضج بعد من أجل خطوة كهذه وتحقيق انتقال ديمقراطي سلس؟ 

البيئة في ليبيا قابلة لإجراء انتخابات وهذا ما رأيناه في انتخابات 2012 (أول انتخابات تشريعية حرة تجري في البلد)، لأول مرة وكانت انتخابات ناجحة.  

في العام الماضي 2,8 مليون ليبي سجل في الانتخابات، 2,5 مليون منهم ذهب وتسلم بطاقته الانتخابية، علما وأن العملية لم تكن إلكترونية بل تطلبت التنقل والسعي من أجل الحصول على البطاقة وهذا له دلالة بأن المواطن الليبي متشبث بالانتخابات، لكن الطبقة السياسية هي التي أفسدت العملية الانتخابية والحكومة الحالية برئاسة دبيبة فعلت ما بوسعها لتعطيلها. 

 لكن إذا التزمت الطبقة السياسية ووفرت الدعم اللوجيستي والأمني والمادي اللازم فإنه من الممكن إنجاح الانتخابات. المهم أن تكون الإرادة السياسية صادقة لدى الحكومة الجديدة. 

صبرا المنصر


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى