آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط “يستعدّ” للانتخابات… هل “خلعت” المختارة ثوب “الحداد”؟!

يوم أعلن رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري تعليق مشاركته في العمل السياسي، وعزوفه عن خوض الانتخابات النيابية سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى التيار “الأزرق”، كان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد حنبلاط أول المعلّقين، إذ ذهب لحدّ إعلانه الحداد، بالقول إنّ الوطن “تيتّم”، وإنّ المختارة “حزينة وحيدة”.

 

ظنّ كثيرون يومها أنّ “البيك” قد يلتحق بحليفه الأول، “الشيخ سعد”، فيحذو حذوه، على الأقلّ بعدم خوض الانتخابات المقبلة، لأنّ “ميزان” الربح والخسارة قد لا يميل لصالحه، بعدما كان “يتكئ” على التحالف الانتخابي مع “المستقبل”، خصوصًا أنّ الأصوات السنية لطالما شكّلت “رافعة” للوائحه، خصوصًا في بعض المناطق المختلطة، كالشوف والإقليم.

 

لكنّ رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” لم ينسحب. خرج بالأمس بخطابه “الانتخابي” الأول، إن جاز التعبير، من خلال مقابلته التلفزيونية. فيما بدا كمن “يطوي الصفحة”، أعلن إكمال الطريق “مع اللي بقيوا”، كاشفًا أنّه سيتحالف مع “اللي بقيوا”، وتحديدًا مع “القوات اللبنانية” وبعض المستقلّين، كما قال، بانتظار معرفة من “سيَرِث” الحريري.

 

اعتبارات جنبلاط

 

حسم جنبلاط الجدل في حديثه التلفزيوني، فقال صراحةً إنّ الحديث عن عزوفه السياسة “لا معنى له”. اعتبر أنّ للحريري ظروفه “الخاصة جدًا” التي دفعته إلى الاعتكاف، بمعزل عمّا إذا كان مرحليًا أم لا، وهي ظروف لا تنطبق عليه بالضرورة، معتبرًا “أننا مجبورون أن نستمرّ”، قبل أن يسأل: “هل تريدون أن يقفل باب المختارة؟”.

 

لعلّ هذا السؤال ينطوي على “كلمة السرّ” التي أراد جنبلاط إيصالها للقاصي والداني. إقفال باب المختارة ليس خيارًا بالنسبة إليه، بعد كلّ ما راكمه على مدى السنوات، وبعدما تولّى “توريث” نجله تيمور المقعد النيابي، مع كل ما رافق ذلك من تحفّظات والتباسات لدى كثيرين، حفاظًا على “ديمومة” هذا البيت بالدرجة الأولى، وبالتالي فهو اليوم ليس مستعدًا لـ”التفريط” بكلّ شيء، على وقع “ضبابيّة” المرحلة وربما “جنونها”.

 

يقول جنبلاط إنّه سيخوض الانتخابات “بالحدّ الأدنى” ممّا يصفها بـ”التحالفات الانتخابية الواقعية”، في إشارة إلى حزب “القوات اللبنانية” وبعض الشخصيات المستقلة. لا يبدو واثقًا من النتيجة، إذ يرجّح احتمالي الخسارة أو الحفاظ على الحجم، لاعتبارات كثيرة يفرضها غياب الحليف “المستقبلي”، بطبيعة الحال، لكنّه يبدو “غير مكترث”. المهمّ بالنسبة إليه هو الاستمرار والبقاء رغم كلّ شيء، وهنا بيت القصيد بالنسبة إليه.

 

إلى الانتخابات دُر

 

في حديثه التلفزيوني، بدا جنبلاط كمن “يطوي” صفحة عزوف الحريري، ويخلع عن المختارة ثوب “الحداد” الذي ارتدته يوم الإثنين الماضي. قرّر أن يتطلّع إلى الأمام، وتحديدًا إلى الانتخابات، التي حذر في تعليقه الأول على اعتزال رئيس تيار “المستقبل” أنها قد تمهّد لتوسيع نفوذ إيران، وسط مخاوف لديه من “اختراقها” للساحة السنية من البوابة العريضة.

 

بهذا المعنى، بدت إطلالته التلفزيونية مساء أمس “انتخابية” بامتياز، بل لربما قرئت بين سطورها “خارطة الطريق” التي اختارها. بإعلانه التحالف مع “القوات اللبنانية”، معطوفًا على المواقف التي أطلقها، بدا أنّ الرجل “تبنّى” برنامجًا انتخابيًا واضحًا، يقف في المعسكر المضاد لـ”محور إيران”، إن جاز التعبير، خصوصًا في ظلّ ما يُحكى عن أنّ “القوات” ستكون حجر الأساس في هذا المعسكر، في ضوء المتغيّرات الحالية.

 

لم يكتفِ “البيك” بذلك. أطلق “سهامه” بشكل واضح في اتجاهات “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، مصوّبًا على “العهد”، كما فعل ربما من قبل، لكن في لحظةٍ انتخابية لها معانيها ودلالاتها. باختصار، حدّد “تموضعه” الذي سيخوض على أساسه الانتخابات، إن جرت. في الحالتين، يقول العارفون إنّ الرجل أراد “حجز” موقعه في المعادلة الجديدة، انتخابيًا أو سياسيًا، ولا سيما أنّ مرحلة “ما بعد الحريري” قد تشهد تغيّرات جذرية.

 

إلى الأمام إذًا ينظر وليد جنبلاط، هو الذي لطالما عُرِف بـ”أنتيناته” القادرة على “استكشاف” الكثير. قد لا يكون قادرًا الآن على الكثير، فالمرحلة غامضة وضبابية، ولا أحد يعرف ما تخبّئه. لكنّه أعلن “الاستعداد” للمواجهة. المهمّ بالنسبة إليه هو عدم إقفال أبواب المختارة أمام أحد. هي كلمة السر، ولعلّها أيضًا نقطة الضعف كما يراها البعض، فيما يعتبرها آخرون نقطة “قوة” لطالما ارتكز عليها “البيك”، ولن يغيّر عادته الآن!

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى