آخر الأخبارأخبار محلية

معركة التيار من الحريري وبري… إلى جعجع

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”:مع انسحاب الحريري من المشهد، فقد باسيل خصماً سياسياً حوّله في السنتين الأخيرتين محل استهداف دائم، وساهم في تحفيز الوضع العوني الداخلي تجاهه. وتبرير الغياب بمحاولة الحريري النأي بالنفس عن إثارة استفزاز الثنائي الشيعي وتأجيج التوتر السني – الشيعي، يساهم أكثر في منع تحويله كبش محرقة عونية دائمة كما جرت العادة. وهذا ما يشكل ثغرة في شد العصب الانتخابي. فالخطاب العوني قبل الانتخابات، إذا جرت، يحتاج إلى مزيد من وقود التعبئة. فبين بري والقوات، لا يمكن للتيار إلا أن يرفع سقفه العالي لمزيد من الاستقطاب. إلا أن محاذير زيادة الضغط على بري أصبحت مكلفة، سواء تجاه حزب الله، أو تجاه الشارع الشيعي. والتيار يحتاج إلى الأصوات الشيعية في دوائر تحمل دلالات مهمة، وهو يريدها بأي ثمن، بغض النظر عن فقدانه شريحة من الأصوات السنية. ويحتاج إلى بري في استحقاقات دستورية داهمة، سواء في ما يتعلق بقانون الانتخاب أو رئاسة الجمهورية. لذا يصبح تحويل الأنظار من المستقبل إلى القوات أخف وطأة وأكثر شعبية عونية في استقطاب المعارضين. ربما تعتبر القوات أنه في غياب الحريري أصبحت هي «رأس حربة» في مشروع المواجهة مع حزب الله، لكن خصومها يعتبرون أنها مشروع مواجهة خارجي، لا سيما بعد الورقة الخليجية. وهذا يعطيهم المجال للتصويب عليها. لأن مرحلة ما بعد الحريري هي في المحصلة مرحلة مواجهة بين مشروعين، والقوات صارت في عرف خصومها في المقلب الآخر منذ استقالة الحريري من السعودية وصولاً إلى استقالته من بيروت. ورغم أن حزب الله رفع من منسوب التصويب عليها منذ حادثة عين الرمانة، قبل أن تُسحب فتائل التوتر الطائفي، إلا أن التيار يدرك جيداً مفاتيح اللعبة المحلية المسيحية. وهو لا يزال قادراً على الرهان على أن هذا الخطاب يحرك العصبيات المحلية والعائلية، فيساهم في تعزيز حضوره الانتخابي. كل ذلك من دون الأخذ في الاعتبار العوامل الإقليمية. لأن التيار يدرك أن خطابه لم يعد قابلاً لأن يصرف إقليمياً مهما بلغت التراجعات والرسائل الإيجابية. وهو ما ستكون عليه الحال بعد الرد اللبناني على الورقة الخليجية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى