آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل وجعجع “متعاطفان” مع الحريري.. كيف يفسَّر الموقف؟!

عادت “عجلة” النشاط إلى الدولة بعد انقطاع قسري، واستطاعت جلسات الحكومة الماراثونية المتتالية حول الموازنة أن تكسر “الرتابة” التي وقع البلد في “فخّها” طيلة أسابيع، وأعادت “الروح” إلى بعض القطاعات، خصوصًا أنّها تزامنت مع الانطلاقة الرسمية للمفاوضات مع صندوق النقد، التي يُنتظر أن تتبلور معها “خريطة طريق” الإنقاذ بصورة أكثر جدّية.

إلا أنّ هذه الجلسات، مع كلّ ما انطوت عليه من آمال أنعِشت في ربع الساعة الأخير، لم تحجب الاهتمام عن “الحدث” الذي يتصدّر المشهد منذ يومين من دون منازع، ألا وهو إعلان رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري تعليق عمله السياسي، وإحجامه عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة، سواء على المستوى الشخصي أو مستوى عائلته في تيار “المستقبل”.
وفي وقتٍ لم تتوقف “التكهّنات” عن الأسباب والدوافع التي أملَت على الحريري اتخاذ قراره، بعيدًا عن تلك التي أعلنها صراحة في مؤتمره الصحافي المقتضب قبل الانسحاب من المشهد، ومعها التساؤلات عن مصير الانتخابات، بدأت مواقف القوى السياسية تتوالى، وبعضها فجّر سجالات جديدة، على غرار موقفي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”.

“رسالة” من باسيل

فعلى الرغم من أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل “حارب” الحريري حتى العظم في الأشهر الأخيرة، وكان بالمرصاد لمحاولته تشكيل الحكومة، ودخل معه في سجالات نارية، خرجت من بعضها أجواء “النهايات السياسية”، إلا أنّه اختار في لحظة “الجدّ”، أن “يتضامن” مع الحريري، بشكل أو بآخر.

 وفي تغريدة لم تخلُ من الرسائل والسهام الموجّهة خصوصًا إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والتي قد تندرج في خانة “الشعبوية الانتخابية”، إن جاز التعبير، دافع باسيل بشكل أو بآخر عن الحريري الذي “وافق على الانسحاب حتى لا يسمح بالحرب الأهلية”، وفق ما قال، بخلاف آخر “مصمّم على الحرب، وليس مهمًّا إذا ما طعن حليفه في ظهر أو خان تفاهمًا لمصالحة تاريخية”، على حدّ وصفه.

وما لم يقله باسيل قاله قياديّون في “التيار” أبدوا “أسفهم وتحسّرهم” على غياب الحريري عن المشهد، معتبرين الأمر “مرفوضًا”، ومتمنّين أن “يعود” عن قراره، في ترجمة لما قيل إنّها “توجيهات” صدرت من قيادة “التيار” للتضامن مع الحريري بعدما “باغت” الجمهور القيادة في اليوم الأول بمواقف بدت في كثير من جوانبها “شامتة”، وهو ما يعتقد “التيار” أنه لا يصبّ في صالحه، بالنظر إلى “تبعات” خروج الحريري، وطبيعة “الطامحين” لوراثته.

 

جعجع “متعاطف”

أما الموقف الذي أثار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية في الساعات الماضية، فكان ذلك الذي صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وأبدى من خلاله “التعاطف الشخصي” مع الحريري، على الرغم من “التباينات” التي اعترت العلاقة معه في الآونة الأخيرة، بل ذهب أبعد من ذلك للتأكيد على “التنسيق مع الأصدقاء في تيار المستقبل وكل أبناء الطائفة السنية في لبنان والمخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى”.

 ولعلّ ما كان لافتًا أنّ موقف جعجع هذا فجّر سجالاً، وأخرج بعض شخصيات تيار “المستقبل” عن صمتهم واعتكافهم، حيث وصفه النائب وليد البعريني على سبيل المثال بـ”الخبيث”، فيما “سخر” منه منسق الإعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى، وهو ما أوحى بأنّ القاعدة “المستقبليّة” لا تزال غاضبة من جعجع، وهي لم “تهضم” مواقفه الأخيرة، بل ثمّة من اعتبر فيه “دليلاً” على أنّ جعجع قد يكون ممّن “دفعوا” الحريري إلى اتخاذ قراره الشهير.

 لكن، على الضفة “القواتية”، يبدو الموقف مناقضًا، فرغم كلّ التباينات والاختلافات التي برزت في الآونة الأخيرة، كانت القاعدة الشعبية قبل القيادة “متعاطفة” مع الرجل، بحسب ما تقول أوساط “القوات”، بعكس أطراف أخرى حاولت “التعاطف” فيما كان جمهورها “شامتًا ساخرًا”. وتشير هذه الأوساط إلى أنّ الاختلاف في السياسة حقّ، وهو ما غلب على الأداء في الآونة الأخيرة، لكن “القواتيين” بقوا في قرارة أنفسهم ينظرون إلى الحريري على أنّه “حليف وصديق”.

هكذا إذًا، “تعاطف” الجميع مع الحريري بعد انسحابه من المشهد، بعدما كان “المتعاطفون” أنفسهم من يضعون العصيّ في دواليب مشروعه، من دون تقدير لخصوصيّة من هنا أو ظروف من هناك. لكنّها مجرّد “فورة”، يقول البعض، سرعان ما ستنتهي، ليبدأ التفكير بالأهمّ، الكامن في “تداعيات” غياب الحريري عن المشهد، فهل يُملأ الفراغ؟ ومن يملأه؟ وما الخيارات المُتاحة؟ وإلى أين تتّجه البلاد وسط كلّ ذلك؟!

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى