“أسود الأطلس” في مهمة إطفاء “شعلة” مالاوي وشق الطريق نحو ربع النهائي

نشرت في: 25/01/2022 – 11:35

لا يختلف كثيرون أن المنتخب المغربي مرشح بامتياز لكسب بطاقة المرور إلى الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم عندما يواجه مالاوي الثلاثاء عند الساعة الثامنة مساء (السابعة توقيت غرينتش) بملعب أحمدو أهيجو في العاصمة ياوندي حيث لعب مبارياته الثلاث بدور المجموعات.

والسبب أن الفارق في المستوى بين الفريقين يبدو واضحا لفائدة “أسود الأطلس”، سواء من ناحية اللاعبين أو التاريخ في كبرى البطولات القارية والدولية وكذلك الألقاب. ففيما يشارك “الأسود” بكأس الأمم الأفريقية للمرة 17 وفازوا باللقب في 1976، يخوض منتخب “الشعلة” المنافسة لثالث مرة فقط بعد عامي 1984 و2010، وتأهل للدور الثاني لأول مرة في موقع أحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث.

هل بإمكان “الهواة” إحراج “المحترفين”؟

وفي حين تضم قائمة المغرب عدة لاعبين بارزين ينشطون بالدوريات الأوروبية (بينهم أشرف حكيمي مدافع باريس سان جرمان، ياسين بونو حارس إشبيلية وزميله في الهجوم يوسف النصيري، يونس بوفال مهاجم أنجي الفرنسي) يتكون منتخب مالاوي من لاعبين غالبيتهم من الدوري المحلي. ويضم خمسة لاعبين ينشطون بدوري جنوب أفريقيا بينهم ثلاثي الهجوم ريتشارد مبولو (نادي باروكا إف سي) وخودا مويابي (من نادي بولوكواني) وغابادينيو مهانغو (نادي أورلاندو بايرتس)، وعنصران بأوروبا هما لاعبا الوسط تشارلز بيترو من نادي شريف تيراسبول بمولدافيا وفرانسيسكو مدينغا من نادي ديلا غوري بجورجيا. ويضم أيضا لاعبين ينشطون في موزمبيق وإثيوبيا وتانزانيا، أما الباقي فجميعهم بالدوري المحلي.  

وفيما يشرف على تدريبات “الأسود” الفرنسي البوسني وحيد خاليلوزيتش ذو التجربة الكبيرة سواء في أوروبا (مع نادي باريس سان جرمان) أو أفريقيا (مع منتخبي ساحل العاج والجزائر)، يتولى أمور مالاوي الروماني ماريو مارينيكا الذي احترف الهندسة في شبابه قبل الخوض في مسيرة رياضية متواضعة. وتم تعيينه في منصب المدرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

فهل بإمكان هذا الفريق المتواضع أن يحرج زملاء رومان سايس ويعترض طريقهم نحو الدور المقبل؟ وحيد خليلوزيتش قال الاثنين إنه يكن الاحترام لمنافسه، مشددا على عدم وجود فرق “صغيرة” بكأس الأمم الأفريقية. ولاعبه سليم أملاح أكد أنه ورفاقه لن يستهينوا بخصمهم أبدا وأنهم يملكون من القوة والعزيمة والروح الجماعية ما يسمح لهم بإحراز الفوز والتأهل.     

مشاركة حكيمي في المجهول

واستفاد “الأسود” من اكتمال تشكيلتهم عدا فيصل فجر المصاب بفيروس كورونا، فيما تبقى مشاركة حكيمي في المجهول لإصابته في أوتار الركبة. وهذا لن يغير من عزيمة ولا جودة المنتخب المغربي الذي أثبت أمام الغابون بدور المجموعات جهوزيته لتحمل الصعوبات وقدرته على الرد السريع في حال تخلف في النتيجة، وهذا ما أسعد المدرب خليلوزيتش.

فلا شك أن “أسود الأطلس” سيدخلون المباراة في ثوب المرشح وسيتحملون مسؤوليتهم أمام التاريخ. وهم يرغبون أيضا بطي صفحة النسخة السابقة بمصر عندما خرجوا على يد بنين في ثمن النهائي. وهم يسعون للترشح لمواجهة أحد العملاقين الأفريقيين في ربع النهائي، مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب سبع مرات، أو ساحل العاج التي عجلت خروج الجزائر حاملة اللقب من النسخة الثالثة والثلاثين.

وسيلعبون في حال انتزاعهم بطاقة نصف النهائي مع الفائز من المباراة بين الكاميرون المضيفة وغامبيا.

لا مجال للخوف في كرة القدم

لكن، قبل الخوض في هذه الفرضيات، يتعين على “الأسود” أن تكشر عن أنيابها لإزاحة منتخب “الشعلة” عن الطريق. وقد ظهر الأخير بوجه غير متوقع في منافسات المجموعات، إذ أنه فاز على زيمبابوي (2-1) قبل أن يحرج غينيا (صفر-1) وينتزع تعادلا ثمينا من السنغال الوصيفة صفر-صفر في الجولة الأخيرة.

وقال مدربه الروماني ماريو مارينيكا لفرانس24 إن لاعبيه لا يخشون منافسهم، مشددا: “لا مجال للخوف في كرة القدم، قد نكون عرضة للضغط السيكولوجي لكن في الأخير هم 11 لاعبا ونحن 11″، مقرا بأن المغرب “من أفضل الفرق في الدورة”. وتابع: “نحن أيضا منظمون وعازمون، وربما ستكون المواجهة أمام المغرب نقطة بداية بالنسبة إلينا”.  

وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا في كل مباراة، وكل لاعب يؤدي ما عليه، والنتيجة أننا اليوم في مستوى كبرى المنتخبات القارية”.

موفد فرانس24 إلى ياوندي علاوة مزياني