آخر الأخبارأخبار دولية

القادة الغربيون في برلين يصعدون اللهجة تجاه موسكو محذرين من عملية عسكرية روسية في أوكرانيا


نشرت في: 20/01/2022 – 19:47

عقب إعلان روسيا عزمها إجراء مناوارات عسكرية في الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ أو حتى المتوسط وفي ظل المخاوف من غزو محتمل لجارتها أوكرانيا، صعدت الدول الغربية المجتمعة في برلين من لهجتها تجاه موسكو. وعقب هذا الاجتماع توعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالرد على “أي” تجاوز للقوات الروسية للحدود الأوكرانية.

على هامش اجتماعهم في برلين، صعد القادة الغربيون لهجتهم في مواجهة روسيا، محذرين إياها من توغل أو غزو لأوكرانيا، بعد إعلان موسكو عن تدريبات بحرية في كل الاتجاهات عشية محادثات ستجريها مع واشنطن.

من جهته التقى وزير الخراجية الأمريكي أنتوني بلينكن في برلين الخميس نظرائه الألمانية والفرنسي والبريطاني، وتوعد بعد ذلك بالرد على “أي” تجاوز للقوات الروسية للحدود الأوكرانية.

وقال بلينكن لصحافيين “كنا واضحين جدا طوال الوقت، إذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية وارتكبت أعمالا عدوانية جديدة ضد أوكرانيا، فستُقابل برد سريع وشديد من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا”.

وتابع أن الغربيين “يعملون معا وبصوت واحد عندما يتعلق الأمر بروسيا. هذه الوحدة تعطي قوة، قوة (…) لا تملكها روسيا ولا يمكنها بلوغها”. وأضاف قائلا أيضا إن روسيا قد تعيد إحياء مخاطر الحرب الباردة في أوروبا.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بدورها أن أي عمل عدائي روسي جديد ستكون له “تداعيات خطيرة”.

في كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعليقا على غزو روسي محتمل، إنه لا وجود لما يسمى “توغلات محدودة”، معتبرا أن ضمان “الأمن الشامل في أوروبا مستحيل بدون استعادة سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا”.

وفي لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون “كارثة على العالم”.

وميدانيا نشرت روسيا آلاف الجنود عند الحدود مع أوكرانيا، ما أثار مخاوف من احتمال غزوها لجارتها. وينفي الكرملين أن تكون لديه نية بالهجوم على أوكرانيا، لكنه يعتبر أن خفض حدة التوتر تمر عبر حصوله على ضمانات خطية حول أمن روسيا، ومنها أن حلف شمال الأطلسي لن يضم أوكرانيا إليه.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن أكثر من 140 سفينة حربية وحوالى عشرة آلاف عسكري ستشارك في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير في تدريبات في الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ أو حتى المتوسط.

وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي للمناورات الضخمة المرتقبة هو “حماية المصالح القومية الروسية في المحيطات والتصدي لتهديدات عسكرية تجاه روسيا من البحار والمحيطات”.

وفي أوج التوتر مع الغربيين، أعلنت موسكو أيضا عن مناورات بحرية مشتركة مع الصين وإيران التي يزور رئيسها إبراهيم رئيسي اليوم روسيا. ولم يحدد موعد هذه المناورات.

وتأتي هذه الإعلانات بعدما اعتبر الكرملين تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي هدد فيها الأربعاء برد “شديد” في حال شن هجوم عسكري روسي على أوكرانيا، بأنها “مزعزعة للاستقرار”، محذرا بايدن الذي تولى السلطة قبل عام، من أن الوضع “قد يخرج عن السيطرة” في حال وقوع هجوم روسي.

وتسبب تصريح جو بايدن في البداية في حدوث ارتباك من خلال تطرقه إلى احتمال حصول “توغل محدود” روسي في أوكرانيا. إذ سرعان ما انتقدت المعارضة تصريحاته ما أرغم البيت الأبيض على توضيح تحذيره لروسيا.

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي “إذا تجاوزت أي قوات روسية الحدود الأوكرانية، أي غزتها مجددا، سيقابل ذلك برد سريع وصارم وموحد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها”.

مطالب مصيرها الفشل

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن في جنيف الجمعة نظيره الروسي سيرغي لافروف. وكان بلينكن حض الأربعاء خلال زيارة دعم إلى كييف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اختيار “الطريق السلمي”.

وحصلت جولة محادثات أمريكية روسية الأسبوع الماضي في أوروبا فشلت في ردم الهوة الفاصلة في هذه المرحلة بين الغرب وروسيا.

وأكد بلينكن الأربعاء على أنه لن يعرض “أي وثيقة” خلال لقاء الجمعة مع لافروف. موضحا أنه “علينا أن نرى إلى أين وصلنا وما إذا كانت لا تزال هناك فرص لاتباع الدبلوماسية والحوار الذي كما قلت سابقا، هو المسار المفضل إلى حد بعيد”.

وأضاف “آمل بشدة بأن نتمكن من إبقاء (الوضع) على مسار دبلوماسي وسلمي، لكن في النهاية، سيعود القرار في ذلك إلى الرئيس بوتين”.

وإضافة إلى اتفاقية تمنع أي توسيع لحلف شمال الأطلسي لا سيما لجهة ضم أوكرانيا وجورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، تطالب روسيا بتخلي الأمريكيين وحلفائهم عن تنظيم مناورات ونشر قوات عسكرية في أوروبا الشرقية.

وأكدت موسكو أن مطالبها هذه غير قابلة للتفاوض، في حين اعتبرتها الولايات المتحدة غير مقبولة في غالبيتها.

نورد ستريم؟

وفي ظل هذه الأجواء، أعلنت واشنطن الأربعاء “تخصيص 200 مليون دولار من المساعدات الأمنية الدفاعية الإضافية” لأوكرانيا تستكمل بها مساعدات سابقة قدرها 450 مليونا.

وتضاف هذه المساعدات العسكرية إلى تلك التي أعلنتها لندن في وقت سابق خلال الأسبوع الحالي. وأكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بريطانيا سترسل أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا ضمن برنامج يهدف إلى مساعدتها على ضمان أمن حدودها.

ورفضت ألمانيا من جهتها فكرة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، معتبرة أن ذلك سيؤجج التوتر.

لكن وزيرة الخارجية الألمانية أبدت موقفا صارما جدا خلال زيارتها لكييف مطلع الأسبوع الحالي، مؤكدة أن بلادها “ستبذل كل ما يلزم لضمان أمن أوكرانيا”.

وبدّد المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء أي غموض حول مستقبل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2. وأكد أن بلاده الداعم الرئيسي للمشروع، تعهدت لدى الأمريكيين بالحؤول دون وضعه في الخدمة في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.

ونورد ستريم-2 مشروع لنقل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.

وضمت روسيا، ردا على ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا في 2014، شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وينظر إليها بشكل واسع على أنها تدعم عسكريا الانفصاليين المؤيدين للروس في شرق أوكرانيا الذي يشهد حربا منذ ثماني سنوات تقريبا.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى