آخر الأخبارأخبار دولية

النووي الإيراني: مؤشرات على تحقيق تقدم في مفاوضات فيينا والصين تنتقد العقوبات الأمريكية


نشرت في: 15/01/2022 – 09:36

رغم التفاؤل الروسي والإيراني والأمريكي بإمكانية تحقيق تقدم في مفاوضات فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي، وإعادة واشنطن إلى المسار الذي انسحبت منه في 2018 وضمان احترام طهران لالتزاماتها التي انتهكتها ردا على إعادة واشنطن فرض العقوبات، أعربت الصين مجددا السبت عن معارضتها لحزمة العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على الجمهورية الإسلامية.

تتقدم المفاوضات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني بهدوء خلف أبواب مغلقة في فيينا. وبدأ يتغير الخطاب بعد انطلاقة صعبة، فصار يجري الحديث عن “جهود وتقدم ومسار إيجابي” رغم أن الغرب يواصل استنكار بطء المسار في ظل استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.

في المقابل، جددت الصين السبت معارضتها للعقوبات أحادية الجانب من الولايات المتحدة على إيران وذلك في اجتماع بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في حين أيدت الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى الكبرى والجمهورية الإسلامية.

ونشر موقع الخارجية الصينية ملخص الاجتماع الذي عقد الجمعة بين وانغ وعبد اللهيان في مدينة ووشي بإقليم جيانغسو. ومن المقرر أن يعلن وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته عن تدشين اتفاقية للتعاون مدتها 25 عاما بين الجانبين.

وفي السياق، قال وانغ إن واشنطن تتحمل المسؤولية الأساسية عن الصعوبات المستمرة مع طهران بعد انسحابها من جانب واحد من الاتفاق النووي في 2018.  وأكد أن الصين تدعم بقوة استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، لكنه أوضح أن بلاده تعارض بشدة العقوبات أحادية الجانب غير القانونية ضد إيران والتلاعب السياسي من خلال مواضيع تشمل حقوق الإنسان والتدخل في الشؤون الداخلية لإيران والدول الأخرى بالمنطقة.

“مناخ أكثر تفاؤلا”

وبعد جولة أولى من الجلسات من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران في النمسا، استؤنفت الاجتماعات في 29 نوفمبر/تشرين الثاني بين الدول التي لا تزال أطرافا في الاتفاق الذي يحمل رسميا اسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وهي الثلاثي الأوروبي ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إضافة إلى الصين وروسيا وإيران. 

والهدف هو إعادة واشنطن إلى الاتفاق الذي انسحبت منه في 2018، وإعادة طهران إلى احترام التزاماتها التي انتهكتها ردا على إعادة فرض العقوبات الأمريكية أبرزها فرض حظر نفطي صارم وأي تعامل مالي مع إيران.

وبدأت المحادثات في أجواء سيئة، لكنها استؤنفت في نهاية ديسمبر/كانون الأول في مناخ أكثر تفاؤلا. ووصفها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مطلع الأسبوع بأنها “تسارعت”، معتبرا أن “فرص التوصل إلى حل ازدادت”. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن “هناك تقدما حقيقيا”. كان ذلك أيضا رأي طهران التي أشادت بالرغبة الحالية لجميع المفاوضين في التوصل إلى “اتفاق موثوق ومستقر”.

بالمثل، تراجعت واشنطن عن تشاؤمها الشديد الذي أظهرته في ديسمبر/كانون الأول، وسجلت على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس تحقيق “تقدم متواضع”، لكنها حذرت من أن “ذلك لا يكفي”. إلا أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اعتبر الثلاثاء أن مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني “بطيئة جدا”، مشددا على أن ذلك يهدد إمكان التوصل إلى اتفاق في “إطار زمني واقعي”.

مواضيع خلافية

ويرى المتخصص بالملف في “مجموعة الأزمات الدولية” علي واعظ أن بين إيران ومحاوريها “لا تزال وجهات النظر بعيدة جدا حول العقوبات التي سيتم رفعها، وطريقة التحقق والضمانات بأن الولايات المتحدة لن تتراجع أبدا عن الاتفاق”. وأضاف واعظ  أنه للتحقق من إلغاء الإجراءات العقابية “هناك مجالان: صادرات النفط الإيرانية وقدرة طهران على إعادة العائدات المرتبطة بالقطاع وكذلك الأموال المجمدة.. وهو ما يمكن القيام به في غضون أيام قليلة”. لكن موضوع الضمانات أكثر حساسية لأنه “لا يمكن لأي إدارة أمريكية أن تقيد أيدي خليفتها”، وفق الخبير.

 من ناحية أخرى، فإن “إدارة جو بايدن يمكنها ويجب عليها تقديم تأكيدات أن الشركات المستثمرة في السوق الإيرانية لن تتعرض لعقوبات أمريكية ما دامت إيران تحترم التزاماتها” في ظل رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب نفس المصدر. وعلى الصعيد النووي، ما زال مصير أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم لم يحسم بعد.

وتجري مناقشة “التدمير وتعليق الاستعمال ومجموعة حلول وسط”، وفق ما أفاد دبلوماسي أوروبي، وقد عارضت إيران الخيار الأول. لكن ما مصير اليورانيوم المخصب الذي تجاوز الحد المسموح به للجمهورية الإسلامية؟وفق علي واعظ “سيتم تصديره إلى روسيا أو تخفيفه” لتحويله إلى يورانيوم منخفض التخصيب. 

شبح الخيار العسكري!

ويرفض مختلف الأطراف تحديد موعد نهائي، لكن الغربيين يكررون باستمرار أن “الوقت ينفذ”. وقد حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس من أنه لم يتبق سوى “بضعة أسابيع”. ذلك أن الجمهورية الإسلامية اتخذت منذ مطلع العام عدة خطوات، فرفعت معدل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة قريبة من 90 بالمئة اللازمة لصنع قنبلة ذرية، وإن كانت هناك عدة خطوات أخرى مطلوبة لذلك.

وقال بلينكن إنه في حال فشل المحادثات “سنبحث في خطوات أخرى وخيارات أخرى” مع حلفاء الولايات المتحدة “في أوروبا والشرق الأوسط وما بعدهما”. مضيفا “نحن مستعدون لأي من المسارين”. ويرى واعظ أنه يمكن مثلا التصويت على عقوبات في الأمم المتحدة.

 من جانبهم، يدعو الرافضون لاتفاق 2015 واشنطن إلى تصعيد الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على إيران قبل اللجوء إلى خيار عسكري محتمل. ودعا نحو مئة عضو جمهوري في الكونغرس هذا الأسبوع إدارة بايدن إلى الانسحاب من المحادثات “غير المجدية” في فيينا.

لكن وفق جوليا ماسترسون من جمعية “الحد من التسلح” فإن “من المصلحة المشتركة للقوى الغربية مواصلة المفاوضات ما دامت إيران تجلس إلى الطاولة”. وأبدت تفاؤلا بأنه “يمكن استعادة الاتفاق إذا كان كل من الطرفين مبدعا ومرنا”.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى