آخر الأخبارأخبار دولية

اعتقال مئات من طالبي اللجوء في ليبيا بعد إغلاق مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس


نشرت في: 12/01/2022 – 17:46آخر تحديث: 13/01/2022 – 15:31

نفذت قوات الأمن الليبية عملية اعتقال شابها الكثير من العنف في وقت مبكر من صباح 10 كانون الثاني/ يناير وأوقفت مئات المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين الذين كانوا يعتصمون في خيام منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أمام مركز تابع لمفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الليبية طرابلس. 

كانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة تعتبر بالنسبة إلى المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا بمثابة “الملاذ الأخير” قبل أن يتم إغلاقها ومن ثم تقوم قوات الأمن الليبية باعتقال كل من كان معتصما أمامها. فيما يقول بعض المهاجرين أن إغلاق المكتب تركهم دون ملاذ. 

وبعد عملية قمع بوليسي مشابهة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، كان الآلاف من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء ومعظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء ينامون في العراء أمام مركز الاجتماعات اليومية “سي دي سي” التابع للمفوضية في طرابلس. وقد تجمعوا في ذلك المكان احتجاجا على وضعهم وللمطالبة بالحماية أو إجلاء إلى دول أخرى. 

وانتهى هذا التجمع الاحتجاجي في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري عندما تم إغلاق مركز الاجتماعات اليومية بشكل رسمي وذلك بعد شهر من إعلان المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أن المقر سيغلق بسبب تجمع عدد كبير من الناس أمام مداخل البناية ما صعب بشكل كبير سير عمله وتقديم الخدمات. فيما يقول المهاجرون إن القرار ترك عددا لا يحصى من الناس العالقين دون مساعدة. 

[تحديث: 13/ 01/ 2021]: بعد نشر هذا المقال، اتصل مكتب الإعلام التابع للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين لإعلام فريق تحرير مراقبون للتوضيح بأن “تقديم المساعدات المالية والسلال الغذائية وأدوات النظافة لم تتوقف البتة رغم تعليق أعمال مركز “سي دي سي” مؤكدا أنه مستمر في نقاط توزيع مختلفة في طرابلس بما فيه لفائدة الأشخاص الموجودين في وضعية هشة وكانوا متجمعين في مركز “سي دي سي”.  

ورغم قرار الإغلاق، فإن أكثر من ألف شخص واصلوا النوم أمام أبواب المركز قبل أن تتدخل قوات الأمن في عملية عنيفة لتفريقهم في الساعات الأولى من يوم 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، واعتقلت مئات من المهاجرين واقتادتهم إلى مركز احتجاز. 

“قالوا لنا إن لدينا عشرة دقائق لمغادرة المكان وإلا فإنهم سيقتادوننا إلى مركز احتجاز” 

يامبيو ديفيد أوليفيي هو طالب لجوء يبلغ من العمر 25 عاما وأصيل جنوب السودان وجاء إلى ليبيا منذ ثلاث سنوات. ونشر أوليفيي عدة مقاطع فيديو وأخبار مستمرة عن الحادث على تويتر من خلال حساب Refugees in Libya (لاجئون في ليبيا) على تويتر. 

بدأت  عمليات التفريق الأمني في حدود منتصف الليل. ووصل أفراد الشرطة وعرباتهم في مجموعات متفرقة وبدأوا بالقيام بتحركات مشبوهة حول مكان تواجدنا. بعد ذلك بدأ الأمر بالاحتقان شيئا ما في ظل انتشار الخوف بين الناس. وقام رجال الأمن بإغلاق مخارج الطريق الذي يوجد به منفذ مركز “سي دي سي”. حتى أنهم أغلقوا الطريق أمام المواطنين الليبيين حيث لم يسمح للسيارات الليبية بعبور المكان باستثناء العربات العسكرية فيما بدأ الناس بالاحتجاج. 


A video posted on Twitter on January 10, 2022 shows the street in front of the UNHCR centre as police blocked off the entrances.


مقطع فيديو نشر في على تويتر في 11 كانون الثاني/ يناير 2022 ويظهر قوات أمن ليبية تتحدث مع مهاجرين بعد إغلاق الطريق المقابل لمركز “سي دي سي” التابع لمفوضية اللاجئين. وبدأ المهاجرون وطالبوا اللجوء في الصراخ تعبيرا عن الاحتجاج.

اقتربت قوات الأمن من المحتجين فيما بدأ قادة المهاجرين المحتجين في الحديث مع رجال الشرطة وتبادلوا بعض العبارات. لقد قالوا لنا إن لدينا عشرة دقائق فقط للمغادرة أو أنه سيتم اقتيادنا إلى مركز احتجاز المهاجرين في عين زارة. وخلال هذا التفاوض، كنا نحاول فهم من كان مسؤولا عن عملية الإجلاء. وإذا ما كانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي أحد الأطراف المسؤولة عن قرار إجلاءنا من المكان أو في حالة تقديم مركز إقامة ملائم لنا فإننا سنغادر المكان. ولكن في صورة عدم وجود ذلك، فإننا لن نغادر في ظل غياب مسؤولين من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين لتقديم تطمينات لنا. 

وكانت ثقة المهاجرين في قوات الأمن الليبية قد اهتزت منذ عدة أشهر. ففي مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، نفذت قوات الأمن الليبية عملية مداهمة عنيفة في بلدية قرقارش التي تقع على بعد بضع كيلو مترات في غرب العاصمة طرابلس والتي أصبحت معروفة بأنها ملاذ لعدد كبير من المهاجرين.  

وفي ظل تأكيدها على أنها بصدد محاربة تجارة المخدرات والجريمة، قامت قوات الأمن الليبية بعمليات إيقاف عنيفة لأربعة آلاف شخص وقتلت سبعة أشخاص ودمرت عددا من البيوت. 

تقرؤون أيضا على موقع مراقبون >> آلاف المهاجرين معتقلون في ليبيا: “كنت خائفا على سلامتي لمجرد أن بشرتي سوداء” 

“قوات الدرك المسلحة كانت تطلق النار الهواء وترعب الناس وتخرب الخيام” 

إنهم نفس الأشخاص الذين نفذوا عملية الإيقاف في بدلية قرقارش. ولذلك تعاملنا مع الوضع بهدف التفاوض، لكن لاجئين وطالبي لجوء جاؤوا بعدد كبير في محاولة للتنديد بأي لجوء للعنف مع شعارات وأهازيج مثل “إجلاء، إجلاء” و”حرية” و”أمان”. وفي ظل ذلك الوضع، بدأ الاحتقان بالتصاعد ما جعل قوات الدرك المسلحين يقومون بإطلاق النار في الهواء وترويع الناس وتخريب الخيام. وبدأت قوات الأمن في ركل الناس وضربهم بالبنادق [فريق التحرير: ذكر مقال نشر في موقع ميدل إيست آي أن عددا من الناس قتلوا أثناء الحادث حسبما ذكره شهود عيان وفرق طبية أكدت أنها عالجت شخصا واحدا على الأقل أصيب بطلق ناري].  

وفي ظل ذلك الوضع، بدأ عدد من الأشخاص في التفكير في الهرب فيما أطلق النار على الأشخاص الذين بدأوا في الركض من قبل. أطلقت قوات الأمن التي تتبع إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية [فريق التحرير: إدارة أمن ليبية تتولى إدارة مراكز احتجا المهاجرين وتواجه اتهامات من طرف الأمم المتحدة بممارسة اعتقالات عشوائية]. وقد تم محاصرة الأشخاص الذين حاولوا الفرار وتعرضوا للضرب حتى أنه تم ركل امرأة. وقد تم الزج بهم رغما عنهم في حافلات وتم اقتيادهم إلى أماكن مختلفة بينها احتجاز مركز عين زارة أو إلى مراكز أخرى. 

وبعد أعمال العنف هذه، يوجد أناس لا يملكون أي مكان يتوجهون إليه وهو ما جعلهم يحاولون القفز إلى داخل بيوت ليبية لأن المكان كان محاطا بمنازل مدنيين. في ليبيا يوجد مسدس واحد على الأقل داخل كل بيت. وهو ما جعلنا نخاف من أن يتم إطلاق النار علينا. فيما خطط آخرون للهرب أثناء عملية الإيقاف. 

تمت محاصرة أكثر من ألف شخص في يوم 10 كانون الثاني/ يناير حسب تأكيد يامبيو ديفيد أوليفيي. وقد تمكن أوليفيي من تفادي الإيقاف بعد أن اختبأ  في عمارة سكنية قرب المكان إلى طلوع الصبح. وبعد العملية، كانت كل الخيام الموجودة أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أحرقت أو خربت. 

وتظهر مقاطع مصورة على تويتر الاكتظاظ الكبير الذي كان أمام المركز الأممي. وحسب أوليفيي، فإن المهاجرين المعتقلين يواجهون ظروفا جد صعبة مثل نقص الغذاء والماء النظيف وبيوت الراحة والأسرة. 

مقطع مصور نشر على تويتر في 10 كانون الثاني/ يناير 2022، ويظهر أشخاصا متكدسين في مركز احتجاز المهاجرين في عين زارة بعد أن قامت قوات الأمن الليبية باعتقالهم. 


A video posted on Twitter on January 10, 2022 shows people crowded together in the Ain Zara detention centre after being arrested by security forces.

وكان عدد من المهاجرين الذين كانوا معتصمين أمام مقر المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين قد طلبوا ترحيلهم إلى بلدة أخرى بعد أن أكدوا تعرضهم للعنف والتعذيب والاستغلال. وقد تم استئناف عملية الترحيل الجوية من ليبيا لفائدة طالبي اللجوء في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بعد أن تم تعليقها لعدة أشهر. ومنذ ذلك الحين، وافقت إيطاليا ودول أخرى على دخول طالبي اللجوء الذين يوجدون في أوضاع هشة. 

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى