آخر الأخبارأخبار محلية

من يقفل “بوابات جهنم” المتعددة المسارات؟!

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: بحسب ما تتوقعه مصادر ديبلوماسية وسياسية فإن الأسلوب المتقدم الذي استخدمه الديبلوماسي لتصويب الأداء بدأ يترجم على اكثر من مستوى، فمعظم المشاريع المعدة لمساعدة اللبنانيين في مواجهة الوضع الراهن باتت مهددة بالتأجيل إلى أمد غير محدد. عدا عن حتمية توقّف البعض منها بعدما بلغت التحضيرات لها مراحل متقدمة. ومردّ ذلك الى أكثر من سبب لا يتصل بمظاهر النزاع الدولي على الساحة اللبنانية بمقدار ما يتصل بالأخطاء الجسيمة التي ترتكب في الداخل. فالتقصير في تأمين البيئة الضامنة لإحياء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي جعلتها تترنح بين موعد وآخر، كما أعاقت انطلاقة عمل شركة “الفاريس آند مارسال” في المباشرة بعملها للتدقيق الجنائي في مصرف لبنان بعدما عبرت المهل القانونية الثمينة التي كانت أمامها من دون ان تنطلق ورشة العمل فيها. هذا بالإضافة الى ما حال حتى اليوم دون الاستفادة من الطاقة الكهربائية المستوردة من الأردن وتجميد العمل على مسار استجرار الغاز المصري بعدما تعثرت الخطوات اللازمة لترميم الخط الممتد من الاراضي السورية الى معمل دير عمار لأسباب تتصل بعدم صرف الاموال اللازمة نتيجة تجميد العمل الحكومي.

والى هذه المظاهر السلبية، لا يمكن التنكر الى المخاطر المحدقة بالتحضيرات الجارية للانتخابات النيابية ما يوحي بوجود من لا يريدها في توقيتها بعدما فرضت عليه معادلات لا تصب في مصلحته كمثل تلك التي قالت بها آلية انتخاب المنتشرين في العالم والإجراءات الأخرى غير الضامنة لنزاهتها وشفافيتها، ما لم تعوضه التحالفات التي يطالب بها خارج اي منطق سياسي. وهو ما سيقود حتما بعض الجهات القادرة على تعطيل اي خطوة يمكن ان تزيد من عزلتها الخارجية والداخلية أيّاً كان الثمن.

والأخطر في ما يواجهه اللبنانيون ان كل ذلك يجري في أسوأ مرحلة عصيبة يمر بها البلد حيث من الصعب ان تأتي أي انتخابات بالتمثيل الحقيقي لفئات واسعة دفعت أثمانا باهظة نتيجة خياراتها السابقة، وهي تخشى اليوم إحياء العصبية المذهبية المفرطة ولا ترغب بالعودة اليها مخافة ان تأتي بأسوأ مما هي عليه اليوم من حال بؤس ويأس دفعت بكثير منهم الى الشعور بالذل والسعي الى الهجرة او القبول بالحد الادنى من مقومات بقائها على قيد الحياة.

وانطلاقاً من هذه المعطيات كافة وما تعبّر عنه من قلق على الحاضر والمستقبل، يبقى من المعيب ان ينتظر اللبنانيون مبادرة خارجية قد لا تأتي في وقت قريب لتنهي مأساتهم وتضع حدا لفقدان الحس بالمسؤولية لقاء منافع آنية ومؤقتة تقفل كل الطرق الى “بوابات جهنم” المتعددة المسارات، خصوصاً انّ فُقِد القبطان القادر على إخراج البلاد من مآزقها الحتمية قبل الاستسلام للسيناريوهات المظلمة التي بشّر بها المنجمون وقرّاء الكف والفنجان.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى