آخر الأخبارأخبار محلية

البلديات شبه عاجزة…. ” الأزمة ما عم ترحم حدا”

تنافست البلديات في لبنان على مدى سنوات طوال لتقديم خدمات انمائية وسياحية واجتماعية واقتصادية، لا بل يمكن القول انها انتقلت من مرحلة بناء الحجر الى مرحلة بناء البشر عبر تسليطها الضوء على مجموعة مشاريع ثقافية ووطنية تهدف الى خلق الوعي وبناء الانسان.

وهذا ما يمكن اعتباره نقلة نوعية استطاعت أن تحققها بلديات لبنان في حين ان مفهوم العمل البلدي مازال بدائيا وتقليديا في كثير من الدول المحيطة والقريبة منا. وهذا لا ينفي ابدا اشكاليات كثيرة عرفها القطاع البلدي اللبناني لاسيما على صعيد نظرة المواطن له وعلاقته به.
ولكن بعيدا عن هذه المبارزة ما بين السلبيات والايجابيات، تجد البلديات نفسها اليوم مرغمة على دخول غرف الانعاش. فما هو واقع البلديات في ظل ما تشهده البلاد من ازمة اقتصادية وهل ستتمكن من الصمود؟

للبلديات دور في زرع الامل
في هذا الاطار يقول رئيس بلدية زغرتا-اهدن انطونيو فرنجية لـ”لبنان 24″ أن ” أزمات البلديات الكثيرة تشبه الأزمات المتتالية التي تعيشها البلاد، لا بل يمكن القول ان واقع البلديات ترجمة عملية ومصغرة لما آلت اليه الأوضاع العامة.
ولكن وقبل الدخول في موجة السلبيات الكثيرة واللامتناهية، لا بد من الاشارة الى ان للبلديات دورا مركزيا في زرع الأمل ومحاولة التخفيف عن الناس والبحث عن الابتسامة والفرح وهذا تماما ما حرصنا عليه في فترة الأعياد، خاصة في ليلة رأس السنة اذ وبالتعاون مع جمعية “دنيانا” استطعنا ان نخلق جوا ملائما للأعياد في ساحة الميدان في اهدن، حيث اجتمعنا في الهواء الطلق لوداع هذه السنة بما حملت من مآس والام”.
أزمة على صعيد العمال والموظفين والمتعاقدين
أما في ما يخص المشاكل البلدية التي تتشاركها بلدية زغرتا-اهدن مع معظم بلديات لبنان فيؤكد فرنجية ان ” واحدة من العوائق الأساسية تظهر في البدل اليومي الذي تحدده الدولة لعمال كنس وجمع النفايات، والذي ما زال مستقرا عند 38 الف ليرة لبنانية، في حين ان العامل بات يطلب 150 الف ليرة كحد ادنى لعمله اليومي.

بالاضافة طبعا الى المشاكل التي نعاني منها على صعيد الموظفين والمتعاقدين الذين لا تشملهم أساسا اي تغطية صحية ما يدفع جزءا منهم عند اول فرصة خارج البلاد أو في القطاع الخاص الى تقديم استقالته، والمشكلة الاكبر اننا لا نتمكن من ايجاد بديل نظرا لتدني قيمة الرواتب.
وامام هذه المشكلة لا بد من الاشارة الى ان البلديات اليوم هي أحوج ما يكون الى موظفيها والى عدد كبير من الموظفين نظرا لكثافة الطلبات المقدمة من قبل المواطنين الراغبين بالاستحصال على المعاملات التي ما زالت تدفع على سعر الـ 1500″.
أزمة محروقات
وفي سياق متصل يؤكد فرنجية أن ” أزمة المحروقات التي أرهقت البلاد، أرهقت ايضا البلديات لا بل وضعتها أمام تحد كبير، اذ اننا ندفع ثمن البنزين والمازوت بالدولار الاميركي او ما يعادله بالليرة اللبنانية وهذا في حالات نادرة جدا.
ووفقا لنظام العمل في بلدية زغرتا-اهدن، لا يحق لنا اتمام اي عملية صرف دون الخضوع الى رقابة مسبقة من ديوان المحاسبة الذي يحدد 12 مليون ليرة كقيمة قصوى لأي معاملة.
وهنا في عملية حسابية بسيطة نقول ان الـ12 مليون تساوي ما يقارب الـ 400 دولار اميركي، اي ما يمكننا من شراء حوالي 28 صفيحة مازوت، وهذه الكمية تشغل آلياتنا المختلفة ليومين كحد أقصى”.
أزمة تعهدات
وعن تنفيذ الاعمال المختلفة من صيانة وغيرها يؤكد رئيس بلدية زغرتا-اهدن أن ” معظم هذه الاعمال شبه متوقفة بكل ما للكلمة من معنى، فعالم التعهدات يتطلب شراء مواد اولية كالحديد والترابة وغيرها والتي في معظمها تسعر بالدولار الاميركي في حين ان ميزانية بلديتنا هي في الليرة اللبنانية، وعند اتفاقنا مع اي متعهد نجد فروقات ما بين سعر الصرف عند الاتفاق وسعر الصرف عند التنفيذ ما يدخلنا في اشكاليات وعلامات استفهام كثيرة، اذ انه ووفقا للقانون لا بد من ان تكون الأرقام متطابقة ما بين لجنتي الشراء والاستلام.
وفي هذا المجال، قمنا بخلق صندوق خاص مبني على المساعدات من بعض المغتربين ومن بعض الأصدقاء المقتدرين، الذين يمدوننا بما تمكنوا حتى نتمكن بدورنا من القيام بالحد الادنى من اعمال الصيانة الضرورية والاساسية”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى