آخر الأخبارأخبار محلية

لبنان على لائحة دول “تحديد النسل” والشعب”مقطوع الحبال الصوتية”

بشكل غير رسمي لكن واقعي ولافت، دخل لبنان “طوعاً” ضمن خانة الدول التي تعتمد سياسة تحديد النسل واستعمال موانع الإنجاب، على الرغم من أنه لا يحتاج الى تطبيق هذه السياسة كما في بلدان أخرى لدواعٍ عدة، لأن سياسة الإفقار والأزمات الإقتصادية والمعيشية المتتالية والإنهيارات النقدية والصحية قادرة على التكفّل بالحد من أحلام الزواج والإنجاب وتكبير الأسرة. فالمثل الشعبي القائل “الطفل يأتي ورزقتن  معه” لم يعد صالحاً  للتطبيق في لبنان على الإطلاق، إذ بات المتزوجون حديثاً أو مَن هم على قاب قوسين من تنفيذ فكرة الإرتباط، يفكرون بطريقة عقلانية ترتبط بواقع الحال الراهن، وهو واقع “يدعو الى الهلع” بالتأكيد.

الهلع يبدأ مع تكاليف فترة الحمل وخلاله وبعده، فال couple الذي قرّر المخاطرة وإنجاب الولد البكر أو ربما الثاني “حتى ما يضل إبنتهم أو إبنهم وحيدين”، عليه أن يضع مسودة برنامج طويل عريض تتضمن  إجرة الطبيب الإختصاصي المعاين للمرأة الحامل خلال الزيارة الشهرية، تليها كلفة Echo أو الصورة الصوتية ثم الفحوص المخبرية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية والحديد وأدوية تثبيت الحمل ومنع التشوهات، وصولاً الى الولادة الطبيعية التي تتراوح كلفتها بين ١٢ و٢٠ مليون ليرة بحسب الدرجة الإستشفائية، كل ذلك قبل الإنخراط في  “دورة الشقاء والذل الإلزامية” بحثاً عن الحفاضات وحليب الأطفال حديثي الولادة إن وجد، وهي مواد شهدت إرتفاعاً هستيرياً بأسعارها بحيث بلغ بعضها عشرة أضعاف الأسعار السابقة للأزمة الإقتصادية الخانقة. 
في أحد مؤلفاتها المميزة، كتبت الروائية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي تقول: “أحسد الأطفال الصغار لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه قبل أن تروّض الحياة حِبَالهم الصوتية”.
للسيدة الكاتبة نقول إن زرتي يوماً وطن الأرز، وقد فعلتي ذلك في السابق، فلن تصادفي إلا شعباً مقطوع الحبال الصوتية ” من كبيرنا لزغيرنا” والسلام.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى