آخر الأخبارأخبار محلية

المطران بقعوني لـ “لبنان 24”: كفّوا عن المناكفات وانصرفوا لمعالجة شؤون المواطنين

يأبى المواطن اللبناني أن يستسلم، لا بل يحارب بكل ما يملك من قوة وطاقة لخلق الفرح وايجاد مساحات الأمل في زمن كثرت فيه المصائب وتعددت أسبابها.
فبيروت التي أصابها الانفجار وشلّعها قبل أقل من سنتين، تقف اليوم محاولة لملمة اوجاعها.

بيروت اليوم، ترتدي زينة العيد مرنمة ومنشدة وفاتحة أبوابها لكل أصوات الحب والسلام والأمان.
بيروت اليوم، تقف بين أزماتها متطلعة نحو المجتمعين الدولي والعربي كعاصمة تأبى ان تخسر دورها الريادي والتواصلي والحضاري.
في هذا الاطار يتحدث راعي أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني لـ “لبنان 24″ معتبرا أن ” العيد هذه السنة يصل في ظل أزمة لبنانية غير مسبوقة.
فالازمة التي نمر بها صعبة جدا وفيها الكثير من التحديات والكنيسة بمختلف مؤسساتها تحاول ان تقوم بما يطلبه منها السيد يسوع المسيح عبر وجودها وخدمتها المهمش والفقير والمحتاج.

وعلى الصعيد الوطني تحاول الكنيسة مع بقية مكونات المجتمع ان تحث الدولة والمسؤولين فيها على ايجاد الحلول والتحاور واللقاء في ما بينهم، بهدف عودة المؤسسات الى عملها حتى نتمكن من ايجاد المخارج اللازمة لهذه الازمة”.

ويرى بقعوني أن ” جرح انفجار المرفأ ما زال ملتهبا وما زالت اوجاعه قائمة، فكثيرون يبذلون حجما كبيرا من الجهود للتعاطي مع نتائج هذا الانفجار، لكن نتائجه الكارثية التي اجتمعت مع تأزم الوضع الاقتصادي وأزمة كورونا بالاضافة الى الواقع السياسي، دفعت نحو معالجة غير مكتملة لما تسببه الانفجار في النفوس والأرزاق ومختلف التفاصيل التي دمرها وقضى عليها.
أما قضائيا، فالجميع بحاجة لمعرفة ما حصل في مرفأ بيروت حتى يصار الى محاسبة المسؤول والمرتكب لذلك نريد ان يتوصل القضاء الى معرفة هوية المسببين واكتشاف من كان وراء الانفجار”.
وعن تعطيل الحكومة وعدم التجاوب مع الدعوات لانعقادها، يؤكد راعي أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك أن” الأولوية اليوم وكما يجب ان تكون دائما هي للنظر والتطلع نحو حاجات المواطن والعمل على تامين مختلف حقوقه، لذلك على الحكومة ومختلف مؤسسات الدولة وبغض النظر عن اي سبب كان العودة للعمل بانتظام تام، فالوضع لا يحتمل مزيدا من التعطيل والبحث في شؤون لا تجيب مباشرة على حاجات الناس”.

وفي ملف الهجرة اللبنانية بشكل عام وهجرة المسيحيين بشكل خاص، يشير بقعوني الى أن “الهجرة تطال مختلف مكونات المجتمع اللبناني ومن ضمنهم المسيحيون طبعا، وأمام ما نعيشه لا يمكننا الطلب من أي شخص راغب بالمغادرة او الهجرة او السفر أن يبقى هنا، لكن يمكننا ان ندعو المسيحي الى التشبه بمعلمه السيد يسوع المسيح والتصرف تماما كما فعل هو في ظل الفقر والتهجير اللذين اختبرهما مع أمه مريم ويوسف البتول.

وعلى المسيحي ان يتعامل مع هذه الأزمة بالصبر والجهاد المتواصل بهدف تحسين ظروف حياته، وللحقيقة سبق وتكلمنا كثيرا عن الفقر لكنه اصبح اليوم يسكن معنا وبيننا، من هنا لا بد لنا من التمسك بالرجاء والسلام في تعاطينا مع الأزمات الكثيرة التي نعيشها.
ولا بد لنا من ان نتذكر ما قاله الملاك للرعاة ” ولد لكم مخلص”، نستذكر هذه المقولة وبثقة نعترف ان المسيح هو مخلصنا جميعا ومن له مخلص لا يعرف الخوف ولا يتقن الاستسلام”.
ويختم المطران بقعوني حديثه داعيا “المسؤولين الى عدم التلهي واضاعة الوقت”، قائلا لهم ” عودوا واجلسوا مع بعضكم البعض وكفوا عن المناكفات وانصرفوا لمعالجة شؤون المواطنين”.
و للمواطنين قال بقعوني: “تشجعوا ولا تستسلموا وتابعوا جهادكم لتحسين ظروف حياتكم فاليأس والقنوط ليسا من شيمنا”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى