آخر الأخبارأخبار محلية

خطوط معركة باسيل – حزب الله.. ملفٌ واحد قد يُنهي “التفاهم الكبير”

منذ لحظة سقوط معركة “المجلس الدستوري” بشأن الطعن بقانون الانتخابات، بات التيار “الوطني الحر” يقف أمام ما أسماه البعض بـ”معركة” ضدّ “حزب الله”، من دون أن يُحدّد السقوف لذلك.

 

من وجهة نظر رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، فإن “المؤامرة” التي رُسمت ضدّه من قبل “الثنائي الشيعي” لن تمرّ على خير، وهو يحتاجُ إلى مقابلٍ “يُعوّض الخسارة التي مُنيَ بها”. وحتماً، هذا الأمر تلقفه “حزب الله” الذي يعتبرُ أن موضوع اسقاط الطعن بقانون الانتخابات “لا يعنيه”، باعتبار أنه ليس مستفيداً مثل الأطراف الأخرى من أصوات المغتربين التي دارت معركة “الدستوري” بشأنهم.


هل من معركة فعلية؟


وسط هذه الصورة، كان لافتاً “الهدوء” على جبهة “حزب الله” بشأن أيّ معركة مع “الوطني الحر”. وفعلياً، فإن هذا التكتيك معتمدٌ منذ زمن من قبل الحزب لاعتبارات عديدة أبرزها: عدم السماح لأي جهات لاستغلال أي نزاع معلن مع حليفه الاستراتيجي، وعدم جعل الاعلام ساحة للخطابات المتبادلة لأن كل ذلك يعمق التوتر ويزيدُ من الانقسام أكثر.

 

تقول مصادر قيادية في التيار “الوطني الحر” لـ“لبنان24” إنّ “الاختلافات مع حزب الله واردة دائماً والأمر هذا ليس جديداً، وأبسط مثال على ذلك كان في تشكيل الحكومات والملفات الداخلية مثل الملف المرتبط بالتحقيقات بانفجار المرفأ”.

 

وأضافت: “بالنسبة لنا، هناك ثوابت لا يمكن أن نحيدَ عنها، وهي ضمان التحالف الاستراتيجي، مع العلم أن أي إشكالية يمكن حلّها ضمن الأطر المطلوبة، ولكن في الوقت نفسه نسعى لأن نحصّن أنفسنا سياسياً من أي استهداف”.


من جهة “حزب الله”، فإن المواقف كلها واردة في نفس الإطار الذي يتحدث ضمنه “الوطني الحر”، ولكن هناك نقاط أساسية يجب عدم تخطيها. وعن هذا الأمر، تكشف مصادر الحزب إنّ “الاختلاف مستمرّ لكن ذلك لا يعني أن الخلاف قائم، وباسيل يدرك تماماً ما هو موقف الحزب بالنسبة له”. وأضافت: “هناك لجانٌ تنسيقية بيننا وبين الوطني الحر، والتواصل لم ينقطع بيننا بتاتاً بعكس ما يُشاع باستمرار، والأهم هو الحفاظ على الثوابت المرتبطة بسلاح حزب الله وحماية المقاومة من أي استهداف كان”.

 

اليوم، يبحث باسيل عن “مكاسب” جديدة في السياسة، على أن يجعل معركته مع “حزب الله” محصورة ضمن نطاق واحد يتمثل بالحكومة. وهنا، يبدو أن باسيل أراد أن يُشبك معركته بإشكالية عدم انعقاد مجلس الوزراء، حيث أراد التصميم على تطويق “حزب الله” من هذا الباب من الناحية القانونية والدستورية. ومع هذا، فإن هناك أسئلة تُطرح أيضاً.. ما الأهداف الأخرى وراء هذا “الحراك الباسيلي”؟

 

بالنسبة لرئيس “الوطني الحر”، فإنه ليس من مصلحته أبداً أن ينتهي عهد رئيس الجمهورية ميشال عون من دون حكومة فاعلة، يمكن أن تمهد الطريق نحو إصلاحات فعلية وجدية قبيل انتهاء الولاية الرئاسية في تشرين الأول 2022. إضافة إلى ذلك، فإن باسيل سيتلقى خسائر كبيرة في حال عدم تبلور حلولٍ واضحة يمكن استخدامها ورقة انتخابية. أما الأمر الأهم، فإنّ رئيس “التيار البرتقالي” يدرك تماماً أن أي معركة ستخاض مع “حزب الله” بعيداً عن الحكومة أو مجلس النواب، ستقوده إلى صدامٍ معه، خصوصاً عندما يرتبط الأمر بسلاح حزب الله والثوابت المرتبطة به. وفي ما خصّ النقطة الأخيرة، فإن الاجماع بشأنها كبير وثابت، ولهذا السبب لا مشكلة كُبرى لـ”حزب الله” مع باسيل.


غير أنّ الأمر الأهم يرتبطُ أيضاً بملف الحكومة، وهو محاولة باسيل جرّ “حزب الله” إلى مجلس الوزراء رغماً عنه، علماً أن الأخير لديه مطلب واضح بشأن انعقاد جلسات الحكومة، وهو وضع البند المتعلق بالمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، على رأس جدول أعمال مجلس الوزراء.

 

وفي هذا الشأن، تقول مصادر “حزب الله” لـ“لبنان24”: “لا يحاولنّ أحدٌ استدراجنا للقبول بأي شيء رغماً عنّا. إما أن يكون هناك حلّ لموضوع التحقيقات والاستنسابية المحيطة بها، وإمّا لا عودة إلى مجلس الوزراء مهما فعل الجميع من دون أي استثناء”، وذلك في إشارة إلى باسيل.


وأضافت: “كُنا دائماً نهادن، لكن هذه المرة يبدو أن الملف يريدون لصقه بنا تماماً وهذا ما لن نرضى بها لا الآن ولا بعد 100 سنة، والعودة إلى مجلس الوزراء مؤجلة حتى تبديد الاستنسابية تماماً بملف التحقيقات”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى