هل سيشارك تيار المستقبل في الانتخابات ؟

بات حصول الانتخابات النيابية امرا لا مفر منه بغض النظر عن الموعد الذي من المتوقع ان يكون في ايار بسبب اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه التيار الوطني الحر على عدم اجراء الانتخابات في شهر اذار لاسباب كثيرة.

 

باتت الاحزاب امام وقت ضيق لتحضير جبهاتها الانتخابية، وهذا الامر ينطبق على تيار المستقبل الذي  بات ، بعد تأكيد حصول الانتخابات ، امام ضرورة حسم قراره بخوض الاستحقاق النيابي بشكل مباشر ام لا، وهو، امر لا يزال مجهولا امام قيادات التيار “المتوسطة“.

 

لكن ماذا سيستفيد تيار المستقبل من الانكفاء عن المعركة؟ تقول مصادر مطلعة ان المستقبل ليس راغبا بالذهاب بعيدا في الاشتباك الانتخابي في الوقت الراهن، او اقله ليس متحمسا لانه يرغب بالتفرغ لحل مشاكله وتبايناته مع المملكة العربية السعودية قبل العودة الواضحة الى الحياة السياسية.

وتشير المصادر الى ان قيادة تيار المستقبل، إن لم تحصل على تمويل سياسي صريح يتيح لها خوض الانتخابات بشكل كفوء وجدي في ظل الاوضاع الاقتصادية الحالية، لن تكون جاهزة لتشكيل لوائح في مختلف الدوائر السنية، على اعتبار ان غياب التمويل يعني غياب الغطاء السياسي الاقليمي.

 

وترى المصادر ان تيار المستقبل في العمق ليس راغبا بالغياب عن الساحة، لذلك فهو يدرس بشكل جدي دعم لوائح حليفة له من دون ان تكون هذه اللوائح لوائحه بشكل رسمي وهذا ما يزيد من قدرته على المناورة من دون ان يترك الساحة السنية. بالكامل.

 

الاهم هو ان التيار يقوم بحراك انتخابي في بعض المناطق كالعاصمة بيروت من دون ان يكون هذا الحراك مكودرا بشكل منهجي، بل مجرد مقدمات تحسبا لصدور قرار المشاركة من بيت الوسط في اي لحظة، ما يفرض  الاستعداد المستمر.

 

لن يترك التيار الازرق كتلته الناخبة لخصومه على الساحة السنية، حتى لو لم يخض الانتخابات، فهو يسعى لضبطها قدر الامكان لكي يستطيع دفعها في هذا الاتجاه او ذاك، بمعنى آخر يريد تيار المستقبل ان تكون عدم مشاركته في الانتخابات ترشيحا مترافقة مع عدم مشاركة قاعدته تصويتا الا للوائح التي يختارها.

 

خلال فترة قريبة سيتخذ تيار المستقبل قراره النهائي المرتبط بالانتخابات وسيكون امام امتحانات جدية في المناطق والدوائر الانتخابية كغيره من الاحزاب، فهل يكون لخياره المرتقب تبعات سياسية حقيقية؟