آخر الأخبارأخبار دولية

موسكو تقدم شروطها في الملف الأوكراني للحد من نفوذ الأطلسي والولايات المتحدة وواشنطن ترد


نشرت في: 18/12/2021 – 15:03

أعلنت موسكو الجمعة أنها قدمت إلى مسؤولة كبيرة في الخارجية الأمريكية مقترحات للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. من جهتها، أبدت واشنطن استعدادها لمناقشة هذه المقترحات لكنها أكدت أن “لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين”.

قدمت موسكو الجمعة مقترحات للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأبدت واشنطن استعدادها لمناقشة المقترحات بالتشاور مع الأوروبيين.

وتزامن نشر هذه الوثائق مع التشنجات المتعاظمة بين موسكو والدول الغربية بشأن اوكرانيا المجاورة لروسيا. ويتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا.

وأشارت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، تعليقا على هذه الاقتراحات، إلى أنه “لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين“.

من جهته، اعتبر مسؤول أمريكي كبير للصحافيين أن الولايات المتحدة “مستعدة لمناقشة” هذه الوثائق حتى لو تضمنت “أمورا معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة”.

وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: “إذا شن عدوان آخر على أوكرانيا، فسيكون له عواقب وخيمة، وسيكون مكلفا للغاية”.

وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما “معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية” و”اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء” في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

تجدر الإشارة إلى أنه من غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه إذ أن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين. وتقع كل من الوثيقتين في أربع صفحات وتتضمنان تسعة وثمانية بنود على التوالي.

في هذا الإطار، رأى نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدما للصحافة هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية أنه “من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون”. كما اقترح بدء المفاوضات “اعتبارا من السبت 18 كانون الأول/ديسمبر” وقال إن موسكو عرضت على الأمريكيين عقدها في جنيف.

ولفت ريابكوف إلى أن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي-الغربي في “الغياب التام للثقة المتبادلة” مع الأخذ في الاعتبار السياسة “العدائية” لحلف شمال الأطلسي “في جوار روسيا”. واعتبر المسؤول أن الأمر هو “لاستئناف العلاقة استنادا إلى صفحة بيضاء”.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعا الثلاثاء إلى مفاوضات “فورية” حول الضمانات التي ينبغي أن تقدم لأمن روسيا. وفي محادثات عبر الانترنت مطلع كانون الأول/ديسمبر طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن ضمانات قانونية كهذه.

ووفقا لهذه المعاهدات، يُحظر على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولا حتى “استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي” معها.

كذلك يتعهد بموجبها كل أعضاء حلف شمال الأطلسي عدم الاستمرار في توسيع الناتو وعدم القيام بأي “نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى”.

لكن الناطقة باسم البيت الأبيض أكدت الجمعة عدم المساومة “إطلاقا على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصا حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي”.

ويشكل توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي خطا أحمر بالنسبة لموسكو بيد أن أوكرانيا وجورجيا مرشحتان للانضمام إلى الحلف. ورفضت الدول الغربية إغلاق أبواب حلف شمال الأطلسي أمام هذين البلدين إلا أنها جمدت في الواقع عملية الانضمام.

في هذا الإطار، رأى الخبير الروسي كونستنتان كالاتشيف أنه “من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر أن التهديد لا يأتي منها وأنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا أو بدء حرب على الولايات المتحدة”.

   وتتهم واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي موسكو بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تحضيرا لغزو محتمل وتهدد روسيا بعقوبات غير مسبوقة.

   لكن الكرملين ينفي تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من حلف شمال الأطلسي الذي يسلح كييف ويزيد من انتشاره العسكري في منطقة البحر الأسود.

   ولا ترى واشنطن أن اجتياحا روسيا لأوكرانيا هو أمر وشيك. وصرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين الجمعة مستندا إلى تحليل الحكومة الأمريكية أن بوتين “لم يتخذ بعد قراره”.

 

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى